تقرير غربي يكشف سيناريو أمريكياً صهيونياً بريطانياً لاحتلال الحديدة
- تم النشر بواسطة عادل عبده بشر / لا ميديا

تقرير: عادل بشر / لا ميديا -
تؤكد جميع المعطيات أن صنعاء ماضية في عملياتها العسكرية المساندة للشعب الفلسطيني، ضد العدو الصهيوني، بالرغم من جميع التحديات التي تواجهها، داخلياً وخارجياً، نتيجة موقفها المبدئي من نصرة المظلومين في قطاع غزة.
وفي السياق ذاته، تكشف التحركات الأمريكية المكثفة في المنطقة عن سعي الولايات المتحدة مع «إسرائيل» وحلفائهما لتفجير الوضع في اليمن، خصوصاً مع المطالبة الصريحة والعلنية من قبل الحكومة الموالية للسعودية والإمارات، بدعمها عسكرياً، مقابل حماية الملاحة «الإسرائيلية» في البحر الأحمر وتحييد جبهة الإسناد اليمنية.
في هذا الصدد كشفت مؤسسة بحثية عالمية عن سيناريوهات محتملة لعملية كبيرة ضد صنعاء، تقودها الولايات المتحدة و»إسرائيل».
وذكرت مؤسسة (SARI GLOBAL) للأبحاث وتقييمات المخاطر، في تقرير بحثي لها، أمس الأول، أن «القيادة الإسرائيلية والتحالفات الدولية تدرس الآن اتخاذ إجراءات أكثر قوة وبعيدة المدى ضد صنعاء».
وجاء في التقرير المعنون بـ»ما وراء حدود اليمن: الصراع الداخلي في ظل المواجهة الحوثية الإسرائيلية»، أن من وصفهم بـ»الحوثيين» في اليمن صعّدوا، على مدى الأسابيع القليلة الماضية، هجماتهم على «إسرائيل»، مؤكداً أن «القيادة الإسرائيلية والتحالفات الدولية تدرس الآن اتخاذ إجراءات أكثر قوة وبعيدة المدى ضد صنعاء».
وأوضح التقرير الذي نشر نصه موقع (Reliefweb) التابع لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة (OCHA)، أن التقديرات تشير إلى «احتمالية شن إسرائيل عمليات كبيرة ضد الحوثيين»، بتنسيق مع مرتزقة العدوان السعودي الإماراتي ومن وصفهم التقرير بـ»الشركاء الإقليميين والدوليين»، تحت مبرر «استعادة الشرعية وتعزيز الأمن البحري».
وأفاد التقرير بأن «التكتيكات المتطورة للحوثيين، وهجماتهم الثابتة رغم الضربات الإسرائيلية والتحالفية السابقة، وديناميكيات القوة الإقليمية المتغيرة، تشير إلى نقطة تحول استراتيجية محتملة في اليمن والشرق الأوسط الأوسع»، حدّ تعبيره.
تكتيكات وأنماط الاستهداف
التقرير البحثي المطول أفرد مساحة للحديث عن تحول التكتيكات العسكرية للقوات المسلحة اليمنية وأنماط الاستهداف في عملياتها المساندة للشعب الفلسطيني، لافتاً إلى أن الأشهر الأخيرة «شهدت تحولاً ملحوظاً في تكتيكات الحوثيين، حيث تطورت من التركيز السائد على المضايقات البحرية في البحر الأحمر وخليج عدن إلى حملة مكثفة من الضربات الصاروخية والطائرات بدون طيار في عمق الأراضي الإسرائيلية».
وأشار إلى أن القوات المسلحة اليمنية، في حين أظهرت في السابق القدرة والاستعداد لتنفيذ عملياتها البحرية ضد السفن التي تضعها في قائمة أهدافها، وتلك التي تحمل العمل الأمريكي، فإن عملياتها الأخيرة تشير إلى تحول استراتيجي، «فهم يسعون بشكل متزايد إلى فرض قوتهم بشكل مباشر ضد البر الرئيسي لإسرائيل، ومزامنة هذه الضربات مع جهود التضامن الإقليمية، وخاصة تلك المتعلقة بالفصائل المسلحة الفلسطينية واللبنانية».
وأضاف: «إن هذا التطور مهم لأنه يشير إلى أن الحوثيين لم يعودوا راضين عن مجرد تشكيل بيئة الأمن البحري الإقليمي، بل إنهم يهدفون بدلا من ذلك إلى تحقيق تأثيرات نفسية وعملياتية مباشرة داخل إسرائيل من خلال إسقاط القوة بعيدة المدى باستخدام الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار المسلحة لضرب القواعد العسكرية الإسرائيلية والمدن والبنية التحتية الحيوية».
واستعرض التقرير أبرز الهجمات اليمنية إلى العمق الصهيوني خلال تشرين الثاني/ نوفمبر الفائت، وكانون الأول/ ديسمبر الجاري، مشيراً إلى أن القوات اليمنية كثفت بشكل كبير هجماتها بعيدة المدى على «إسرائيل»، ورغم مزاعم العدو الصهيوني اعتراض معظم الصواريخ والمسيّرات اليمنية، إلا أن هذه الهجمات، وفقاً للتقرير ذاته، «تُظهر قدرات الحوثيين المحسنة في الاستهداف، ومدى وصولهم الموسع، وعزيمتهم، وقدرتهم على اختراق أنظمة الدفاع والوصول إلى عمق كبير داخل لأراضي الإسرائيلية، وإصرارهم على مهاجمة المنشآت العسكرية ذات القيمة العالية والمواقع الاستراتيجية الرئيسية».
وأضاف أن هذه الهجمات «أظهرت تعقيداً أكبر في التخطيط العملياتي للحوثيين. وفي حين أن العديد من عمليات الاعتراض فعالة، فإن بعض الهجمات قد تنطوي على تقنيات متقدمة أو خفية تتحدى الدفاعات الجوية الإسرائيلية».
العمليات البحرية
تقرير مؤسسة (SARI GLOBAL) للأبحاث استعرض في جزء منه العمليات البحرية اليمنية المساندة للشعب الفلسطيني، موضحاً أن القوات المسلحة اليمنية، ورغم أنها حولت مؤخراً المزيد من طاقتها نحو توجيه ضربات إلى العمق الصهيوني، فإنها في الوقت ذاته لم تتخلّ عن العمليات البحرية تماماً، بل إن نشاطهم البحري يعمل الآن كخط ثانوي؛ ولكن جهوده مستمرة في استهداف السفن التي تضعها على قائمة أهدافها، وتلك التي تحمل العلم الأمريكي وأصول البحرية الأمريكية.
وتؤكد القوات المسلحة اليمنية مراراً أن عملياتها البحرية تستهدف السفن «الإسرائيلية» وتلك المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة، انتصاراً لمظلومية الشعب الفلسطيني، مع ضمان حرية الملاحة لجميع السفن؛ عدا الأمريكية والبريطانية، نتيجة عدوان الدولتين على اليمن.
وأفاد التقرير بأن «الهجمات المنسقة في البحرين الأحمر والعربي تسلط الضوء على تطور قدرات الحوثيين»، وأن «الصواريخ التي يمتلكونها لا تقتصر على الأهداف البرية فقط»، وأن «لديهم مقدرة على المراقبة عن كثب لحركات السفن التي يرون أنها مرتبطة، حتى بشكل غير مباشر، بإسرائيل».
جهود أمريكية - «إسرائيلية»
التقرير ذاته أكد أن «المخططين العسكريين الإسرائيليين يفكرون الآن في شن حملة أكثر شمولاً ضد الحوثيين، عبر شن سلسلة متواصلة وأكثر إيلاماً من الضربات على مراكز اللوجستيات الحوثية ومراكز القيادة والسيطرة ومستودعات الأسلحة على غرار حملاتها المنهجية في سورية ولبنان».
وأشار إلى أنه وبالتوازي مع «الإجراءات المستهدفة التي اتخذتها إسرائيل بتنفيذ ضربات على موانئ الحديدة تقود الولايات المتحدة وبريطانيا تحالفاً من عدة جنسيات، فضلاً عن دعم الحكومة المعترف بها دولياً ضد الحوثيين»، مؤكداً أن «أنشطة التحالف هذه، التي تشمل الضربات الجوية والصاروخية والطائرات بدون طيار والدوريات البحرية، تُكمِّل الجهود الإسرائيلية لإضعاف الحوثيين».
وأفاد بأن هبوط طائرة عسكرية أمريكية في مطار معبد بمحافظة شبوة، يشير إلى تنفيذ مهام دعم أو استطلاع متقدمة، لافتاً إلى أن «النهج الأمريكي البريطاني يركز على تدهور قدرات الحوثيين بهدوء، وبالتالي استكمال الأهداف الاستراتيجية الإسرائيلية».
الساحل الغربي
وحول سيناريوهات العمليات المخطط تنفيذها ضد صنعاء، ذكر تقرير (SARI GLOBAL) أن السيناريو الأبرز يتمحور حول «الساحل الغربي» ومدينة الحديدة، حيث تبدأ «إسرائيل» حملة جوية دقيقة متواصلة ضد مستودعات القوات المسلحة اليمنية الاستراتيجية ومواقع إطلاق الصواريخ في الحديدة، بهدف تحييد التهديدات البحرية والباليستية، فيما تستغل فصائل المرتزقة هذا القصف للتحرك ميدانياً بدعم أمريكي بريطاني على طول الممر الساحلي.
وفي الوقت يتم ذاته إشعال المعارك في مارب والجوف وتعز بتغطية جوية «أمريكية - إسرائيلية - بريطانية»، وتحريض القبائل في صنعاء والبيضاء وغيرها من المحافظات على انتفاضة داخلية ضد «الحوثيين»، ويتولى التحالف «الأمريكي - الإسرائيلي» التغطية عبر الجو بضربات تستهدف مواقع ومراكز حساسة.
المصدر عادل عبده بشر / لا ميديا