عادل بشر / لا ميديا -
اختلطت أوراق وملفات المنطقة من جديد نتيجة هجوم الفصائل المسلحة بالتشارك مع الجماعات الإرهابية على مدن ومناطق شمال سورية، تزامناً مع توقيع اتفاقية وقف إطلاق النار بين لبنان والعدو "الإسرائيلي"، والذي دخل حيز التنفيذ نهار الـ27 من تشرين الثاني/ نوفمبر المنصرم، بعد مواجهات ومعارك استمرت لأكثر من عام، بين حزب الله والكيان الصهيوني، إثر دخول المقاومة الإسلامية الحرب في 8 تشرين الأول/ أكتوبر 2023م، إسناداً للشعب والمقاومة الفلسطينية في غزة.
وفيما تتجه الأنظار إلى ما ستؤول إليه التطورات المتسارعة في سورية، وتأثير ذلك على المنطقة بأكملها وفلسطين ومحور المقاومة بشكل خاص، يحذر مراقبون ومحللون سياسيون من عودة الحرب مجدداً بين المقاومة الإسلامية في لبنان والعدو الصهيوني، جراء استمرار الأخير في خروقاته اليومية، دون اتخاذ اللجنة الدولية لمراقبة وقف إطلاق النار أي موقف إزاء ذلك.
في هذا الصدد كشف الكاتب السياسي المتخصص في الحركات الإسلامية والأكاديمي اللبناني قاسم قصير، أن لجنة مراقبة اتفاق وقف إطلاق النار الدولية، بدأت، أمس الجمعة، عملها، مؤكداً أن تفعيل عمل اللجنة، قد أتى نتيجة دخول كل من الولايات المتحدة وفرنسا على الخط بعد انتشار المخاوف من عودة الحرب مجدداً نتيجة الخروقات "الإسرائيلية" والتمادي في الضربات والاعتداءات في الأيام الماضية.
وقال قصير في حديث لـ"لا": "منذ إعلان وقف إطلاق النار والعدو الإسرائيلي يواصل انتهاكاته للاتفاق بحيث وصلت إلى أكثر من ستين انتهاكا مما دفع المقاومة الإسلامية إلى رد تحذيري وهذا أدى إلى انتشار التخوف من عودة الحرب فدخلت أميركا وفرنسا على الخط لتفعيل عمل اللجنة الدولية لمراقبة الاتفاق".
ورداً على سؤال حول توقعاته بالنسبة لصمود الهدنة في ظل استمرار الخروقات "الإسرائيلية"، أوضح قصير أن "كل التقديرات تؤكد استمرار اتفاق وقف إطلاق النار"، مضيفاً: "لكن العدو مستمر بخرقه، وإذا لم تعالج اللجنة الدولية هذه الخروقات فإن الاتفاق معرض للاهتزاز والمقاومة أكدت استعدادها للرد".
وأكد قصير، أن "حزب الله وعلى الرغم من كل الضربات القاسية التي تعرض لها، فهو مستمر ويعيد ترتيب صفوفه، وهو حاضر لأي مواجهة أو حرب"، لكنه شدد على أن "الأولوية الآن لدى حزب الله هي لإعادة الإعمار والبناء".
وفي سياق متصل، كشف الكاتب والمحلل السياسي قاسم قصير، عن ترتيبات يجريها حزب الله، لتشييع جثمان سماحة السيد الشهيد حسن نصر الله، الأمين العام السابق لحزب الله، الذي اغتاله العدو الصهيوني بأكثر من ثمانين طن متفجرات ألقتها المقاتلات "الإسرائيلية" على المبنى الذي تواجد فيه بالضاحية الجنوبية في 27 أيلول/ سبتمبر الماضي.
وأفاد بأن الترتيبات لتشييع جثمان سيد شهداء الأمة "مستمرة وسيتم الإعلان عنها عند اكتمالها".
وعن التطورات في سورية وانعكاس ذلك على لبنان ومحور المقاومة، لم يخفِ المحلل السياسي قصير خطورة الوضع في سوريا.
وقال خلال حديثه لـ"لا": "الوضع في سوريا خطير جدا والمجموعات المسلحة حققت تقدما كبيرا والمعارك مستمرة بوتيرة عالية"، لافتاً إلى أن هذه التطورات حصلت "في لحظة خطيرة في ظل استمرار الحرب على لبنان وفلسطين".
وفيما أشار قصير إلى أن "الأمريكيين والإسرائيليين يراهنون لإضعاف سوريا ومحاصرة المقاومة"، إلا أنه في ذات الوقت أكد أن "محور المقاومة يتابع ما يجري في سوريا ولن يتخلى عنها"، مستدركاً: "لكن التحديات كبيرة والظروف صعبة جدا".
وفي سياق موازٍ، أشاد المحلل السياسي اللبناني قاسم قصير بدور اليمن كجبهة إسناد لفلسطين ولبنان، خلال المعركة الدائرة مع العدو الصهيوني.
وقال: "دور اليمن كان مهما في حرب الإسناد ولايزال هذا الدور مستمرا رغم ظروف اليمن الصعبة وسيكون لليمن دور مهم في المرحلة المقبلة".
وتعليقاً على التهديدات التي أطلقها مؤخراً الرئيس الأمريكي ترامب إذا لم يتم إطلاق جميع الأسرى "الإسرائيليين" في غزة، قبل تسلمه منصب الرئاسة في 20 كانون الثاني/ يناير المقبل، قال قصير: "التهديدات الأميركية مستمرة وأميركا قدمت للعدو الإسرائيلي كل الدعم، لكن المقاومة قوية وتواجه العدو الإسرائيلي والأميركي معاً"، مضيفاً: "وفي حال لم يحصل اتفاق بين المقاومة الفلسطينية والعدو الإسرائيلي لتبادل الأسرى ووقف الحرب والعدوان على غزة، سيُقتل كل أسرى العدو الذين مازالوا على قيد الحياة، كما حدث مع من سبق أن قُتلوا بنيران وصواريخ جيشهم".