لا ميديا -
«بشكل مبكر وفذ اكتشف حيدر كمين المعلومات الذي نصبه الاحتلال للناس في المظاهرات، وكيف تلاعب بهفواتهم وعفويتهم، وأعاد إنتاج دعاية ضدهم من مضامين نشروها. فقد حلل بحذق مئات البوستات الأمنية الإسرائيلية وكشف أنها تصدر عن قاعدة بيانات تنفذها أجهزة دعائية متخصصة لكسر الرواية الفلسطينية».
(الصحفي صالح مشارقة)

عُرف حيدر إبراهيم المصدر المولود في غزة عام 1979، بإسهاماته العلمية والبحثية في مجال الدعاية السياسية، والحرب النفسية، وتحليل شخصيات وسلوك قادة الاحتلال. فاهتم بتحليل أنماط التضليل الإعلامي للعدو الصهيوني وأساليبه والتأثير الذي ينتج عنه... فركز على نشر الوعي بكيفية كشفها وسبل مواجهتها، وصدر له مؤلفات بهذا المجال بعضها بأسماء مستعارة، فضلا عن نشره العديد من المقالات والأبحاث العلمية المحكمة.
كان له السبق في إجراء بحث علمي في تنظيم صحافة المواطن الفلسطينية، وانتهى إلى تأكيد أهمية سلاح «الوعي الفردي للفلسطينيين على شبكات التواصل»، كي لا يقعوا فريسة للإعلام الصهيوني الذي يعيد توجيه معلوماتهم في دعاية فاشية تشيطن المقاومة وتجردها من الإنسانية.
أكد مرارا على الحاجة إلى استراتيجية فلسطينية موحدة للتعامل مع ما ينشره الإعلام الصهيوني «وهذا يتطلب تحديد جهة مسؤولة عن التثقيف الإعلامي المستمر للصحفيين والجمهور حول الإعلام الإسرائيلي وخطورته، إلى جانب مهامها في التحكم بحركة تدفق المعلومات الواردة من الإعلام الإسرائيلي بحيث يترك لها حرية تحديد المسموح والمحظور».
استشهد في 22 تموز/ يوليو 2024، جراء قصف طائرة صهيونية لخيمة الصحفيين داخل ساحة مستشفى شهداء الأقصى، خلال حرب الإبادة والتجويع التي يشنها العدو الصهيوني على قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
جاء في صفحة «شاحار كليمان» العبرية: في خيمة بدير البلح، اغتيل حيدر المصدر أبو عبدالله، وهو إعلامي، ويبدو أنه كان بمثابة مستشار استراتيجي ينشر التعليمات للصحفيين في غزة، ومن بين أمور أخرى كان يوصي بتجاهل المعلومات في وسائل الإعلام العبرية.
نعاه منتدى الإعلاميين الفلسطينيين، وقال: ننعى بفخر واعتزاز الناشط الإعلامي والباحث السياسي حيدر المصدر الذي التحق بقافلة شهداء الحركة الإعلامية الفلسطيني.