غزة: 10 شهداء وجرحى فلسطينيين في غزة والضفة بينهم رضيع
- تم النشر بواسطة لا ميديا
تقرير / لا ميديا -
ما يرتكبه العدو الصهيوني اليوم ليس مجرد خروق لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بل هو جريمة مستمرة تُدار بوعي كامل وبغطاء دولي فاضح. وعملياً تحوّل وقف إطلاق نار إلى مظلة تتيح للاحتلال مواصلة القتل، الحصار، التجويع، والتهجير، دون أي كلفة. الأرقام، تصرخ: نازحون يُقتلون، أطفال يُتركون للموت، وعائلات تُمحى، فيما يواصل العدو تسويق رواية «الأمن» كذريعة جاهزة لكل رصاصة وصاروخ.
وارتقى، أمس، شهيدان جديدان في غزة، وأصيب 6، بينما تم انتشال 32 من الجثامين من تحت أنقاض المنازل المدمرة.
وأعلن العدو الصهيوني، أمس، عن جريمة جديدة، تمثلت بقتل فلسطيني جنوب قطاع غزة بذريعة «الاقتراب من القوات وهو يحمل جسماً مشبوهاً». تهمة جاهزة، تحوّلت إلى تصريح قتل فوري، ما يؤكد أن القتل الفوري للفلسطينيين بات جزءاً من العقيدة العملياتية للاحتلال.
أما الجريمة الأكثر ألماً فكانت استشهاد الطفل الرضيع محمد خليل أبو الخير، البالغ من العمر أسبوعين فقط، نتيجة انخفاض حاد في درجة حرارة جسمه بسبب البرد الشديد.
طفل لم يُقتل بصاروخ، بل قُتل بالحصار، وبمنع الوقود، وبتهديم البيوت، وبترك العائلات في العراء. هذه ليست «كارثة إنسانية» عابرة، بل ممنهجة، ونتيجة مباشرة لقرارات صهيونية مدروسة، تجعل من الطقس أداة قتل إضافية.
في سياق متصل، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية والدفاع المدني في غزة، أمس الثلاثاء، انتشال 32 شهيداً من تحت الأنقاض.
ووفق الدفاع المدني، انتشلت طواقم الدفاع المدني، في غرب مدينة غزة، ولليوم الثاني على التوالي، 30 جثماناً ورفات شهداء من أصل 60 من عائلة «سالم»، استشهدوا تحت أنقاض منزل عائلة «أبو رمضان» في منطقة الرمال، بعد استهدافه وهو مكتظ بالمدنيين. عائلات تُمحى بالكامل، وأسماء تُزال من السجل المدني، في مشهد بات مألوفاً في «حرب» تتعامل مع المدني كهدف مشروع.
ووفق وزارة الصحة الفلسطينية، فإن حصيلة الشهداء منذ سريان وقف إطلاق النار في 11 تشرين الأول/ أكتوبر 2025 بلغت 393 شهيداً و1,074 مصاباً، إضافة إلى انتشال 634 شهيداً، لترتفع الحصيلة الإجمالية للإبادة إلى 70,667 شهيداً و171,151 مصاباً.
ورغم الاتفاق، يواصل العدو الصهيوني، لليوم الـ67 على التوالي، خرق وقف إطلاق النار، عبر الغارات الجوية والقصف المدفعي وإطلاق النار، إلى جانب عمليات نسف واسعة لمبانٍ سكنية في رفح وخان يونس، واستهداف أحياء مكتظة في مدينة غزة. في الوقت نفسه، يستمر الحصار الخانق ومنع إدخال المساعدات الإنسانية بالوتيرة المتفق عليها، ما يكشف أن «إسرائيل» تستخدم الجوع والبرد والدمار كأدوات ضغط جماعي.
حماس: الاتفاق يترنح بسبب الخروقات
وفي سياق جرائم الاحتلال المستمرة في غزة، كشف غازي حمد، القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس، أن العدو ارتكب 813 خرقاً لوقف إطلاق النار منذ إعلانه، بمعدل 25 خرقاً يومياً، وأسفر عنها استشهاد نحو 400 فلسطيني، 95% منهم مدنيون، بينهم أطفال ونساء.
أما عدد المصابين، وفق حمد، فبلغ «نحو 991، بينهم 334 طفلاً، و210 نساء».
وذكر أن حركة حماس «وبشهادة الوسطاء الذين تابعوا معها الأحداث اليومية في قطاع غزة، لم ترتكب خرقاً واحداً منذ بداية الاتفاق، والتزمت التزاماً كاملاً».
ولفت حمد إلى أن الخروقات الصهيونية شملت «خروقات واضحة في موضوع المساعدات الإنسانية»، مؤكداً أن العدو لم يلتزم بالبروتوكول الإنساني، وأدخل مساعدات إنسانية أقل بكثير من المتفق عليها، فضلاً عن عدم سماحه بإدخال المعدات اللازمة لرفع أطنان الدمار الذي خلّفته الإبادة.
وحذّر حمد من أن «الخروقات تهدد الاتفاق بشكل كبير جداً وتجعله يترنح».
وشدد حمد على أنه «لا يحق للاحتلال استهداف رجال المقاومة في ظل وقف إطلاق النار، وإسرائيل كانت تختلق مبررات متكررة لتبرير عملياتها العدوانية، كادعاء وجود عبوات أو إطلاق نار، دون تقديم أي دليل، وهي مبررات كاذبة ومضللة يعرف الوسطاء عدم صحتها».
كما كشف حمد أن العدو وسع «مناطق السيطرة النارية لمسافات كبيرة في شمال غزة بين 700 و1000 متر، وفي غزة نحو 1300 متر، وفي الوسط 1150 متراً، وفي خان يونس 1100 متر، وفي رفح نحو 1000 متر».
استشهاد فتيين في بيت لحم
لا تتوقف الجرائم الصهيونية عند غزة، ففي الضفة الغربية المحتلة، استشهد الفتيان مهيب أحمد جبريل (16 عاماً) وعمار ياسر صباح (17 عاماً) في بلدة تقوع جنوب شرق بيت لحم، خلال أقل من 24 ساعة، برصاص غاصب وقوات الاحتلال.
وأفاد رئيس بلدية تقوع، محمد البدن، بأن جريمة قتل الفتى مهيب ارتُكبت عقب الانتهاء من تشييع جثمان الشهيد الفتى عمار، حيث تفرّق المشيعون، وبقي عدد من الشبان في منطقة المدخل الشمالي للبلدة، قبل أن يترجّل أحد الغاصبين من مركبته ويُطلق الرصاص بشكل مباشر صوبهم، ما أدى إلى استشهاد «مهيب»، وإصابة فتى آخر بجروح خطيرة.
وبالتوازي، صعّد الغاصبون اعتداءاتهم في مسافر يطا والأغوار الشمالية وأريحا، عبر الهجوم على مساكن الأهالي، وتخريب الممتلكات، ومطاردة الرعاة، في إطار سياسة تهجير ممنهجة تهدف إلى تفريغ الأرض من سكانها الأصليين. وباستشهاد الفتيين، ترتفع حصيلة شهداء الضفة الغربية والقدس منذ بدء الحرب إلى 1096 شهيداً، إضافة إلى آلاف الجرحى والمعتقلين.










المصدر لا ميديا