«لا» 21 السياسي -
لماذا لا نرى آثار الصواريخ التي تسقط على الكيان إلا نادراً؟! أين هي الصحافة العالمية الحُرة التي لا تَخفَى عليها خافية عندما يتعلق الأمر ببلدان أخرى؟! لِماذا لا يُتّهَم الكيان بأنه ضد حرية الصحافة؟! لماذا لا يقوم المدنيون في الكيان بنشر فيديوهات على المباشر في وسائل التواصل الاجتماعي إلا نادراً؟! لماذا تنقل لنا التلفزيونات العالمية وبخاصة العربية فقط صور السماء التي فوق مدن الكيان من دون الأرض؟! لماذا يتم التقليل من حجم الضربات بالتركيز على تأثيراتها الجانبية في محيط المواقع المُستهدَفة؟! ولماذا تُروج وسائل الإعلام وفي مقدمتها العربية لكذبة اعتراض جميع صواريخ المقاومة وجبهات الإسناد أو سقوطها فقط في مناطق «مفتوحة» وتُذيل أخبارها بعبارة «لم تتسبب في أي خسائر»، التي عادة ما يستخدمها الكيان الصهيوني لتغطية خسائره؟!!
بعيداً عن دور الرقابة العسكرية الصهيونية وخيانة وسائل الإعلام والمنصات الرقمية، من البداهة التوصل إلى نتائج تقريبية للخسائر الصهيونية من خلال إجراء عمليات حسابية بسيطة، وهو ما قدم خلاصته الباحث العربي وليد عبدالحي ويمكن تلخيصه كما يلي:
أولاً: عدد الصواريخ: كان عدد الصواريخ حتى 27 تموز/ يوليو الماضي هو 19 ألف صاروخ، وبلغ مع نهاية المدة (18 تشرين الثاني/ نوفمبر) 26 ألفاً و240 صاروخاً، أي أن العدد زاد 7 آلاف و240 صاروخاً خلال 82 يوماً، وهو ما يعني:
أ) أن معدل عدد الصواريخ يومياً هو 88.29 صاروخاً يومياً، أي 3,7 صاروخاً كل ساعة.
ب) عدد القتلى: في أول الفترة 1650 (مدنيين وعسكريين)، ووصل إلى 1772 في نهاية فترة القياس، أي أنه في 82 يوماً قُتل 122 فرداً، أي بمعدل 1,5 قتيلاً يومياً.
ج) عدد الجرحى: في بداية الفترة 17 ألفاً و693، ارتفع إلى 21 ألفاً و744، أي بزيادة 4 آلاف و81 جريحاً، أي بمعدل يومي يصل إلى 49,8 جريحاً يوميا.
د) أما العسكر، فقد ارتفع عدد القتلى من الجيش «الإسرائيلي» من 702 إلى 798، أي بزيادة 96 قتيلاً، أي بمعدل 1.2 قتيلاً عسكرياً.

ثانيا: المناطق المفتوحة:
تبلغ مساحة «إسرائيل» البرية 20 ألفاً و671 كيلومتراً مربعاً، وهو ما يعني 434 شخصاً في الكيلومتر المربع الواحد، وهو ما يضعها في المرتبة 15 عالمياً في الكثافة السكانية (مع استثناء بعض الجزر الصغيرة المتناثرة والتي يقل عدد سكانها عن مليون نسمة).
وتكشف دراسات الباحثين «الإسرائيليين» في مجال الكثافة السكانية عن المؤشرات التالية:
دراسات آفي وييس(Avi Weis)  ويودان روفي (Yodan Rofe) وغيرهما:
• أن نسبة سكان المدن «الإسرائيلية» إلى إجمالي السكان هو 91.8%، مع ضرورة التنبه إلى أن منطقة النقب الصحراوية التي تمتد من أسدود إلى «إيلات» تشكل 55% من مساحة «إسرائيل» (12 ألف كيلومتر مربع) يسكنها فقط 8.2% من السكان.
• يتركز 91,3% من السكان في عشر مدن، وحوالى 0.5% في بلدات كبيرة.
• لو أخذنا المدن الكبرى، وهي القدس تليها «تل أبيب» ثم حيفا، سنجد أن مدينتي حيفا و»تل أبيب» هما الأكثر عرضة لإطلاق الصواريخ قياساً ببقية المدن الكبرى، وتبلغ الكثافة السكانية في هاتين المدينتين: 4952 نسمة في الكيلومتر المربع الواحد في «تل أبيب» و2600 نسمة في حيفا (عدد سكان «تل أبيب» 432 ألفاً و892 نسمة ومساحتها 87.4 كم مربعاً)، بينما حيفا عدد سكانها 285 ألفاً و316 يعيشون في 109.7 كيلومترات مربعة.
• بعض المناطق الحضرية حول «تل أبيب»، مثل بني براك (Bnei Brak)، يصل معدل الكثافة السكانية فيها إلى رقم قياسي وهو 28 ألف نسمة في الكيلومتر المربع الواحد (28 نسمة في المتر المربع الواحد).
النتائج:
تكشف المعطيات السابقة أن كل 88.29 صاروخاً تقتل 1.2 يومياً وتجرح 49.8 (أي إصابة 51 بين قتيل وجريح)؛ لكن عدد مرات ذكر سقوط الصواريخ في مناطق مفتوحة هو 74 مرة، ولم يتم ذكر أي بيان عسكري أوصل مجموع رقم القتلى والجرحى في أي يوم إلى 51 قتيلا وجريحا (طبعا هذه الأرقام مقتصرة فقط على الفترة من 27 آب/ أغسطس إلى 18 تشرين الثاني/ نوفمبر فقط).
والملفت للنظر أن «إسرائيل» ترفع أعداد المصابين من المتدافعين هرباً نحو الملاجئ، وهو أمر ملفت للنظر، فلماذا تكون خسائر التدافع أعلى من خسائر انفجار الصواريخ؟!
ذلك يعني:
أ) عدم اتساق أرقام الخسائر «الإسرائيلية» المعلنة نهائياً مع الكثافة السكانية العالية جداً، بخاصة في المناطق التي تتعرض إلى أكبر قدر من الصواريخ.
ب) لا تتسق الخسائر مع عدد الصواريخ.
ج) لا تتسق المساحة الضيقة جداً والتي توصف بالمناطق المفتوحة مع نسبة الإصابات من الصواريخ.
د) نسبة سقوط صواريخ المقاومة في المناطق المفتوحة لا تتسق إطلاقاً مع المساحة الصغيرة جدا للمناطق المفتوحة.