كيف يجب أن تدار الأزمة؟
 

علي القرشي

علي القرشي / لا ميديا -

يجب في البداية الاتفاق على أن مواجهة أزمة وباء فيروس كورونا ليست بحاجة إلى تعدد الآراء وتشعب الاختصاصات وما ينتج عنه من صراعات نحن في غنى عن الوقوع فيها. 
الأزمة اليوم تعتمد على 3 قطاعات مهمة.
القطاع الأول: إنشاء المركز الوطني لمكافحة الأمراض
هذا المركز يجب أن توضع تحت تصرفه كل الإمكانيات، وأن تصرف له كل المستحقات المالية التي يحتاجها لاستيراد الأجهزة الطبية ومواد التحاليل للكشف عن المشتبه في إصابتهم بالفيروس، وهذا المركز يجب أن ينسى تماما أنه يتبع حكومة الإنقاذ، بل يجب أن يعمل على أساس مسؤوليته تجاه كل اليمنيين في جميع ربوع اليمن.
وتوفير هذه الإمكانيات للمركز لا يجب أن يشوبه أي تأخير، لأن العالم يعاني نقصاً حاداً في الأجهزة الطبية، وعلى الأخص أجهزة التنفس الـصناعي، ومدير المركز الوطني يجب عليه أن يزور كل المدن اليمنية، ويقف على احتياجات المستشفيات والطرق الوقائية المتبعة، ولا يضع في اعتباره مطلقاً مسألة من يسيطر على هذه المناطق، لأن القضية إنسانية ولا علاقة لها بالخلافات السياسية. 

القطاع الثاني: وزارة الصحة
يجب على وزارة الصحة في حكومة الإنقاذ وفنادق الرياض أن تتواصل في ما بينها للاتفاق على الإجراءات الواجب اتخادها لمواجهة هذا الوباء، وأن يتم توريد الأجهزة الطبية والـأدوية كأن العمل يتم عبر وزارة واحدة في دولة واحدة، هذه مسـؤولية لا مجال للتقاعس عنها تحت أي مبررات، والقول بأن كل وزارة تتحمل مسؤولية مواجهة الأزمة في المناطق التي تسيطر عليها، هو قول مرفوض جملة وتفصيلا، ولا يعفي مسؤولي الوزارة من المساءلة القانونية في ما لو قدر وانتشر الوباء.
سقف الأموال التي يجب أن تخصص لوزارة الصحة قد يساوي كل الأموال التي يملكها البنك المركزي اليمني، فلا قيود على الصرف، المهم أن يتم اختيار لجان الإشراف على الاستيراد من الشرفاء الذين لا يتاجرون بدماء الأبرياء.

القطاع الثالث: الشعب
الشعب يجب أن يعي كل المحاذير الطبية، وأن يلتزم بالبقاء في البيوت، وأن يعرف أن انتشار الفيروس في زمن الحروب لن يكون وباء فحسب، بل سيكون فناء لن ينجو منه كبير ولا صغير. 
وهنا يأتي دور وسائل التواصل الاجتماعي في توعية الناس ونشر كل ما من شأنه أن يوضح لهم أن الاستهزاء بالوباء يعني أن تموت الناس في الشوارع ولا تجد حتى من يحملها للمقابر.
إدارة الأزمة مهمة، وليست هناك أزمة بدون حلول، فقط نحن بحاجة هذه الأيام إلى أن تفتح خزائن الأموال، وننسي الأحقاد، ونقتنع بأن المركب قد يغرق، وأن سمك القرش لن يسأل الأموات لماذا اختلفوا، ولن يسأل الأمواج من أين جاءت له بكل هذا الطعام. 
اللهم ارفع عنا هذا الوباء وعجل لنا بمواسم الفرح والهناء.

أترك تعليقاً

التعليقات