خليل الحية: سلاح المقاومة باقٍ حتى زوال الاحتلال
- تم النشر بواسطة لا ميديا
تقرير / لا ميديا -
في غزة، ما زال الدخان يعلو من تحت الركام، وما زال الأطفال ينامون على صدى الطائرات، التي لم تغادر سماءهم منذ عامين. عدوان قائم، واتفاقات وهدن مُمزقة، ودماء ما زالت تُهرق كأنها حبرٌ يُكتب به تاريخ فلسطين. وبينما يمدّ الاحتلال يده بالقتل، تمتد الأيدي العربية للتطبيع، بعنوانين: «أمنياً» و»مهنياً».
وفي يومها الـ16، يتم خرق الهدنة في غزة بسبب شهية الاحتلال الدموية للقتل والتدمير؛ إذ استهدفت طائرة صهيونية مسيّرة سيارة مدنية في مخيم النصيرات، فأصابت أربعة فلسطينيين، بينهم طفلان. وكعادته، ادّعى الاحتلال أن من استهدفهم «كانوا يُعدّون لهجومٍ وشيك»، حد زعمه.
من جانبها قالت حركة الجهاد الإسلامي على الجريمة، في بيانٍ، إن «هذا خرقٌ سافرٌ للاتفاق، وادّعاءات الاحتلال محض افتراء لتبرير عدوانه». وأضافت أن الاحتلال يتحمّل المسؤولية الكاملة عن نتائج هذه الجريمة، في وقتٍ توالت فيه التحذيرات من أن استمرار الخروق قد يُفجّر الوضع مجدداً.
لجان المقاومة هي الأخرى أكدت أن «العدو الصهيوني يواصل خروقاته تحت ادعاءات كاذبة تكشف نواياه الخبيثة»، مشيرةً إلى أن الاستهداف الأخير تمّ بموافقة أميركية مسبقة، كما كشف المراسل العسكري «الإسرائيلي» يوسي يهوشع.
إضافة إلى كل ما سبق، تواصل المدفعية الصهيونية قصف المناطق الشرقية لغزة، فيما تُغرق الزوارق الحربية سواحل المدينة بالنيران. دمارٌ في الأرض، حصارٌ في البحر، وتواطؤٌ في السماء.
حرب التجويع تتواصل
إضافة الى جرائم القصف، أكدت منظمة أطباء بلا حدود أن العدو الصهيوني ما زال يستخدم المساعدات الإنسانية كسلاح في حربه على غزة رغم وقف إطلاق النار.
وقالت منسقة المشروع في غزة، كارولين ويلمن، إن الأوضاع الإنسانية لم تتحسن بشكل ملموس، مشيرة إلى استمرار نقص المياه والمأوى، إذ يعيش مئات الآلاف من السكان في الخيام مع اقتراب فصل الشتاء.
وفي السياق ذاته، أوضحت بلدية غزة أن عدم دخول الآليات اللازمة يعرقل عمل البلديات ويحد قدرتها على تقديم الخدمات الأساسية.
الحية: سلاح المقاومة ليس قابلاً للنزع ما دام الاحتلال قائماً
سياسياً، خرج رئيس حركة المقاومة الإسلامية حماس في قطاع غزة، خليل الحية، بتصريحاتٍ قوية، مؤكداً حرص المقاومة على منع العدو الصهيوني من العودة الى الإبادة.
وقال الحية في تصريحات لقناة «الجزيرة»: «لن نعطي الاحتلال ذريعة لاستئناف الحرب، وسلّمنا 20 أسيراً إسرائيلياً بعد 72 ساعة من وقف إطلاق النار».
وشدّد الحية على أن «سلاح المقاومة مرتبط بوجود الاحتلال، وإذا انتهى الاحتلال فسيؤول هذا السلاح إلى الدولة».
وأضاف الحية أن غزة تحتاج إلى «6 آلاف شاحنة مساعدات يوميّاً لا 600 فقط»، متهماً الاحتلال بتعطيل دخول المواد الحيوية، وأن العدوان لم يتوقف بعد. وأكّد أن «الخروق تؤرق الناس وتعرض الاتفاق للخلل»، داعياً الوسطاء إلى تحمّل مسؤولياتهم ووقف مماطلة الاحتلال.
في الوقت ذاته أكد الحية مجدداً أن «قضية الأسرى وطنية بامتياز، ونسعى لإنهاء معاناتهم جميعاً»، مشيراً إلى أن «توافق الفصائل على أن تكون مهمة الهيئة الأممية إعادة الإعمار، تمهيداً لانتخابات تُعيد توحيد الصف الوطني».
استشهاد 40 طفلاً في الضفة خلال 10 أشهر
وفي الضفة الغربية يواصل الاحتلال سياسة القتل وهدم المنازل بشكل يومي.
من جهتها، أكدت الأمم المتحدة أن 40 طفلاً فلسطينياً استشهدوا منذ مطلع العام الجاري في الضفة بنيران قوات العدو الصهيوني، وأن محافظة جنين نالت النصيب الأكبر من عدد الشهداء. كما وثّقت المنظمة الدولية أكثر من 90 اعتداءً على المدارس، وعشرات الهجمات للغاصبين خلال موسم قطف الزيتون، طال 50 قرية فلسطينية.
بدورها أكدت وكالة «رويترز»، نقلاً عن مسؤولين فلسطينيين ومسؤولين في الأمم المتحدة، أنّ أعمال التنكيل المكثّفة التي يشنّها الغاصبون، والتي تستهدف موسم حصاد الزيتون الفلسطيني في الضفة الغربية، مستمرة بشكل شرس وممنهج.
ومنذ بدء موسم الحصاد، في الأسبوع الأول من تشرين الأول/ أكتوبر، وقع ما لا يقلّ عن 158 هجوماً في مختلف أنحاء الضفة الغربية المحتلة.
ويواصل الاحتلال الصهيوني اعتداءاته المختلفة في الضفة الغربية، يومياً، بين اعتقال وقتل وهدم وحرق وتضييق.
هذه الأرقام وحدها تُلخّص معنى الاجرام الصهيوني المدعوم من واشنطن ومحمول على أكتاف التواطؤ العربي لتصفية القضية الفلسطينية.
السعودية... تطبيع «مهني»
وفي حين يواصل الاحتلال تدمير غزة والضفة وقتل أطفال فلسطين، تُرسل السعودية دعوة رسمية إلى كيان الاحتلال لزيارة أراضيها.
إذ دعت السعودية وفداً صهيونياً لزيارتها باسم «التعاون المهني»، في مشهد يلخّص انهيار الموقف العربي في ظل أنظمة العمالة، وفضيحة التطبيع التي تحوّلت من همسٍ في الكواليس إلى رقصٍ على جثث الأبرياء.
إذاعة قوات الاحتلال كشفت أن وزارةً في «تل أبيب» تُنسّق مباشرة مع الرياض لإتمام الزيارة خلال الأيام المقبلة. وهذه ليست الأولى؛ فقد سبقتها زيارة وزير السياحة الصهيونية، حاييم كاتس، في أيلول/ سبتمبر 2023، الذي أصبح أول وزيرٍ من الكيان يزور المملكة رسمياً قبل أيامٍ من اندلاع عدوان الإبادة.
المفارقة المخزية للسعودية أن هذه الخطوات تأتي بعد أيامٍ من تصريحاتٍ مهينة لوزير المالية الصهيوني، بتسلئيل سموتريتش، سخر فيها من السعوديين قائلاً: «ليواصلوا الركوب على الجمال في الصحراء». ورغم الإهانة، سارعت الرياض إلى التبرير والتطبيع بدل الردّ، إذ أصبحت الكرامة لدى العرب بنداً ثانوياً في دفتر العلاقات المستقبلية مع العدو الصهيوني.










المصدر لا ميديا