تقرير / لا ميديا -
يواصل كيان الاحتلال الصهيوني توغّله البري جنوبي سورية، ويوسّع احتلاله لقرى سوريّة جديدة، لليوم الخامس على التوالي، بالتزامن مع غارات جوية يشنها على منشآت الشعب السوري العسكرية.
وأفادت تقارير إعلامية عدة بأنّ قوات الاحتلال توسّعت بعمق 26 كم من سفوح جبل الشيخ في عمق ريف دمشق الجنوبي على امتداد الحدود مع لبنان.
وفي الجهة الشرقية للجولان السوري المحتل، توغلت قوات الاحتلال نحو 12 كم في محافظة القنيطرة وريفها الشرقي.
ووفق التقارير فإنّ قوات الاحتلال دخلت إلى مثلث قرى القصير كويا معريا عند الحدود السورية - الأردنية، كما تعمق التوغل الصهيوني في درعا، وأصبح بمقدور الاحتلال عبور نهر اليرموك عبر سد الوحدة المشترك بين سورية والأردن.
ونقلت قناة «الميادين» عن مصادر أنّ قوات الاحتلال استقدمت آليات هندسية باتجاه ما يُعرف سابقاً بثغرة بيت جن في سفوح جبل الشيخ، بهدف حفر خنادق ومنع أي ترابط محتمل مع الأراضي اللبنانية.
وأوضحت المصادر أنّها تُسمى بالثغرة لأن هذه المنطقة كانت خط إمداد رئيسياً للمقاومة اللبنانية قبل 2011، وجرى الحديث عنها خلال التصعيد الأخير في لبنان؛ إذ كان الاحتلال يسعى للالتفاف على المقاومة من خلالها.
في هذا السياق تحدثت حسابات تابعة للعدو الصهيوني على مواقع التواصل الاجتماعي عن إدخال الاحتلال معدات بناء إلى الأراضي السورية المحتلة تجهيزاً لبقاء طويل الأمد.
على صعيد القصف الجوي، استشهد مدنيون وأصيب آخرون من جراء العدوان الصهيوني الذي استهدف طرطوس غربي سورية، والذي كان العدوان الأعنف منذ بدء غارات الاحتلال، بحيث سبّب هزةً أرضيةً شعر بها السكان.
وقصف الاحتلال أكثر من 5 مواقع عسكرية من دير الزور إلى ريف طرطوس وريف دمشق، و12 موقعاً لرادارات ودفاعات جوية ومستودعات أسلحة استراتيجية.
ووفق مصادر سورية فإن هذا العدوان على طرطوس نُفذ من بوارج حربية صهيونية، ولم يتمكن أحد من الوصول إلى المنطقة التي استهدفها العدوان.

بيان منسوب لبشار الأسد
على صعيد آخر، نُشر بيان منسوب للرئيس السوري السابق بشار الأسد قال فيه إنه لم يغادر دمشق بصورة مخطَّطة، بل بقي على رأس مهامه حتى انسحاب قوات الجيش من كل خطوط القتال وسقوط آخر مواقعها.
وأوضح البيان المنسوب للأسد، ونشرته صفحة الرئاسة السورية في وسائل التواصل الاجتماعي، أن الرئيس السوري انتقل بتنسيق مع «الأصدقاء الروس إلى اللاذقية لمتابعة الأعمال القتالية، مع تمدد الإرهاب داخل دمشق»، و»عند الوصول إلى قاعدة حميميم، صباح الـ8 من كانون الأول/ ديسمبر، تبيّن انسحاب القوات من خطوط القتال كافة، وسقوط آخر مواقع الجيش».
وأضاف البيان: «ومع ازدياد تدهور الوضع الميداني، طلبت موسكو إلى القاعدة العسكرية الروسية تأمين الإخلاء الفوري لروسيا»، بحيث «جاء الإخلاء من سورية، مساء يوم الأحد في الـ8 من كانون الأول/ ديسمبر، أي في اليوم التالي لسقوط دمشق».
وبيّن الأسد أنه «لم يُطرح موضوع اللجوء أو التنحي من جانبي أو من جانب أي جهة»، وكان «الخيار الوحيد المطروح استمرار القتال».
وقال إنّ «من رفض، منذ اليوم الأول للحرب، مقايضة خلاص الوطن بخلاصه الشخصي، هو ذاته من وقف مع الجيش في خطوط النار الأولى»، وأنّ «من لم يتخلَّ عن غير السوريين من مقاومة في فلسطين ولبنان ولم يغدر بحلفائه، لا يمكن أن يكون الشخص نفسه الذي يتخلى عن شعبه».
وتابع البيان: «لم أكن في يوم من الأيام من الساعين للمناصب على المستوى الشخصي، وعَدَدْت نفسي صاحب مشروع وطني استمدّ دعمه من شعب آمن به».
وأوضح أنّه «مع سقوط الدولة في يد الإرهاب، يصبح المنصب فارغاً، ولا معنى لبقاء المسؤول فيه»، وأنّه «لا يمكن التخلي عن الانتماء الوطني الأصيل إلى سورية وشعبها، وهو انتماء ثابت لا يغيره منصب أو ظرف».
يُذكر أنه في الـ8 من كانون الأول/ ديسمبر، أعلنت التنظيمات التكفيرية بقيادة ما تسمى «هيئة تحرير الشام» دخول العاصمة السورية دمشق وسقوط حكم الرئيس السابق بشار الأسد بعد أن أسقطت تلك التنظيمات محافظات حلب وحماة وحمص.