اليمن بالحبر الغربي -
قال معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى في تحليل موجز إنه «في وقت متأخر من مساء 16 تشرين الأول/ أكتوبر، انطلقت قاذفتان استراتيجيتان من طراز «بي 2 سبيريت» تابعتان لسلاح الجو الأمريكي، من الولايات المتحدة، ولمدة تزيد عن ثلاثين ساعة، لتنفيذ ضربات ضد خمسة مواقع حوثية محصنة تحت الأرض في اليمن، وكانت هذه المواقع، التي تُستخدم لتخزين وتجميع الصواريخ والطائرات المسيّرة، تقع في مدينتي صنعاء وصعدة اللتين يسيطر عليهما الحوثيون في الجزء الغربي من البلاد».
وأضاف أنه «في تلك الأنفاق والكهوف، كان الحوثيون يعدون الأسلحة لإطلاقها ضد حركة الشحن الدولية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب. ومع ذلك، كانت الضربة في اليمن مجرد جزء من صورة إقليمية معقدة».
وأكد المعهد أن «الضربة الاستراتيجية الدقيقة على اليمن باستخدام زوج من الأصول الوطنية الأمريكية تبلغ قيمته 2.2 مليار دولار تُبرز التزام واشنطن القوي بمكافحة تهديدات الأمن الدولي. وتتمتع القاذفة «بي 2» بعدد من السمات المحددة التي تعزز أهمية نشرها في اليمن، ويتيح التصميم المتقدم في تقنية التخفي والبقاء للطائرة «بي 2» أن يكون من الصعب، إن لم يكن من المستحيل، استهدافها وتدميرها، مما يسمح لها باختراق المجالات الجوية المحمية بشدة وتنفيذ ضربات دقيقة على الأهداف المحصنة».
وتشمل الأسلحة الموجهة بدقة التي يمكن أن تحملها القاذفة «بي 2» لمثل هذه المهام: قنبلتين خارقتين للدروع من طراز (GBU-57A/B) تزن كل منهما 13.6 طناً، وقادرتين على اختراق 60 قدماً من الخرسانة المسلحة أو 200 قدم من الأرض؛ وقنبلتين من طراز (GBU-28/B) أو (GBU-37/B) تزن كل منهما 2.2 طناً، وقادرتين على اختراق أكثر من 20 قدماً من الخرسانة المسلحة أو 100 قدم من الأرض؛ وما يصل إلى 16 قنبلة من طراز (GBU-31) تزن كل منها 907 كجم، وكل منها قادرة على اختراق أكثر من 6 أقدام من الخرسانة المسلحة.
ووفقاً لبعض التقارير، استَخدَمت القاذفات في الضربة التي جرت في اليمن قنابل من نوع (GBU-31) الخارقة للدروع فقط، والتي اعتُبرت السلاح المناسب نظراً للطبيعة غير شديدة التحصين للكهوف الجيرية والرملية حول صنعاء وصعدة التي يستخدمها الحوثيون لتخزين الأسلحة. كما أفادت التقارير بأنه لا يتوفر سوى حوالى 20 قنبلة خارقة للدروع في الخدمة، مما يجعلها أصولاً ثمينة للغاية ضمن مخزون طائرات «بي 2».
ولا تمتلك أي دولة في العالم ما يعادل بشكل مباشر مزيجاً من تقنية التخفي والمدى وقدرة الحمولة للقاذفة «بي 2». بالإضافة إلى ذلك، لا تقترب أي دولة من القدرة على دعم مثل هذا الأصل لوجستياً عبر مسافات طويلة. ويبدو أن الطائرات المستخدمة في الضربة على اليمن انطلقت من «قاعدة وايتمان الجوية» في ولاية ميزوري. ويبلغ مدى القاذفة «بي2» دون تزودها بالوقود حوالى 11,000 كيلومتر. واعتماداً على المسافة إلى اليمن فقد تمتد الرحلة إلى حوالى 14,000 كيلومتر في كل اتجاه. وتطلبت الرحلة عدة عمليات إعادة تزويد بالوقود جواً للوصول إلى الهدف والعودة إلى الولايات المتحدة. ورغم أن المجال الجوي اليمني ليس محمياً بشكل كبير، إلا أن استخدام «بي 2» يتطلَّب درجة معينة من السرية لحماية الإجراءات العملياتية.
وقال المعهد إن على وزارة الدفاع الأمريكية وفرقة القوات الجوية الأمريكية المركزية (AFCENT) أن تنظر في تضمين قاذفات «بي 2» في مهام قوة المهام القاذفة في الشرق الأوسط (BTF)، والتي شملت حتى الآن قاذفات «بي 2» و»بي 1» غير الشبحية فقط. ويمكن لقاذفات «بي 2» المشاركة في التدريبات العسكرية التي تشمل حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة.


معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى