حكومة الفنادق تواصل إنجازاتها في عدن.. عطش مجاني وظلام دائم!
- تم النشر بواسطة لا ميديا
لا ميديا -
تشهد مدينة عدن المحتلة هذه الأيام أزمة خانقة في المياه، تضاف إلى سلسلة أزمات متلاحقة تعصف بالحياة اليومية للسكان، في ظل غياب تام لأي دور فاعل من حكومة الفنادق وفصائل الارتزاق التي تسيطر على المدينة.
فمنذ أكثر من أسبوع، انقطعت المياه عن معظم الأحياء السكنية في عدن، ما اضطر المواطنين إلى البحث عنها في مناطق مجاورة أو شرائها بأسعار باهظة تفوق قدرتهم الشرائية، في مشهد يعكس حجم المعاناة التي يعيشونها تحت سلطة الاحتلال وأدواته.
هذه الأزمة تأتي في سياق أوسع من الانهيار الخدمي والمعيشي، وفي ظل انقطاع شبه كامل للتيار الكهربائي، تجاوز 18 ساعة يومياً، نتيجة نفاد الوقود اللازم لتشغيل محطات التوليد.
وكانت المؤسسة العامة للكهرباء في عدن أعلنت، في وقت سابق، أن القدرة التوليدية بلغت «صفر ميجاوات»، ما أدى إلى انقطاع كلي للتيار الكهربائي، الأمر الذي انعكس مباشرة في توقف ضخ المياه من الحقول الرئيسية؛ إذ تعتمد المؤسسة العامة للمياه على الطاقة الكهربائية لتشغيل المضخات وإيصال المياه إلى المنازل.
ومع تفاقم الأزمة، ارتفعت أسعار صهاريج المياه بنسبة تجاوزت 50٪، لتصل تكلفة احتياجات الأسرة اليومية إلى نحو خمسة آلاف ريال، في حين شهدت الأسواق إقبالاً غير مسبوق على المياه المعبأة، ما دفع تجار المواد الغذائية إلى رفع الأسعار، مستغلين غياب الرقابة وتخلي الجهات المسؤولة عن واجباتها.
وبحسب ناشطين من أبناء المدينة فإن المواطن العدني اليوم يواجه العطش، الظلام، الفقر، والخذلان، في ظل غياب أي أفق للحل أو بوادر للإنقاذ، مشيرين إلى أن هذه الأزمة ليست وليدة اللحظة، بل هي امتداد لسياسات ممنهجة من قبل حكومة الفنادق وفصائل الارتزاق التي تسيطر على المدينة، وتديرها بعقلية النهب والتجويع.
وأكد الناشطون أن ما يحدث في عدن ليس سوى امتداد لسياسة التعطيش الممنهج، التي تمارسها سلطات الارتزاق وفصائل الخونج في مدينة تعز المحتلة، حيث تم حرمان السكان من المياه بشكل متعمد، في إطار سياسة الإذلال والتجويع، وأن هذه العدوى تنتقل إلى عدن، لتغرق المدينة في أزمة مركبة من انعدام المياه والكهرباء وتوقف الصرف الصحي وتأخر صرف الرواتب، وسط صمت مريب من حكومة الفنادق، التي تكتفي بالمكوث في الخارج، تاركة المواطنين يواجهون الموت البطيء.
في ظل هذه الظروف، يخرج المواطنون في احتجاجات غاضبة من حين لآخر في المدينة المحتلة، يضرمون خلالها النيران في الإطارات ويغلقون الطرقات الرئيسية، تعبيراً عن حالة السخط الشعبي تجاه ما آلت إليه الأوضاع.
هذه الاحتجاجات تعكس حجم المعاناة، وتؤكد أن صبر الناس بدأ ينفد، وأن الانفجار الشعبي بات وشيكاً، في ظل استمرار فصائل الارتزاق في إدارة المدينة بعقلية الغنيمة، غير آبهة لمعاناة السكان أو انهيار الخدمات.
وفي تظاهراتهم الغاضبة، يؤكد المواطنون المحتجون أن السبب الجذري في انهيار الخدمات يعود إلى أزمة الكهرباء المستفحلة، التي أصبحت بمثابة كابوس يعيشه المواطن أغلب أيام العام، نتيجة حلول ترقيعية لا تلبث أن تعيد المشكلة من جديد إلى الظهور، الأمر الذي ينعكس سلباً على كافة القطاعات في المدينة المحتلة، إذ تنذر بتعطل المستشفيات والمرافق الصحية وتوقف حقول المياه وتعطل الأنشطة التجارية، ما سيضاعف معاناة المواطنين، الذين يتحملون أعباء هذه الأزمة في ظل ظروف معيشية صعبة.










المصدر لا ميديا