إبراهيم الماس
 

أبو شادي الصغير

أبو شادي الصغير/ لا ميديا -

من المحتمل أن إبراهيم محمد الماس، المولود في كريتر عدن عام 1900، كان قد سمع ـ على نحو ما- أصداء رنين الأوتار وأصوات الغناء حتى قبل ولادته. فبحسب الدراسات الحديثة أن الأجنة في أرحام أمهاتهم يسمعون الأصوات التي في محيطهم، وتحدث لديهم استجابات لها. 
من شبام كوكبان غادر الشيخ محمد الماس وأسرته باحثاً عن عمل وفضاء يغرد فيه، وكانت كريتر ـ عدن بدايته الجديدة.
ازدهرت هوايته وأصبح واحدا من المطربين المعروفين في عدن.
يلتقي في منتداه المطربون والشعراء، وأشهرهم الشيخ محمد العطاب الذي تختزن ذاكرته كثيراً من الألحان والقصائد والموشحات، فبدا لمعاصريه موسوعة في الغناء اليمني القديم، يترقبون زياراته لعدن ويسعون للاستماع إليه ويحرصون أن يسمع ما لديهم من ألحان وأساليب الغناء.
سجل الشيخ محمد الماس بعض الأغاني عبر شركة تجارية للأسطوانات "اوديون".
في هذا المناخ المفعم بنشوة الطرب، نشأ الفنان الماس، وعملت استعداداته وقدراته الذاتية وتفاعلها مع بيئته على تشكيل شخصيته. فقد حظي برعاية أسرية. وتلقى تعليما مدرسياً حكوميا درس فيه اللغة العربية والإنجليزية، يحفظ الشعر والقديم منه خاصة، يسمع بشغف عزف وغناء الفنانين الذين يلتقون عند أبيه وما يدور من أحاديث عن الفن. يراقب الأب ميل ابنه ورغبته في تعلم العزف على العود، فيبادر إلى تلبية تلك الرغبة ويعلمه العزف والأساليب الغنائية اليمنية القديمة. واغتنت تجربته بالاستفادة من خبرات المطربين اليمنيين، بل ذهب إلى ما هو أبعد ليستمع إلى المطربين المصريين صالح عبدالحي، سلامة حجازي، سيد درويش، محمد عبدالوهاب. 
رغم أن شهرة إبراهيم فاقت كثيرا شهرة أبيه وما كان لسابقيه ولمعاصريه من المطربين، فقد ظل عازفا عن الظهور في المناسبات والحفلات واعتبر نفسه هاويا للغناء لا أكثر. وبعد تجاوزه الثلاثين من عمره قبل -تحت إلحاح أصدقائه- أن يسجل عددا من الأغاني على أسطوانات شمعية لدى شركة "اوديون". 
ما يدهش في تجربة هذا الفنان هو أداؤه المتميز لكثير من الأغاني التي سجلها. وتبقى لمسات براعته -رغم رداءة التسجيل- حاضرة في ما سجله من أغان. ولعل في أدائه وتقديمه لـ"خيلت بارقا لمع" مثالا واضحا.
 عام 1966م توفي الماس في كريتر عدن.
سجل إبراهيم الماس عددا من الأغاني منها:
خيلت بارقا لمع، الناس عليك يا ريم أقلقوني، أحبة ربى صنعاء، أراك طروبا، الغويدي نظم، إن كان باب الرضا مغلق، أيام اللقاء، بات ساهي الطرف، جل من للصباح قد زحزح، دع ما سوى الله، ذا نسيم القرب نسنس، رحمن يا رحمن، سكان الحمى، صادت فؤادي، عالم السر، عذيب اللمى، فرج الهم، قال المعنى، من ذاق طعم الهوى، يا مستجيب للداعي، يا غصن لابس قميص، جل من نفس الصباح، ظبي صنعاء، يحيى عمر قال يا طرفي لما تسهر.

أترك تعليقاً

التعليقات