لا وطن دون جيش
 

علي القرشي

علي القرشي / لا ميديا -

لا يستقيم المعنى عندما تقول: "أنا مع الوطن وضد الجيش واللجان الشعبية"، فأنت هنا كمن يبني بيتاً لعائلة كبيرة ويتركه بعد ذلك مخلع الأبواب يدخله الغرباء واللصوص للعبث بحرماته وسرقة محتوياته.
ولا يستقيم المعنى أن تُقيم الجيش ولجانه الشعبية بجزئية اتفاقك أو اختلافك مع المشاط، لأن الجيش لا يدافع عن المشاط ولا يهمه من يقود البلد، طالما أنه يقوم بواجبه في الدفاع عن الوطن من قوى العدوان السعودي ـ الإماراتي ومرتزقتها الأجانب ومليشياتها الإرهابية.
أرجو وأتمنى أن نصل إلى مرحلة السمو بالنفس الإنسانية في التفكير، المرحلة التي تقتضي تقييم الفعل الوطني لا الأشخاص، المرحلة التي تسعى للمضامين الكبيرة ولا تتوقف عند التفاصيل الصغيرة. لا تربطوا بين الواجب الوطني وبين الانتماء لبعض الأشخاص، لأن الأشخاص -طال الزمن أو قصر- سيغادرون في النهاية، والتاريخ هو الذي سيحكم عليهم، وسيكتب من لديه بطولات في صفحات الأمجاد، ومن لديه خيانات في صفحات العار. 
عندما ترتقي بتفكيرك تسمو آراؤك ومواقفك، وعندها بالتأكيد ستدرك مغزى لماذا لا يصطاد الصقر بعوضة أو ذبابة؟ وستعرف أن الصقر لا يصطاد الذباب لأن هذه ليست معاركه، وربما لأنه في الأصل لا يعرف أن الله قد خلق البعوض والذباب على الأرض.
أمامكم وطن يضيع، والجيش ولجانه الشعبية يقاتلون في سبيل استعادته، بالتضحيات والدماء. والخيار لكم بين البقاء في القاع أو الصعود إلى قمم الجبال. 
ما يهمني اليوم هو أن يتحرر وطني، وبعد ذلك من نختلف معه في الرأي يجب أن يقنعنا برأيه أو نقنعه برأينا، وهناك مائة وسيلة للاتفاق قبل أن نحتكم للسلاح. 
أسماؤكم، مناصبكم، رتبكم، أموالكم، علاقاتكم، أحلامكم... كلها ليست من ضمن تفاصيل يومياتي ولا علاقة لها بأفكاري، فأنا لا أرى سوى الوطن، وأمام الوطن كل شيء يهون ويرخص، حتى ولو كان الثمن التنازل عن كل أحلامي وطموحاتي.

أترك تعليقاً

التعليقات