وإذا جعنا تقاسمنا رغيفاً " التكافـــــل مقاومــــة "
- تم النشر بواسطة لا ميديا
وصفهم من لا ينطق عن الهوى بأنهم (أرق قلوباً، وألين أفئدة).. ويا لها من أفئدة حين يقاسم الجار (جاره) كسرة خبزه، ليتقي شر عدوان أنهك البلد اقتصادياً، محاولاً أن يجعله ينكسر، أو يستسلم، أو يركع... ومع بداية العام الثالث على التوالي للحصار على اليمن، أثبت اليمنيون أنهم أكثر قوة، ومواجهةً لما يعانيه من أزمةٍ اقتصادية نتيجة حصار يهدف العدوان إلى إذلاله، وأنّى له ذلك، وألين الأفئدة تقطن كل أزقة، وشوارع، وحواري الوطن الذي يلقن العالم درساً بليغاً في الصمود الأسطوري.. (لا) رصدت قصصاً إنسانية كنماذج للصمود والتكافل بين أبناء الوطن الواحد، وهم يواجهون أحقر قوة عالمية تستهدفهم حتى في لقمة العيش اليومي..
سندوتشات المدرسة
الوقت: الـ8 والنصف صباحاً، المكان: إحدى مدارس أمانة العاصمة، وخلال طابور الصباح، أغمي على الطالبة (ندى)، أخذتها المُدرسة إلى الإدارة لمعرفة أسباب ما حدث لها، بكت الطالبة بحرقة أنها وأفراد عائلتها لم يتناولوا طعاماً منذ يومين كاملين، حضرت إلى المدرسة دون تناول أي طعام، فأغمي عليها.
من هنا انبثقت فكرة إنسانية للمُدرسة والإدارة، تمثلت هذه الفكرة في أن تحضر كل طالبة ومعلمة حسب الاستطاعة سندوتشاً إضافياً كل صباح، يتم وضعها وجمعها في صندوقٍ أثناء طابور الصباح، لتأخذ منه كل طالبة لم تتناول فطورها في البيت.
مثل هذه المبادرات الإنسانية الرائعة برز منها الكثير في العاصمة وغيرها من المدن اليمنية، ما يؤكد حديث من لا ينطق عن الهوى، خاصة في ظل الحصار الاقتصادي، أن اليمنيين لديهم القدرة على سحق العدوان بصمودهم وتكاتفهم في ما بينهم.
طعام نظيف للمحتاجين
وأنت تمرُّ بأزقة صنعاء القديمة تشاهدُ لوحة كُتبَ عليها: (طعام نظيف للمحتاجين)... حيث اتفق أهالي الحي بأن يقوموا بوضع ما يتبقى من طعامٍ نظيفٍ في أكياسٍ خاصة، ويُعلّق على تلك اللوحة، فيمر كل محتاجٍ للطعام ليأخذ منها ما يسد به جوعه.
وأثناء مرور صحيفة (لا) بذلك الزقاق لالتقاط صورة لتلك اللوحة، مرّ أحدهم والتقط بعض الأكياس المعلقة التي بها الطعام، واحتراماً لآدمية ذلك الإنسان توقفت الكاميرا برهةً ريثما يأخذ الطعام، وتم التقاط الصورة التي سيجدها القارئ منشورة ضمن المادة.
الشاهد أن الأفكار العظيمة تخرج من الأحياء البسيطة والمتواضعة، لتكتمل روح التعاون والأخوة بين أبناء الوطن الواحد، ومثل هذه المبادرات تستحق أن تكون أنموذجاً يحتذى به في بقية الأحياء، خاصة مع تزايد أعداد المحتاجين في ظل عدم صرف المرتبات، التي يعتمد عليها معظم الموظفين بشكل أساسي.
المعلم.. قمة الإنسانية
مثلما انتشرت المبادرات الصغيرة في الأحياء البسيطة، وبين المواطنين، انتشرت أيضاً على مستوى رجال أعمال، لكن هذه المرة صاحب المبادرة رجل عربي أصيل من سوريا الشقيقة والجريحة، يعطي درساً هادئاً لمن يلتقط الأفكار الإنسانية النبيلة... في حين تغيب أمثالها كثيراً عن رجال أعمال وتجار يمنيين يبعثرون ما أعطاهم الله يمنة ويسرة، دون أن يلتفتوا لمن سحقتهم آلة الحرب، ودمرهم عدوان وقح تجاوز في أفعاله وجرائمه كل الأعراف والقوانين الدولية.
البداية.. فاتورة!
كانت كاميرات المراقبة ترصد الحركة الطبيعية لمطعم (فلافل المعلم)، غير أن الصدفة المحضة وحدها هي التي جعلت مالك المطعم (المعلم) نفسه يرى موقفاً أجبره على أن يغيّر مجرى خدمة المطعم بالكامل، ويتلخص هذا الموقف في:
قيام أحد الأطفال بالتقاط فاتورة تم استخدامها مسبقاً، وناولها المباشر (العامل في المطعم) ليعطيه وجبة طعام، كونه لا يمتلك ثمن ذلك!
هنا احتضن المعلم ذلك الصغير وأعطاه الوجبة دون أن يشعره بذلك، ومن حينها قرر أن يخصص جزءاً كبيراً من المأكولات التي يقدمها المطعم لأي محتاج يقف بباب المطعم، ولا يمتلك ثمن ما يأكل.
ورفع شعار: (من كان محتاجاً فليأت ويأخذ وجبته)، ومن يومها يأتي إلى المعلم المحتاج، والنازح، ومن شرده العدوان، وأبعده عن دياره.
(لا) اقتربت من المكان، ورأت الحركة الانسيابية والخدمة التي يقدمها عمّال المطعم للمحتاجين بكل حُبٍّ وذوق، حيث لا يشعرونهم أنهم يختلفون عمن يدفعون ثمن ما يطلبون.
وعلّق أحد المهتمين بقوله: كم هو حريٌّ بتجار اليمن أن يستفيدوا من فكرة هذا الرجل السوري الشهم، في حين يبالغ تجارنا برفع الأسعار التي لم يعد يحتملها المواطن، في ظل حصارٍ اقتصادي من قبل العدوان الأمريكي السعودي للعام الثالث على التوالي، ومع انقطاع المرتبات عمن يعتمدون عليها بشكلٍ كلي.
آخر الأوراق..
إذن، تلك صورة مصغرة عن اليمني الأصيل الذي من المستحيل أن ينام وجاره يئن، فذو الفطرة السوية لا يقف مكتوف اليدين، بل يُخرج رغيفه الوحيد ويقاسمه المحتاج.
باختصار... كأن أغلبهم يطبقون المثل الشعبي السائد: (أنين جارك يُسهرك)، ما بالنا وهو يقاسمه خبزه اليومي.
سندوتشات المدرسة
الوقت: الـ8 والنصف صباحاً، المكان: إحدى مدارس أمانة العاصمة، وخلال طابور الصباح، أغمي على الطالبة (ندى)، أخذتها المُدرسة إلى الإدارة لمعرفة أسباب ما حدث لها، بكت الطالبة بحرقة أنها وأفراد عائلتها لم يتناولوا طعاماً منذ يومين كاملين، حضرت إلى المدرسة دون تناول أي طعام، فأغمي عليها.
من هنا انبثقت فكرة إنسانية للمُدرسة والإدارة، تمثلت هذه الفكرة في أن تحضر كل طالبة ومعلمة حسب الاستطاعة سندوتشاً إضافياً كل صباح، يتم وضعها وجمعها في صندوقٍ أثناء طابور الصباح، لتأخذ منه كل طالبة لم تتناول فطورها في البيت.
مثل هذه المبادرات الإنسانية الرائعة برز منها الكثير في العاصمة وغيرها من المدن اليمنية، ما يؤكد حديث من لا ينطق عن الهوى، خاصة في ظل الحصار الاقتصادي، أن اليمنيين لديهم القدرة على سحق العدوان بصمودهم وتكاتفهم في ما بينهم.
طعام نظيف للمحتاجين
وأنت تمرُّ بأزقة صنعاء القديمة تشاهدُ لوحة كُتبَ عليها: (طعام نظيف للمحتاجين)... حيث اتفق أهالي الحي بأن يقوموا بوضع ما يتبقى من طعامٍ نظيفٍ في أكياسٍ خاصة، ويُعلّق على تلك اللوحة، فيمر كل محتاجٍ للطعام ليأخذ منها ما يسد به جوعه.
وأثناء مرور صحيفة (لا) بذلك الزقاق لالتقاط صورة لتلك اللوحة، مرّ أحدهم والتقط بعض الأكياس المعلقة التي بها الطعام، واحتراماً لآدمية ذلك الإنسان توقفت الكاميرا برهةً ريثما يأخذ الطعام، وتم التقاط الصورة التي سيجدها القارئ منشورة ضمن المادة.
الشاهد أن الأفكار العظيمة تخرج من الأحياء البسيطة والمتواضعة، لتكتمل روح التعاون والأخوة بين أبناء الوطن الواحد، ومثل هذه المبادرات تستحق أن تكون أنموذجاً يحتذى به في بقية الأحياء، خاصة مع تزايد أعداد المحتاجين في ظل عدم صرف المرتبات، التي يعتمد عليها معظم الموظفين بشكل أساسي.
المعلم.. قمة الإنسانية
مثلما انتشرت المبادرات الصغيرة في الأحياء البسيطة، وبين المواطنين، انتشرت أيضاً على مستوى رجال أعمال، لكن هذه المرة صاحب المبادرة رجل عربي أصيل من سوريا الشقيقة والجريحة، يعطي درساً هادئاً لمن يلتقط الأفكار الإنسانية النبيلة... في حين تغيب أمثالها كثيراً عن رجال أعمال وتجار يمنيين يبعثرون ما أعطاهم الله يمنة ويسرة، دون أن يلتفتوا لمن سحقتهم آلة الحرب، ودمرهم عدوان وقح تجاوز في أفعاله وجرائمه كل الأعراف والقوانين الدولية.
البداية.. فاتورة!
كانت كاميرات المراقبة ترصد الحركة الطبيعية لمطعم (فلافل المعلم)، غير أن الصدفة المحضة وحدها هي التي جعلت مالك المطعم (المعلم) نفسه يرى موقفاً أجبره على أن يغيّر مجرى خدمة المطعم بالكامل، ويتلخص هذا الموقف في:
قيام أحد الأطفال بالتقاط فاتورة تم استخدامها مسبقاً، وناولها المباشر (العامل في المطعم) ليعطيه وجبة طعام، كونه لا يمتلك ثمن ذلك!
هنا احتضن المعلم ذلك الصغير وأعطاه الوجبة دون أن يشعره بذلك، ومن حينها قرر أن يخصص جزءاً كبيراً من المأكولات التي يقدمها المطعم لأي محتاج يقف بباب المطعم، ولا يمتلك ثمن ما يأكل.
ورفع شعار: (من كان محتاجاً فليأت ويأخذ وجبته)، ومن يومها يأتي إلى المعلم المحتاج، والنازح، ومن شرده العدوان، وأبعده عن دياره.
(لا) اقتربت من المكان، ورأت الحركة الانسيابية والخدمة التي يقدمها عمّال المطعم للمحتاجين بكل حُبٍّ وذوق، حيث لا يشعرونهم أنهم يختلفون عمن يدفعون ثمن ما يطلبون.
وعلّق أحد المهتمين بقوله: كم هو حريٌّ بتجار اليمن أن يستفيدوا من فكرة هذا الرجل السوري الشهم، في حين يبالغ تجارنا برفع الأسعار التي لم يعد يحتملها المواطن، في ظل حصارٍ اقتصادي من قبل العدوان الأمريكي السعودي للعام الثالث على التوالي، ومع انقطاع المرتبات عمن يعتمدون عليها بشكلٍ كلي.
آخر الأوراق..
إذن، تلك صورة مصغرة عن اليمني الأصيل الذي من المستحيل أن ينام وجاره يئن، فذو الفطرة السوية لا يقف مكتوف اليدين، بل يُخرج رغيفه الوحيد ويقاسمه المحتاج.
باختصار... كأن أغلبهم يطبقون المثل الشعبي السائد: (أنين جارك يُسهرك)، ما بالنا وهو يقاسمه خبزه اليومي.
المصدر لا ميديا