علي القرشي

علي القرشي / لا ميديا -

ما ذنب تلك العجوز لتهدموا منزلها..؟ ما ذنب الصغير..؟ ما ذنب الأيتام والأرامل والعجائز والشيخ الكبير..؟ ما ذنب الجنين الذي يولد في العراء أو يموت في الأحشاء..؟ ما ذنب الأبرياء من مدينة تعز المحكومة بالمليشيات ليحملوا عاراً ليس لهم يد فيه أو يطلب منهم ثأر عن جرم لم يرتكبوه..؟ ما ذنب الصغير ليبكي قهرا ويموت حزنا على وطن ما عاد قادراً على أن يحتويه، أن يحميه، وأن يجعله يعيش في أمان وسلام..؟ ما ذنب الغلابى والمساكين ليفقدوا حق العيش الكريم..؟ ما ذنب الدولة لتلبسوها عنوة ثوب العار وترفعوا فوقها راية الرذيلة ويعود إليها الاستعمار..؟ ما ذنب الدولة لتحمل وزر الخائن والعميل، لتحمل وزر المجرم والفاسد والسفيه، ليقال عنها دولة فاشلة، لتكون ساحة قتال بين اللصوص وعبدة الكراسي والفاسدين..؟ ما ذنب الدولة التي كانت عظيمة، أن تستباح، وأن تكون بلا قيمة بسبب مرضى يعانون من عقد نفسية..؟ ما ذنب هذا الجيل والذي يليه من أجيال ليحملوا عار تلك المصيبة التي يسمونها شرعية، وهي مشروع استعمار وخراب ونكبة جعلت من الدولة حظيرة..؟ ما ذنب الأبرياء ليحملوا وزر أولئك الآباء الذين أنجبوا لنا تلك العاهات، فأفسدوا الدولة وأفسدوا الحياة..؟
احملوا تلك النكبة بكل العار الذي جاءت به، وارحلوا عن أرضنا. يكفي خسة ودناءة، فما عاد البسطاء قادرين على احتمال المزيد.

أترك تعليقاً

التعليقات