الاحتلال يرتكب مجزرة بمقهى.. 97 شهيدا فلسطينيا في غزة والمقاومة تفجر 3 آليات للعدو الصهيوني
- تم النشر بواسطة لا ميديا

تقرير / لا ميديا -
في مجزرة جديدة تضاف إلى سجل الجرائم اليومية بحق المدنيين في قطاع غزة، استشهد أكثر من 40 فلسطينياً وأصيب 100، أمس الاثنين، جراء قصف عنيف نفّذه طيران العدو الصهيوني على مقهى شعبي على الساحل الغربي لمدينة غزة، في استهداف وصفه شهود عيان بأنه «كان بمثابة نزهة دموية للموت».
وفي بيان، ووفق مصادر طبية في غزة، فقد استشهد 97 فلسطينياً بغارات صهيونية على القطاع خلال 12 ساعة الماضية، أكثر من ثلثهم في المقهى المستهدف.
وبذلك ترتفع حصيلة ضحايا عدوان الإبادة الصهيوني المتواصل منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إلى 56,531 شهيداً و133,642 جريحاً، وفق أحدث بيانات الوزارة.
ومع دخول حرب الإبادة على القطاع يومها الـ633، تواصل آلة الحرب الصهيونية استنزاف ما تبقى من الحياة في غزة، وسط تصاعد الاتهامات الدولية لكيان الاحتلال بارتكاب جرائم إبادة جماعية ممنهجة تستهدف المدنيين والنازحين والبنية التحتية، وحتى المرافق الإنسانية والصحية.
وتواصلت الغارات الجوية والقصف المدفعي على مختلف أنحاء القطاع، لا سيما في جنوبه حيث تسجل العمليات العسكرية الصهيونية أكثر حالات القتل ترويعًا.
في السياق ذاته، تواصلت عمليات التهجير والنزوح القسري في مختلف أنحاء القطاع، وأفادت وسائل إعلام فلسطينية بنزوح عشرات العائلات من أحياء في خان يونس ومخيم النصيرات، بسبب استمرار القصف العنيف، بينما تعاني المستشفيات من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات، وسط انهيار شبه كامل للمنظومة الصحية.
عمليات نوعية للمقاومة
في المقابل، أعلنت كتائب القسام – الجناح العسكري لحركة حماس تنفيذ عمليات نوعية ضد قوات الاحتلال، مؤكدة أنها، وبالاشتراك مع سرايا القدس - الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، قصفت تجمعين لجنود وآليات الاحتلال في منطقتي «الأوروبي» و»قيزان النجار» جنوب محافظة خان يونس.
كما أفادت القسام باستهداف جرافة عسكرية من نوع (D9)، شرقي خان يونس، ما أدى إلى اشتعال النيران فيها.
وفي بيان منفصل، أعلنت سرايا القدس تدمير آلية عسكرية متوغلة في منطقة عبسان الكبيرة شرق خان يونس، بعبوة برميلية شديدة الانفجار. كما أكدت تدمير دبابة «ميركافا» بعبوة جانبية من نوع «ثاقب»، في عملية وُصفت بأنها «ضربة موجعة لخطوط الاحتلال الأمامية».
مساعٍ سياسية راكدة وتعقيدات مستمرة
سياسياً، لا تزال جهود وقف الإبادة تراوح مكانها وسط عرقلة واضحة للمفاوضات من قبل العدو الصهيوني. فقد صرّح الناطق باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، خلال مؤتمر صحفي في الدوحة، بعدم وجود أي محادثات فعلية حالياً لوقف إطلاق النار.
وأوضح الأنصاري: «ما يجري هو مجرد اتصالات تهدف للوصول إلى صيغة للعودة إلى المفاوضات»، دون أن يقدم أي تفاصيل إضافية، معترفاً بوجود «تعقيدات لم يُكشف عنها حتى الآن».
وأشار الأنصاري إلى أن الوسطاء يواصلون الضغط للفصل بين الجانب الإنساني والمفاوضات السياسية، مطالباً الاحتلال الصهيوني بالكف عن الربط غير الأخلاقي بين دخول المساعدات واستمرار العمليات العسكرية.
الاحتلال يكتوي بنيرانه
في مشهد يجسد ارتداد نار السياسات الصهيونية على أصحابها، يواجه الكيان اليوم انفجاراً داخلياً غير مسبوق، مع تصاعد عنف عصابات الغاصبين الصهاينة ضد جنود الاحتلال في الضفة الغربية المحتلة، في ما يبدو أنه ارتداد مباشر لسنوات من التحريض وبناء «الإرهاب اليهودي».
وهاجم عشرات «المستوطنين»، أمس الأول، جنود وعناصر أمن الاحتلال قرب مقر قيادة «لواء بنيامين» التابعة للاحتلال وسط الضفة الغربية المحتلة.
وأشار مصدر عسكري في قوات الاحتلال إلى أن «المستوطنين» الغاصبين رشقوا عناصر الأمن بالحجارة، وحاول بعضهم اقتحام القاعدة العسكرية، وأُضرموا النيران في منشأة أمنية وسط الضفة، قالت قوات الاحتلال إنها تُستخدم «في إحباط العمليات»، وأُصيبت بأضرار لم يُكشف حجمها بعد.
وتؤكد هذه الأحداث أن تربية هذه المجموعات، بقيادة وزراء متطرفين أمثال سموتريتش وبن غفير، لم تُفضِ إلا إلى خلق وحش منفلت يهدد بتمزيق المؤسسة الأمنية للكيان من داخلها.
«المستوطنون»، الذين أُطلق لهم العنان ليمارسوا القتل والحرق والاعتداء بحق الفلسطينيين، انقلبوا بالأمس على جنود الاحتلال نفسه، فهاجموا قواعدهم، وأضرموا النار في منشآت أمنية، بل وصل بهم التمرّد إلى خنق أحد الجنود، وكتابة عبارات التهديد والانتقام على جدران القواعد العسكرية.
تلك ليست أعمال «فئة ضالة» كما يدّعي نتنياهو، بل هي تعبير عن مأزق وجودي يعيشه الكيان، الذي تحول شيئاً فشيئاً إلى ساحة ستأكل بعضها على أنقاض حلم «الدولة اليهودية الخالصة» التي يحاول الكيان بناءها على أنقاض الوجود الفلسطيني.
إنها ليست سوى بداية عاصفة داخلية، تحذر أصوات أمنية صهيونية من أنها إذا لم تُضبط فستتسع لتلتهم أساس «الديمقراطية الإسرائيلية» المزعومة. وهي ذاتها، العاصفة التي زرعتها حكومات صهيونية متعاقبة، وتحصد اليوم نتائجها في اضطراب داخلي يُهدد بتفكك الكيان وانهياره، ويمهد لانفجار داخلي قد يفوق كل التوقعات.
المصدر لا ميديا