مـقـالات - علي كوثراني

لمن لا يفرّق بين التبعيّة والتحرّر

علي كوثراني / لا ميديا - لم تُقطّع أوصال المنطقة ولم تُفتّت إلا بالغلبة العسكرية الاستعمارية، ولم تُثبّت تلك الحالة إلّا بالهيمنة السياسية والثقافية للمركز الناهب، وإن كلّ تآمرٍ أو سكوتٍ أو عمىً عن هاتين الحقيقتين، وإن استُلهمت له المبرّرات من التراث، فهو لا يدخل إلا في باب التبعية. على النقيض من ذلك، لن تلتحم أوصال المنطقة ويتجمّع فتاتها إلا بتنسيق العمل المقاوم وربط الجبهات، ولا قائمة لمحور المقاومة بغير حاضنةٍ اجتماعيةٍ وثقافةٍ تستلهم تراث المنطقة الجامع لتُحافظ على مصالح سكّان المنطقة وثرواتهم، وكلّ جهدٍ في هذا الاتجاه هو داخلٌ في باب التحرّر....

علي كـوثراني- كاتب يساري لبناني - عمليّة تدوير الثروة المنهوبة بالقوّة، وإعادة التعريف بحسب الموقع في هرم النهب في العالم. بناءً على ما تقدّم، فإن الحديث عن المراكمة الأوروبّيّة الأوّليّة لرأس المال لا يصح في غير إطار ترتيبٍ وتقسيمٍ زمنيٍّ لعمليّة النهب، فعمليّة النهب لم تتوقّف قط، ولم تزل النشاط الاقتصادي الأول في العالم، بل ازدادت فاعليّتها عبر اعتماد استراتيجية الهيمنة؛ وبالتالي، ومن باب التصويب، فإن المراكمة الأولى قد تبعتها مراكمة ثانية وثالثة ورابعة... والعمليّات مستمرّة إلى يومنا هذا؛ لذا فإن أي مقاربةٍ لمسألة المراكمة الأوّليّة في إطار حيازة الأوروبّي لرأسمالٍ ما، وإن بطريقةٍ غير مشروعة،...

علي كوثراني- كاتب يساري لبناني- إذاً، فإن المراكمة الأولية للثروة، التي قامت على نفقتها أوروبا الحديثة، هي ببساطةٍ ليست إلّا نهباً أوروبياً صرفاً لما أسمته العالم الجديد، وقد أتى ذلك على شكل غزوٍ واحتلال وبطشٍ وحشيٍّ منظّم للسيطرة على ثروات ومقدّرات الآمنين وغير الآمنين فيه؛ فما كان من أوروبّا إلّا أن حاصرتهم وحاربتهم، ومسحت مجتمعاتٍ بأكملها عن الوجود؛ وأما المجموعات الناجية من إبادة كتلٍ بشريّةٍ وازنةٍ منها، فقهرتها أوروبّا وأفقرتها، واستعبدت بعضاً منها مع ما اُضيف إليها قسراً من مخطوفين أفارقة للعمل في المزارع والمناجم، ...

علي كوثراني- كاتب يساري لبناني- الإطار التاريخي، وتفكيك المقاربة الأورومركزيّة، حيث إن الكوكب بأسره قد أضحى رقعةً سياسيّةً واحدةً في القرون الخمسة الأخيرة، لاسيّما بعد أن امتدّت أيدي النهب الأوروبّيّة لتطال كل أصقاعه البعيدة، فتنافست فيما بينها على أكبر فريسةٍ في التاريخ، محتكرةً إيّاها بعيداً عن أعين الإمبراطوريّات غير الأوروبّيّة؛ فكان ذلك ما سمته أوروبّا عصر الاكتشافات. وحيث إن أوروبّا قد تحوّلت إثر ذلك من قارّةٍ متصارعةٍ فيما بينها، ومُهيمنٍ على أطرافها، إلى مركز الثروة في العالم، فصبّت فيها أغلب خطوط النهب الممتدّة من وراء المحيطات، وأثرت ثراءً فاحشاً من خارج اللعبة التقليديّة؛ ...

  • <<
  • <
  • ..
  • 9
  • >>