ضاع دمه بين القبائل
 

أحمد الكبسي

أحمد الكبسي / لا ميديا -

منذ إعلان نقل إدارة وعمليات البنك المركزي اليمني إلى محافظة عدن المحتلة، تعاقب على إدارة البنك 3 محافظين خلال فترة قصيرة لا تتجاوز عامين ونصف العام.
هذا التخبط في التعيينات يسهم أيضاً في عدم استقرار السوق المالي، ويفاقم من الأزمة الاقتصادية، سيما مع النتائج التي حققتها الإجراءات والتدابير التي اتخذتها إدارتا القعيطي وزمام، والتي انعكست سلباً على الاقتصاد الوطني، إذ لم تتجاوز تلك الإجراءات العمل بالمهدئات والمسكنات لوضع يزداد سوءاً يوماً بعد آخر. 
تمكن زمام وبطريقة عبثية من خفض سعر صرف العملات الأجنبية مقابل الريال بعد أن كان قد وصل سعر الريال مقابل الدولار إلى 800 ريال للدولار الواحد، من خلال تدخل البنك المركزي والمضاربة غير المدروسة ليسجل السعر الرسمي 480 ريالاً للدولار الواحد، في حين وصل سعر الصرف للدولار في السوق إلى 600 ريال، وينبئ بالمزيد في ظل استمرار عجز الموازنة وتوقف إيرادات الدولة من العملة الصعبة، إضافة إلى استنزاف حكومات هادي المتعاقبة خلال زمن الحرب للمنح والقروض الخارجية والموارد التي تحت سيطرتها واستخدامها بشكل عبثي، حيث عمدت تلك الحكومات إلى سياسة التمييز في صرف مرتبات موظفي الجهاز الإداري للدولة. 
عملت إدارة القعيطي على طباعة 800 مليار ريال من الأوراق النقدية من فئتي 1000، و500، دون غطاء، لتوفير سيولة نقدية. 
عملت إدارة زمام على طباعة 500 مليار ريال من الأوراق النقدية فئات 100، و200، و250  لتوفير سيولة نقدية، ودون غطاء. 
فتحت إدارة زمام أذون الخزانة وبنسبة أرباح عالية تصل إلى 23%، يقول زمام إن هذا القرار وفر نصف تريليون ريال احتياطياً نقدياً لدى البنك المركزي في عدن، في المقابل ضاعف هذا الإجراء من حجم الدين الداخلي. 
سحبت حكومات هادي خلال عام 2018 فقط أكثر من تريليون ريال على المكشوف، في مخالفة واضحة لكل القوانين واللوائح المنظمة لعملية السحب، لتضيف عبئاً على كاهل المواطن من خلال زيادة التضخم والدين الداخلي. 
استنزفت إدارة زمام المنحة السعودية بالاستخدام الأسوأ من خلال المضاربات وعمليات الفساد التي كشف عنها حافظ معياد رئيس اللجنة الاقتصادية لحكومة هادي. 
تعيين حافظ معياد ليس لإنقاذ الاقتصاد الوطني من حالة الانهيار الوشيك، فالرجل ليس ساحراً، وليس بيده اللعبة السياسية التي أسهمت بشكل كبير بالوصول إلى ما نحن عليه اليوم، غير أن معياد يعرف كيف يقدم نفسه كمنقذ يستخدم أكبر قدر من المهدئات للوضع الاقتصادي المنهار، وينسحب بعدها بهدوء، ليكتشف المواطن أن البلد في وضع كارثي بعد أن ضاع دمه بين القبائل.
#المؤامرة_أكبر_من_خلافاتنا

أترك تعليقاً

التعليقات