رغبة في التستر على جرائم تحالف العدوان
ماكغولدريك.. المغضوب عليه



بعد زيارة لليمن استغرقت 5 أيام، خرج وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ستيفن أوبراين، بخلاصة طالب فيها بضرورة فتح المطارات والموانئ في اليمن أمام المساعدات الإنسانية والحركة التجارية، داعياً إلى صرف المرتبات لموظفي الدولة من الكتلة النقدية المطبوعة التي سلمت مؤخراً لبنك عدن.
ووصف أوبراين الوضع في اليمن بعد زيارته الثالثة بأنه زاد سوءاً قياساً بما كان قبل عامين. مشدداً في تصريحه قبيل مغادرة مطار صنعاء، الخميس الفائت، على ضرورة الحل السلمي للوضع الإنساني الذي تعاني منه اليمن نتيجة للعدوان والحصار المفروض على اليمن منذ قرابة عامين.
أزمات تتسع وأفق يضيق
تصريحات أوبراين لم تخرج عن سياق تصريحات المنظمات الإنسانية الدولية المتواجدة في اليمن، والتي لم تتوقف يوماً عن إطلاق التحذيرات من خطورة تردي الأوضاع الإنسانية وتفشي الأمراض والمجاعة بين اليمنيين بسبب القصف العشوائي والحصار الذي يعايشه اليمنيون على يد تحالف العدوان، الأمر الذي دفع ستيفن أوبراين خلال إحاطته الأخيرة أمام مجلس الأمن، الى وصف الأوضاع الإنسانية في اليمن بالقول إن (الصراع في اليمن الآن هو الدافع الرئيسي لأكبر حالة طوارئ للأمن الغذائي في العالم).

للمنافقين فقط
الحديث عن الحالة الإنسانية التي بات يعانيها شعب اليمن عادة ما يثير حفيظة تحالف العدوان، والذي يدفع بجماعة حكومة عملاء العدوان الى رفض وتفنيد كل النداءات الداعية الى فتح المطارات والموانئ لإغاثة الشعب اليمني وتخفيف وطأة المعاناة الإنسانية للشعب.

انعدم الحياء تبريراً للمجازر
فبعد الإحاطة التي استمع لها مجلس الأمن حول الأوضاع الإنسانية في اليمن، انتقدت حكومة عملاء الرياض مواقف جيمي ماكغولدريك، منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، وطالبته بتحديد المسؤولين عن تدهور الوضع الإنساني!
بينما تصدر أحدهم وقد أخذته الحمية للدفاع عن غارات الطيران من ادعاءات المدنيين، وقال رئيس ما يسمى لجنة تقييم (الحوادث) إنه لا توجد غارات تقتل المدنيين، وإنما هناك مغالطات مضللة، وأنه على استعداد لشرح الملابسات.
بينما تم الدفع بجماعة من المؤيدين للعدوان لشن هجوم لاذع ضد منسق الشؤون ماكغولدريك، واتهامه بالتحالف مع من وصفوهم بـ(الانقلابيين)، في حين اعتبرت جماعة الرياض إقامة منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في العاصمة اليمنية صنعاء، تهمة جردت من خلالها ماكغولدريك من صفة الحياد، ودعت على إثر تلك الادعاءات الواهية الى إقالته من منصبه، متناسية أن منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية يقيم في صنعاء بناء على توجيهات الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، في نوفمبر الفائت.

جريمة صامتة باستخدام صواريخ الطائرات
لكن الحملة الإعلامية التي تستهدف ماكغولدريك من قبل تحالف العدوان تأتي على خلفية أن تقارير منسق الشؤون الإنسانية تعد مرجعاً مهماً للمؤسسات الدولية للكشف عن تردي الأوضاع الإنسانية في اليمن، والتي يرغب تحالف العدوان بالتستر عليها من خلال إيجاد جيوش من المنافقين والمتواطئين سواء كانوا في بعثات الأمم المتحدة أو المنظمات المحلية والدولية العاملة في اليمن، حتى يتسنى قتل اليمنيين بصمت ودون إحداث أية جلبة، خصوصاً في ظل تواطؤ مؤسسات وشركات الإعلام الدولي، ومنع زيارة الصحفيين لليمن من قبل تحالف العدوان.

صرخات لاتسمع
ورغم التقارير والمناشدات التي تنادي بها المنظمات الإنسانية عن الكوارث والانتهاكات التي يتعرض لها شعب اليمن، جراء العدوان، إلا أن إجراءات تحالف العدوان تزداد تشدداً يوماً بعد آخر، والتي كان آخرها إغلاق ميناء الحديدة بشكل نهائي منذ 9 أغسطس الماضي، وهو الميناء الذي كانت تعتمد عليه اليمن بنسبة 70% من وارداتها الغذائية.
في حين عزز قرار مجلس الأمن الصادر في الـ24 من فبراير الماضي، قناعة اليمنيين بغياب العدالة الدولية، وأن الأوضاع المأساوية التي خلفها العدوان والحصار لايمكن أن تحل على يد المنظمات الإنسانية.
المؤلم أن منظمات العمل الإنساني سقطت في دائرة التكرار المحبط عن الحالة الإنسانية في اليمن، فلا هي استطاعت إيصال المساعدات، ولا تمكنت من وقف القتل اليومي الذي يتعرض له المدنيون، ولا حتى إقناع الممولين بدعم خططها للاستجابة الإنسانية.
وكان مجلس الأمن هو أول من أفرغ العمل الإنساني من مضمونه من خلال عدم اكتراث المجلس بكل التقارير المتحدثة عن الحالة الإنسانية في اليمن، وعدم إعارتها أي اهتمام.