عادل بشر / لا ميديا -
في ظل تزايد مؤشرات فشل الحملة العسكرية الأمريكية على اليمن، لموقف الأخير المساند للشعب الفلسطيني، جدّد محللون ومسؤولون دفاعيون أمريكيون، التحذيرات من أن التكنولوجيا المتقدمة التي تمتلكها القوات المسلحة اليمنية، تزيد من فرصة نجاح صنعاء في إيقاع خسائر كبيرة بين قوات واشنطن وسفنها الحربية في البحر الأحمر.. مؤكدين أن الغارات الأمريكية في الأيام الأخيرة "وبالرغم من كثافتها، إلا أنها لم توقف الهجمات اليمنية على البحرية الأمريكية وإسرائيل".
وذكرت صحيفة "ستارز آند سترايبس" الصادرة عن البحرية الأمريكية، في تقرير لها أمس، أن "تحسن التكنولوجيا يثير مخاوف من أن ضربات الحوثيين ستنجح في إصابة السفن الأميركية".
ونقلت الصحيفة عن محللين ومسؤولين دفاعيين سابقين، أن "التكنولوجيا المتقدمة التي يستخدمها الحوثيون ضد السفن في البحر الأحمر تزيد من فرص نجاح هجوم مسلح على القوات الأميركية".
وقال مسؤولون في البحرية الأميركية: "إن الحوثيين تحسنوا من الناحية التكتيكية منذ بدء هجماتهم على السفن العسكرية والتجارية" الأمريكية و"الإسرائيلية" في أعقاب شن الكيان الصهيوني الحرب على قطاع غزة في تشرين الأول/ أكتوبر 2023م.
وأبدى الخبراء تخوفهم من الهجمات الدائرة في البحر الأحمر بين البحرية الأمريكية والقوات المسلحة اليمنية، قد يجر الولايات المتحدة إلى صراع طويل الأمد في الشرق الأوسط.. خصوصاً مع إمكانية نجاح قوات صنعاء في تحقيق إصابة بالغة لحاملة الطائرات أو القطع البحرية الأخرى المرافقة لها.
وقالوا إن "ضربة واحدة فقط وبعض الخسائر الأمريكية في البحر الأحمر كافية لجر الولايات المتحدة إلى صراع طويل الأمد في الشرق الأوسط".  مضيفين: "إنها مسألة متى، وليس ما إذا كان سيحدث ذلك".
وبحسب الصحيفة اعترف مسؤولون في البحرية الأمريكية أن "ضربات الحوثيين اقتربت بشكل خطير من السفن الأميركية".
في السياق حذر خبراء أمريكيون من أن "الحملة المتصاعدة التي يشنها دونالد ترامب ضد الحوثيين في اليمن، قد تواجه مقايضات صعبة قريبا". مشددين على أن هذه الحملة "لا تشكل الأولوية الدفاعية القصوى بالنسبة للولايات المتحدة"، في ظل استعداد واشنطن لمعركة مستقبلية ربما تخوضها مع بكين، وما تحتاجه مواجهة الجيش الصيني من إمكانيات عسكرية ضخمة.
ويقول الخبراء إنه "في الأمد القريب، يمكن للبحرية الأميركية أن تستمر في حملة كبيرة ضد اليمن، بما في ذلك استخدام ضربات بعيدة المدى للغاية من قبل القوات الجوية الأميركية وحليفتها بريطانيا، بعد شن أكثر من 200 ضربة على صنعاء وعدد من المحافظات اليمنية في الجزء الأول من الحملة، لكنها فشل في استعادة ثقة شركات الشحن التي تستخدم ممر باب المندب".. لافتين إلى أن الحملة "ضد الحوثيين تستنزف مخزونات الدفاع الجوي الأمريكي، حيث كلفت الضربات التي نفذها بايدن طوال عام 2024م، إنفاق أسلحة بتكلفة تقارب ملياري دولار".

فشل أمريكي
في خط موازٍ قالت وكالة "بلومبرغ" الأمريكية إن الولايات المتحدة سبق وأن فشلت في إيقاف عمليات القوات المسلحة اليمنية عبر القصف الجوي، مشيرة إلى أن سنوات من الغارات لم تؤثر على قدرة اليمنيين في تنفيذ عملياتهم المساندة للشعب الفلسطيني.
وأفادت الوكالة أن هناك مخاوف من أن يقوم "الحوثيون" بتعطيل سوق النفط كوسيلة للرد على ترامب، إذا واصل الأخير تصعيده ضد صنعاء.. موضحة أن الهجمات الأميركية على اليمن لها عواقب بعيدة المدى على منطقة الشرق الأوسط الأوسع وسوق النفط.
وحول المخاوف "الإسرائيلية" مع عودة الهجمات اليمنية إلى العمق الصهيوني، قالت الوكالة إن هجمات الطائرات المسيرة والصواريخ اليمنية كشفت ضعف منظومات الدفاع الصهيونية.
إلى ذلك قالت مجلة "نيوزويك" الأمريكية، أمس، إن "الغارات الجوية الأميركية لا توقف هجمات الحوثيين على البحرية الأمريكية وإسرائيل".
وأضافت: "واصل الحوثيون في اليمن إطلاق الصواريخ على أهداف في البحر الأحمر وباتجاه إسرائيل، على الرغم من مرور ما يقرب من أسبوع على الغارات الجوية الأمريكية".. مشيرة إلى أنها تواصلت بالقيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) للحصول على تعليق.
ورجحت "نيوزويك" اشتداد المواجهة بين القوات المسلحة اليمنية والبحرية الأمريكية، بالتزامن مع التصعيد "الإسرائيلي" في غزة، خصوصاً وأن "الولايات المتحدة تجد صعوبة كبيرة في توجيه ضربة مدمرة من الجو".