وثائق تكشف تعاونا عربيا صهيونيا في جرائم الإبادة بغزة
- تم النشر بواسطة لا ميديا

تقرير / لا ميديا -
بينما يتحدث العالم عن «وقف إطلاق النار» واتفاق تبادل الأسرى، ما تزال رائحة الدم في غزة أقوى من أي اتفاق، وأقرب إلى الحقيقة من كل ما يُقال عن سلام مزعوم. فخلال الساعات الأربع والعشرين الماضية وحدها، انتشلت طواقم الإنقاذ في غزة جثامين 117 شهيداً من تحت الأنقاض، لترتفع حصيلة الإبادة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إلى 67,806 شهداء و170,066 مصاباً.
وفي حين يُفترض أن تُطوى صفحة «الحرب»، يواصل العدو الصهيوني تهديداته العلنية باستئناف الإبادة. من يسمى «وزير الأمن الإسرائيلي»، يسرائيل كاتس، كتب في منصة «إكس» أن التحدي الأكبر بعد استعادة الأسرى سيكون «هدم أنفاق الإرهاب» في غزة، بمشاركة «النظام الدولي بقيادة الولايات المتحدة» حد زعمه. تهديدات تعني بوضوح أن الاحتلال لا يرى في غزة سوى هدف دائم للدمار، وأنه لا يتحدث عن «سلام»، بل عن تصفية كاملة للمقاومة الفلسطينية، وشعبها.
إلى ذلك، لا يزال قادة عسكريون في الاحتلال يصرّحون علناً برغبتهم في استكمال تدمير البنية التحتية في غزة، بما في ذلك ما يسمونه «ورشات تصنيع السلاح»، في اعتراف واضح بأنهم يبيّتون نوايا خبيثة بعد عملية تبادل الأسرى. صحيفة «يديعوت أحرونوت» نقلت عن ضابط صهيوني قوله إن «الجيش لن ينتظر أوامر من المستوى السياسي أو من ترامب، وسنهاجم أي ورشة تبنيها حماس لصناعة الصواريخ».
الصورة واضحة، رغم التوصل إلى اتفاق تبادل الأسرى بين المقاومة والعدو الصهيوني، والذي يقضي بالإفراج عن 48 أسيراً من الأحياء والأموات للعدو في غزة مقابل نحو 2000 مختطف فلسطيني من سجون الاحتلال، فإن «إسرائيل» المدمنة على الجريمة تلوّح بمواصلة الإبادة فور استكمال العملية، بذريعة «منع حماس من إعادة بناء قدراتها العسكرية». إنها حرب بلا نهاية على الفلسطينيين؛ لأن الاحتلال ببساطة لا يريد سلاماً، بل خضوعاً كاملاً للفلسطينيين يتبعه زوالهم.
تحرير 2000 بطل فلسطيني
بالتزامن، أكد القيادي في حماس أسامة حمدان أن عملية التبادل ستبدأ صباح اليوم الاثنين كما هو متفق عليه، بينما شدد حسام بدران، عضو المكتب السياسي للحركة، على أن المقاومة «مستعدة للقتال إذا استأنف الاحتلال حربه». وأضاف بدران في حديثه لوكالة الصحافة الفرنسية: «المقاومة بكتائب القسام وغيرها ظلت قادرة على الصمود لعامين كاملين، رغم الحصار والمجازر، وإذا فرضت المعركة مجدداً فستواجه بكل ما تملك من إمكانيات لصد العدوان».
حماس تصر على تحرير 7 قادة كبار
وفي موازاة المفاوضات السياسية، تجري على الأرض تحضيرات عملية لتبادل الأسرى. فقد كشفت مصادر قيادية في حماس أن الحركة أجرت اتصالات مكثفة مع الوسطاء «لتحسين قوائم الأسرى الفلسطينيين» المفرج عنهم، مشيرة إلى أن عملية تسليم أسرى الاحتلال ستتم عبر ثلاثة محاور مختلفة داخل قطاع غزة، وأن المقاومة أنهت إحصاء الأسرى الأحياء استعداداً لتسليمهم وفق الجدول المتفق عليه.
وتصر حركة حماس على أن تشمل الصفقة الإفراج عن سبعة من أبرز القادة الفلسطينيين، بينهم مروان البرغوثي، أحمد سعدات، إبراهيم حامد، وعباس السيد. هؤلاء يمثلون رموزاً للنضال الفلسطيني، وتحاول «إسرائيل» إقصاءهم عن أي عملية سلام، خشية أن يعيدوا للقضية جوهرها الحقيقي: التحرر من الاحتلال.
تظاهرات عالمية لأجل غزة
وفي حين يواصل العدو الصهيوني حشد الدعم الأمريكي لاستمرار عدوانه، تتحرك شعوب العالم من الشوارع الأسترالية إلى الجامعات الأوروبية، لتقول بوضوح: غزة ليست وحدها.
ففي سيدني خرجت، أمس، مظاهرات ضخمة دعماً للفلسطينيين، شارك فيها أكثر من 30 ألف متظاهر رفعوا الأعلام الفلسطينية ونددوا بالإبادة والاحتلال.
وقالت مجموعة «فلسطين أكشن» في أستراليا إن عشرات آلاف الأشخاص شاركوا، أمس الأحد، في مسيرة مؤيدة للفلسطينيين في الحي التجاري في سيدني، أكبر مدن أستراليا من حيث عدد السكان، وذلك بعد أن منعت محكمة الأسبوع الماضي تحركاً لتنظيم الاحتجاج عند دار الأوبرا في سيدني.
وذكرت المجموعة، وهي الجهة المنظمة للمظاهرات، أن نحو 27 مظاهرة نُظمت في جميع أنحاء أستراليا أمس، بما في ذلك في ملبورن وسيدني. وقدرت عدد المشاركين في مسيرة سيدني بنحو 30 ألفاً.
وخرجت المظاهرات عقب بدء انسحاب قوات العدو الصهيوني من أجزاء في غزة في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق الذي تم التوصل إليه لإنهاء الإبادة في القطاع الفلسطيني.
نقابة في أمريكا تمحو خارطة «إسرائيل»
في سياق متصل، قالت صحيفة «نيويورك بوست» إن أكبر نقابة للمعلمين في الولايات المتحدة أرسلت خريطة إلى أعضائها، البالغ عددهم 3 ملايين عضو، محت منها اسم «إسرائيل» وكتبت فلسطين، على خريطة فلسطين.
وأضافت أن النقابة أيضاً أرسلت مع الخريطة الفلسطينية روابط تدافع عن عملية «طوفان الأقصى» في 7 تشرين الأول/ أكتوبر التي فجرتها المقاومة في وجه جرائم الاحتلال الصهيوني طوال 70 عاماً.
وثائق تكشف تنسيقاً عربياً صهيونياً في حرب الإبادة
وفي فضيحة متوقعة، كشفت وثائق أميركية مسرّبة أن عدداً من الدول العربية، التي لم تتوقف عن طبع بيانات «الإدانة» ضد الاحتلال خلال الإبادة في غزة، كانت في الخفاء تنسق أمنياً وعسكرياً وثيقاً مع الاحتلال، ضمن آلية إقليمية سرية بقيادة الولايات المتحدة.
صحيفة «واشنطن بوست» أكدت أن السعودية ومصر والأردن والإمارات والبحرين وقطر شاركت في ما يُعرف بـ»الهيكل الأمني الإقليمي»، إذ جرى تبادل المعلومات الاستخباراتية والمناورات العسكرية بما يشمل تقنيات «إسرائيلية» استخدمت في مواجهة فصائل المقاومة وأنفاقها الدفاعية. المفارقة الصادمة، كما تشير الصحيفة، أن هذه الدول لم تتوقف عن إصدار بيانات حادة ضد «إسرائيل»، من وصف العمليات بـ»حرب إبادة» في قطر إلى اتهامات بالسعي لـ»تجويع وتطهير عرقي» في السعودية، بينما كانت فعلياً تُسهل للقوات الصهيونية أدواته العسكرية وتدعمه استخبارياً في الظلام. الوثائق تكشف الوجه الحقيقي للتناقض العربي، إذ يتم التظاهر بالدفاع عن الفلسطينيين بينما تُبنى تحالفات سرية تعزز قوة الاحتلال وتضيّق الخناق على غزة، ما يجعل أي تصريحات رسمية عن التضامن مجرد ستار إعلامي يخفي خيانة فعلية للشعب الفلسطيني.
المصدر لا ميديا