تقرير / لا ميديا -
شن حزب الله هجمات صاروخية مكثفة وبواسطة طائرات مسيرة استهدفت مواقع العدو في الجليل الأعلى والجليل الغربي والجولان المحتل، وكذلك في حيفا ومحيطها في وقت صعّد الاحتلال هجماته بشكل هستيري على العاصمة اللبنانية بيروت وضاحيتها الجنوبية ومواقع في البقاع والجنوب اللبناني قبيل إعلان عن اتفاق «وقف إطلاق النار» الذي دفعت به الولايات المتحدة لإنقاذ الكيان.
وواصل حزب الله أمس عملياته ضد قوات الاحتلال هجوماً وتصدياً وأطلق عشرات الصواريخ والطائرات الانقضاضيّة على المغتصبات من الحدود اللبنانية وحتى عمق الكيان بالتزامن مع صد محاولات التوغل البرية لقوات الاحتلال في جنوب لبنان.
وللمرة الأولى قصف حزب الله أمس، معسكر تدريب لقوات المشاة في شفي تسيون جنوبي مدينة نهاريا، بصليةٍ من الصواريخ النوعية.
كما أعلن حزب الله أنه شن هجومًا جويًّا بأسرابٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على موقع حبوشيت (مقر سرية تابعة للواء حرمون 810) على قمة جبل الشيخ في الجولان السوري المُحتل، وعلى ثكنة معاليه ‏غولاني (مقر قيادة لواء حرمون 810)، مؤكدا إصابة الأهداف بدقّة.
برياً قال حزب الله أمس إنه استهدف دبابة ميركافا بصاروخٍ موجّه بالقرب من مركز البلدية، ما أدى إلى تدميرها، ووقوع طاقمها بين قتيل وجريح.

الكيان يحصي خسائره
بالتزامن مع الحديث عن اتفاق وقف إطلاق النار، بدأت وسائل إعلام صهيونية بإحصاء خسائر العدو الناجمة عن عمليات حزب الله.
وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إن عدد المنازل المدمرة في الشمال تجاوز 8800 وأكثر من 7000 مركبة ونحو 300 موقع زراعي تضررت.
وأضافت «يديعوت أحرونوت» أنه لا يكاد يوجد مبنى سليم في البلدات الحدودية مع لبنان ومعظم المنازل بحاجة لترميم أو هدم.
ووصفت الصحيفة الدمار في مغتصبة كريات شمونة بأنه «لا يصدق» معتبرة أن ترميم المباني المتضررة فقط سيستغرق أشهرا طويلة.
وحول تداعيات هجمات حزب الله أمس تحدثت وسائل إعلام صهيونية عن سقوط صاروخ في كريات آتا بخليج حيفا.
ووفق صحيفة «يديعوت أحرونوت» فإن «السلطات تتعامل مع تسرب للغاز من مبنى تضرر بشكل بالغ عقب القصف الأخير على كريات شمونة».
وتحدثت وسائل إعلام صهيونية عن سقوط مباشرة لطائرة مسيّرة في نهاريا، وهناك إصابة بجروح خطيرة في الموقع، كما تحدثت عن تضرر مبنى وعدد من المركبات في نهاريا بسبب سقوط الصواريخ.
بدوره رئيس بلدية عكا المحتلة أعلن مواصلة تعليق الدوام في جميع المؤسسات التعليمية بالمدينة لليوم الثاني توالياً.

جنون المحاولات الأخيرة
وقبيل ساعات قليلة من إعلان وسائل إعلام صهيونية رضوخ الاحتلال لاتفاق «وقف إطلاق النار»، شن العدو الصهيوني أمس قصفا وحشيا وجنونيا على العاصمة اللبنانية بيروت وضاحيتها الجنوبية والجنوب والبقاع.
وصعّد الاحتلال أمس هجماته العنيفة على مناطق سكنية في لبنان، بينها مناطق في العاصمة بيروت خارج الضاحية الجنوبية، كما توعد الاحتلال بمواصلة الجرائم على فروع جمعية «القرض الحسن»، بذريعة ضرب «المنظومة المالية» لحزب الله.
وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية أمس عن استشهاد 7 أشخاص وإصابة 37 آخرين بجروح من جراء الغارة الصهيونية على النويري في العاصمة اللبنانية بيروت.
كما قالت الوزارة إن حصيلة الشهداء في غارة الاحتلال على منطقة بربور في بيروت بلغت 3 أشخاص إضافة إلى إصابة 10 أشخاص بجروح.
كذلك أوضحت الوزارة الصحة أن 6 شهداء ارتقوا وأصيب 4 في غارة للاحتلال على بلدة شقرا جنوبي لبنان.
من جانبها تحدثت وسائل إعلام  لبنانية عن 4 شهداء و10 جرحى في غارة الاحتلال على حي الشيخ حبيب في مدينة بعلبك بالبقاع.

العدو يهرب إلى«وقف إطلاق النار»
سياسياً، وبعد أن زعم الاحتلال أنه قادر على تفكيك المقاومة الإسلامية في لبنان المتمثلة بحزب الله فر أمس نحو «اتفاق وقف إطلاق النار» اجتهدت فيه الولايات المتحدة لتنقذ الكيان الصهيوني بعد أن اصطدم بجدار حزب الله الناري والذي يدك قوات وقواعد ومدن ومصالح الاحتلال في عموم الكيان.
وأعلن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أن «المجلس الوزاري المصغر» وافق على وقف إطلاق النار في لبنان.
وزعم نتنياهو أن أسباب وقف إطلاق النار هي: التركيز على تهديد إيران وإنعاش «الجيش» وعزل حماس وفصل الساحات العسكرية.
من جانبه إعلام العدو قال إن وقف إطلاق النار بين لبنان و»إسرائيل» سيدخل حيز التنفيذ اليوم الأربعاء الساعة العاشرة صباحاً.
وأوضح إعلام العدو أن «إسرائيل» ستسحب قواتها بشكل تدريجي من جنوب القرى التي دخلتها في لبنان خلال مدة تصل إلى 60 يوماً.
وبين أن من بنود اتفاق وقف إطلاق النار، عدم قيام «إسرائيل» بأي عمل عسكري ضد لبنان.
من جانبه قال محمود القماطي نائب رئيس المجلس السياسي لحزب الله تعليقا على إعلان نتنياهو إن حزب الله سوف يراجع خلال الساعات القادمة ويفحص المسودة النهائية التي أعلن الاحتلال الموافقه عليها.
وأوضح القماطي أن حزب الله متنبه لأي فخاخ يضيفها الاحتلال مع الولايات المتحدة لمسودة الاتفاق وأنه سوف يراجعها قبل أن توافق الحكومة اللبنانية على الاتفاق.
ووفق مصادر إعلامية لبنانية فإن حزب الله سوف يراجع مسودة الاتفاق التي وافق عليها الاحتلال تحسبا لإضافة الولايات المتحدة ورقة مستقلة للاتفاق فيها ضمانات للاحتلال لم يوافق عليها لبنان.
في أصداء الاتفاق دعا رئيس بلدة مرغليوت شمال فلسطين المحتلة سكان الشمال لعدم الانصياع لأي أمر بالعودة إلى منازلهم وقال: «أحذر من 7 أكتوبر جديد».
من جانبها نقلت «القناة 13» عن رئيس مجلس المطلة قوله عن وقف إطلاق النار: اتفاق خنوع محرج ومحزن بعد تدمير 70% من منازل البلدة وأطالب السكان بعدم العودة.
وأوردت «القناة 12» الصهيونية تصريحا عن رئيس المعارضة يائير لابيد قال فيه إن حكومة اليمين انجرت إلى اتفاق مع حزب الله، حالياً بلدات الشمال مدمرة وحياة السكان انهارت والجيش منهك.