102 شهيدا فلسطينيا في غزة بينهم 17 من طالبي المساعدات
- تم النشر بواسطة لا ميديا

تقرير / لا ميديا -
في اليوم 634 من جريمة الإبادة الجماعية المفزعة في غزة، لم يعد القطاع يعرف للنهار معنى، ولا لليل نكهة، فالموت لا يميز بين طفل ولا شيخ ولا امرأة.
أكثر من 102 شهيد ارتقوا، أمس فقط، بهجمات صهيونية وحشية متفرقة، بينهم 17 روحاً بريئة كانت تنتظر ما تيسر من مساعدات غذائية، تقف في طوابير الموت عند بوابات ما يسمى «مؤسسة غزة الإنسانية»، المؤسسة التي لم تجلب سوى الذل والجوع والرصاص، بحسب تأكيد 169 منظمة.
في غزة، يصطف الناس على أرصفة الأمل الكاذب، ينتظرون طحيناً لا يصل، وماءً لا يروي، وغذاءً تُطلق عليهم بسببه نيران المدفعية. استُشهد أكثر من 600 إنسان خلال الأسابيع الماضية فقط، أثناء محاولاتهم للوصول إلى المساعدات، التي تحولت إلى مصائد موت جماعيٍّ نصبتها آلة العدو الصهيوني بدمٍ بارد، وباركتها سياسة «التجويع والقتل البطيء».
لم تَعُدْ المراكز التي توزع بها هذه المساعدات مناطق إنقاذ، بل أصبحت نقاط صيد، محاطة بالأسلاك والجنود، فيما أُجبر المدنيون على اجتياز دروب الموت، وتحت قصف الطائرات والمدافع، يسيرون حفاة، يتوسلون الطعام والنجاة، في زمن أصبحت فيه الحياة مجرّد رفاهية.
169 شاهداً على جريمة «مراكز المساعدات»
ما يزيد عن 169 منظمة إغاثية طالبت بوقف أعمال القتل لدى ما تسمى «مؤسسة غزة الإنسانية الأمريكية-الإسرائيلية»، التي أُقحمت على غزة بديلا لنظام التنسيق الأممي، الذي كان أكثر احتراماً لكرامة الإنسان، وأقل تورطاً في دمائه.
وطالبت المنظمات بالعودة إلى آلية إيصال المساعدات التي كانت تقودها الأمم المتحدة في القطاع حتى آذار/ مارس الماضي، حين أطبق العدو الصهيوني حصاره القاتل على القطاع، قبل أن تسمح بدخولها تدريجياً أواخر أيار/ مايو، وتوزّعها عبر مراكز المؤسسة المرتبطة بها والتي باتت تعرف بـ»مصائد الموت».
وجاء في البيان: «في ظل الخطة الجديدة للحكومة الإسرائيلية، يُجبر المدنيون الجوعى والضعفاء على السير ساعات عبر طرق خطرة ومناطق قتال نشطة، ليتسابقوا بعدها بشكل فوضوي وعنيف للوصول إلى مواقع توزيع محاطة بالأسلاك ومؤمنة عسكريا».
ودعت المنظمات، في بيان مشترك، إلى «اتخاذ إجراءات فورية لإنهاء «آلية التوزيع الإسرائيلية المميتة» في غزة.
وتضمنت قائمة موقعي البيان منظمات من أوروبا والولايات المتحدة تنشط في مجالات المساعدات الطبية والغذائية والتنمية وحقوق الإنسان.
في السياق ذاته، قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، فيليب لازاريني، إن مؤسسة غزة الإنسانية لا تقدم سوى التجويع والرصاص» للمدنيين بالقطاع.
وأشار إلى أن عشرات المنظمات الإنسانية دعت إلى إنهاء نشاط ما يسمى «مؤسسة غزة الإنسانية»؛ لأنها «لا تُقدم سوى التجويع وإطلاق النار» على السكان الفلسطينيين في قطاع غزة.
تدمير آلية واستهداف قوة صهيونية
وفي خضم هذه المأساة، لا تتوقف فصائل المقاومة عن محاولة كبح جماح الوحش الصهيوني؛ إذ أعلنت «سرايا القدس» عن عمليات استهداف لآليات وجنود الاحتلال شمالي خان يونس، بقذائف الهاون وعبوات ناسفة، في ردٍّ طبيعي على جريمة مستمرة.
وفي التفاصيل، قالت سرايا القدس إنها فجرت عبوة ناسفة بآلية عسكرية توغلت شمالي خان يونس، واستهداف تجمعات لجنود وآليات الاحتلال في المنطقة ذاتها بقذائف الهاون.
قطر تقدم مقترحاً لوقف إطلاق النار
على الصعيد السياسي، تحدثت تقارير عن مقترح قطري جديد لوقف إطلاق النار، يتحدث عن صفقة تبادل أسرى، ووقف مؤقت للإبادة؛ لكنه يبقى محاطاً بالغموض والخلافات.
وتحدث الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أمس، أن الولايات المتحدة تسعى للتوصل إلى هدنة بين الاحتلال الصيهوني وحركة المقاومة قطاع غزة «خلال الأسبوع المقبل».
وبحسب ما نقلت وسائل إعلام عن مصادر دبلوماسية، ينصّ المقترح على وقف لإطلاق النار لمدة 60 يوماً، يتم خلال اليوم الأول منه الإفراج عن ثمانية من أسرى العدو أحياء.
ويشمل المقترح الإفراج عن أسيرين إضافيين في اليوم الخمسين من التهدئة، إلى جانب تسليم جثامين 18 من الأسرى على ثلاث دفعات.
كما ينص المقترح القطري على انسحاب قوات الاحتلال حتى محور «موراغ» بين خان يونس ورفح، جنوبي القطاع، وزيادة كميات المساعدات الإنسانية إلى داخل غزة.
وأشار مطّلعون على المفاوضات إلى وجود «فرصة كبيرة» للتوصل إلى اتفاق؛ لكنهم أكدوا أن هناك خلافات لا تزال قائمة بين الأطراف.
وتتركز الخلافات حول شروط إنهاء العدوان، وحجم انسحاب قوات العدو من قطاع غزة.
شهيدان في الضفة
لا تنحصر المأساة في غزة، بل تمتد إلى الضفة الغربية المحتلة، حيث استشهد الشاب سامر الزغارنة قرب جدار الفصل في الخليل، برصاص الاحتلال. كما ارتقى الفتى أمجد أبو عواد، ابن السادسة عشرة، في رام الله، متأثراً بإصابته برصاص الجنود وسط دوار المنارة.
إلى ذلك شنت قوات الاحتلال حملة اختطافات واسعة في جنين وطولكرم، لتؤكد أن النار مشتعلة في الضفتين، وأن المشروع الصهيوني لا يكتفي بجبهة واحدة، لأنه مشروع ممنهج لتفكيك الإنسان الفلسطيني وتدمير ما تبقى من معنى لوجوده ولكرامته.
المصدر لا ميديا