المحامية اللبنانية بشرى الخليل فـي حوار مع «لا» .. كل المشاريع الأمريكية ستسقط على بوابة صنعاء
- تم النشر بواسطة عادل عبده بشر / لا ميديا
حوار - عادل عبده بشر / لا ميديا -
في خضم الأوضاع المتواترة في المنطقة نتيجة الحرب «الإسرائيلية» المدعومة أمريكياً ومن دولٍ غربية أخرى، على غزة ولبنان، وانعكاساتها على المنطقة، أجرت صحيفة «لا» حواراً صحفياً مع المحامية اللبنانية الشهيرة بمواقفها الواضحة وآرائها السياسية الصريحة، الأستاذة بشرى الخليل، التي جمعت ما بين المراقب السياسي، والخبير القانوني والناشط الحقوقي، والمثقف الملم بالتأريخ والتراث العربي والإسلامي.
بداية كان السؤال حول سيد الشهداء الأمين العام السابق لحزب الله، سماحة السيد حسن نصر الله، بذكرى مرور أربعين يوماً على استشهاده مع مجموعة من رفاقه بغارات صهيونية على الضاحية الجنوبية في بيروت، حيث أوضحت ابنة الجنوب اللبناني، بشرى الخليل أن «استشهاد سماحة السيد حسن نصر الله، يمثل خسارة جسيمة، لحزب الله وللبنان ومحور المقاومة بشكل عام، كون استشهاده ليس حدثاً عادياً، كما أن غياب سماحة السيد عن الساحة وعن مسرح الأحداث، وعن وجه الكرة الأرضية، هو حدث ضخم»، مؤكدة أن لبنان «لايزال تحت وقع الصدمة، ولا أظن أن أربعين يوماً هي مدة كافية للخروج من هذه الصدمة، لأنها صدمة كبيرة بحجم خسارة السيد».
وحول إن كان حزب الله قد تعافى بشكل كامل من الضربات الموجعة التي تعرض لها وأبرزها اغتيال سماحة السيد حسن نصر الله، أم أنه مازال في طور التعافي؟ قالت المحامية الخليل: «أقول بكل ثقة إن حزب الله ليس في طور التعافي، بل هو معافى، لأن حزب الله في بنيانه وتأسيسه وتدريبه، هو أقوى بكثير من أن يصاب بنكسة صحية»، مضيفة: «حزب الله لديه المناعة الكافية بوجه الصدمات والهزات مهما كانت عنيفة، وهو اليوم يقوم بواجبه على أكمل وجه في الجبهة، حيث يواجه واحدا من أكبر الجيوش في الشرق الأوسط ويتصدى له ببطولة نادرة وببسالة غير عادية لا أظن أن شهدتها أية معركة في التاريخ، هناك ألف مجاهد فقط من حزب الله في الجبهة يواجهون ست فرق إسرائيلية قوامها بنحو 70 ألف جندي، هذه معجزة وأظن أن هذه المواجهة ستدرس في الجامعات والكليات العسكرية في العالم».
أوكار للتجسس
وتعليقاً على نشاط السفارة الأمريكية في لبنان، حيث تعمل الإدارة الأمريكية على ما يصفه البعض بـ«ترتيب البيت اللبناني بدون حزب الله» قالت الخليل: «السفارات الأمريكية في أي بلد كانت، هي أوكار للتجسس وتمارس نشاطها في هذا الإطار.. وفي لبنان تحاول هذه السفارة التدخل في ترتيب البيت اللبناني، وهو أمر لا علاقة للأمريكي فيه، ولكنه يحلم أنه يمكنه التدخل، ولن ينجح في هذا الأمر، لأن حزب الله لازال قوياً سياسياً وعسكرياً، وبرغم الفراغ الكبير الذي تركه استشهاد سماحة السيد، إلا أن لدى الحزب من القيادات السياسية والعسكرية ما يكفي لأن يخوض معركته السياسية في الداخل بجدارة عالية، لا تستطيع لا أمريكا ولا غير أمريكا هزيمته على هذا الصعيد».
وأضافت: «ما في شيء اسمه لبنان بدون حزب الله.. حزب الله، بغض النظر عن المقاومة العسكرية، هو حزب سياسي وله شعبية كبيرة وحضور قوي في الساحة السياسية اللبنانية». مؤكدة أن الحديث عن نزع سلاح حزب الله لا يقبل به أحد، قائلة: «هذا السلاح مقدس عندنا جميعاً ولا أحد يمكن أن يقبل بمجرد النقاش في هذا الموضوع، هذا أمر من سابع المستحيلات.. أنا مع إلقاء حزب الله سلاحه عندما ينتهي وجود إسرائيل.. هذا السلاح سيبقى حتى خلخلة الكيان الصهيوني وانهياره بالكامل وخروج آخر جندي ومستوطن إسرائيلي من المنطقة».
واستبعدت بشرى الخليل حدوث ما يحذر منه البعض، مِن اندلاع حرب أهلية في لبنان، مؤكدة أن «اللبنانيين بشكل عام سواء الأحزاب الصديقة لحزب الله أو تلك التي في الجانب الآخر، لا أظن أن أحدا منها يمكن أن يقدم على أي سلوك سيؤدي إلى حرب أهلية»، وأشارت إلى أن «الأكثر تطرفاً هم حزب القوات اللبنانية بقيادة الدكتور سمير جعجع، ولا أظن أن هكذا مغامرة يمكن أن يقدم عليها الدكتور جعجع أو القوات اللبنانية، لأن هناك حدا أدنى من الشعور بالمسؤولية تجاه الوضع الداخلي اللبناني، حتى وإن كانت الحرب الأهلية رغبة أمريكية، ولا أظن أن أحدا سيقع في هذه الخطيئة الكبيرة، وأمريكا ستفشل حتماً في هذا المخطط».
خسارة الكيان
المحامية بشرى الخليل، أكدت في حديثها مع «لا» أن الكيان الصهيوني «حتى الآن، خسر عسكرياً وسياسياً، في لبنان وغزة، ففي غزة لم يستطع أن يحقق هدفه السياسي وهو إخراج جميع الأهلي من غزة إلى سيناء أو إلى أي مكان آخر، وعسكرياً لم يستطع أن يحتل شارعاً واحداً ويثبت فيه، هو يحتل ويخرج تحت ضربات مقاومة غزة، ولازالت صواريخ المقاومة، حتى الآن، تنزل على رأس قواته، وفي لبنان كذلك فشل عسكرياً وسياسياً، واستحالة أن يحقق ولو واحدا بالمائة من أهدافه، وخصوصاً الهدف الأكبر المتمثل في الشرق الأوسط الكبير الذي وضع نتنياهو فيه أحلامه كلها».
وقالت: «مشروع نتنياهو للشرق الأوسط الكبير هو احتلال أجزاء من لبنان وسورية والعراق، وبغض عن النظر عن هذه الأحلام التي رسمها على الخريطة، حتى الخمسة كيلومترات التي يتحدثون عنها كمسافة أمنية لضمان أمن المستوطنين في شمال فلسطين المحتلة، لم يستطيعوا ان يحققوه».
إدارة الحرب
وفي ما يتعلق بإدارة حزب الله للحرب، خصوصاً بعد استشهاد سماحة السيد حسن نصر الله، قالت المحامية بشرى الخليل: «القاعدة في الحزب أن العسكر الذين يقودون الحرب ميدانياً هم غير القادة السياسيين، وهذا الأمر من سابق، صحيح السيد حسن كان في جانب عسكري بشخصيته لكن هناك قادة ميدانيين هم الذين يقودون الحرب بإشراف من السيد».
وأوضحت أن الأمين العام الحالي لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم هو «مناضل قديم، وعايش الحزب منذ بداياته، وبالمجمل كل من بدأ مع الحزب بدأ مقاتلاً عسكرياً سواء السيد حسن أو الشيخ نعيم أو القادة السياسيين الذين نراهم في الحكومة والبرلمان أو من لا نعرفهم، كلهم بدأوا كمقاومين عسكريين ومقاتلين» مشيرة إلى أن «الأداء العسكري في حزب الله هو على مستوى رفيع ويستوقف حتى المراقبين في الداخل الإسرائيلي وفي الولايات المتحدة وفي أكثر من بلد في العالم، وهذه المواجهة بدأت تدرس في الكليات العسكرية في روسيا، وفقاً لما سمعناه من تصريحات بهكذا مضمون، وأظن أنها ستدرس في أمريكا وفي أكثر من بلد في العالم لأنه ليس لها مثيل من قبل بهذا الشكل».
وأضافت: «سماحة الشيخ نعيم قاسم أنا أعرفه شخصياً، وجرى بيننا أكثر من لقاء، وسماحته شخصية دينية محترمة، وعلى المستوى السياسي كان يتولى الملف الداخلي بالكامل، وبصماته واضحة في كل عمل ناجح، وكان صاحب حضور إيجابي في الساحة اللبنانية ويحوز على احترام كل فئات الشعب اللبناني، بهدوئه ودماثة أخلاقه وشخصيته الحوارية، وهناك جانب آخر بدأ يظهر الآن في شخص الشيخ نعيم عندما تولى مسؤولية الأمانة العامة للحزب، التي تحمل الوجهين، القيادة السياسية والقيادة العسكرية، ومواجهة الوضع سواء اللبناني أو الإقليمي أو الدولي بوجوهه كافة السلبي منها والإيجابي، ففي الخطابات الأخيرة لسماحته رأينا في وجهه شخصاً آخر يملك من الإرادة والقوة والصلابة والقدرة على الحسم واتخاذ موقف شديد الصلابة في اللحظة الحساسة والحاسمة.. وعندما أُعلن اختياره أميناً عاماً، قوبل ذلك بارتياح عام، ونحن مطمئنون جداً إلى قيادته الحكيمة لحزب الله».
ترامب وإنهاء الحرب
وفي ملف الانتخابات الرئاسية بالولايات المتحدة، وما طغى عليها من ترحاب عربي بهيج بانتخاب «ترامب» رئيسا لأمريكا، ووعوده بإنهاء الحرب في الشرق الأوسط، كشفت بشرى الخليل عن تأييدها للرئيس ترامب «لأن ما فعله الحزب الديمقراطي ممثلاً ببايدن ونائبته ومجموعة البيت الأبيض بأكملها، تجاوزوا كل الخطوط الحمراء والسقوف في دعم إسرائيل».
وقالت: «لا أعتقد أن ترامب سيتجاوز هذا السقف إذا أراد مساعدة إسرائيل، ففي لقاء له مع ناخبين أمريكيين من أصل لبناني في ولاية متشيجن، كانوا كلهم حاسمين في موقفهم وربطوا انتخابهم بإنهاء الحرب في لبنان، وترامب تعهد بذلك ووقع على صك بإنهاء هذه الحرب.. ما أعلمه أن ثمة علاقات بنيت بينه وبين عدد من الفعاليات الأمريكية من أصل لبناني، وأنا زرت هذه الولاية وأعرف حضورهم القوي وبعضهم يحتلون مناصب حكومية وآخرون موظفون في البيت الأبيض. وبغض النظر عن هذه النقطة ترامب كرجل أعمال شخص غير عقائدي، لا يؤمن بالعقيدة الصهيونية كما بايدن.. ترامب عقيدته نفسه، فهو ينظر إلى المصالح من منظور التاجر، وبحساب الربح والخسارة، وبرأيي عندما سينظر إلى هذه الحرب سينهيها، ونتمنى أن يكون هذا الأمر حقيقياً».
وعبرت بشرى الخليل عن رفضها للتوصيف الذي يطلقه البعض للمقاومة في لبنان وغيرها، بقولهم إنهم «أذرع إيران في المنطقة»، وقالت: «حزب الله ليس ذراعا لإيران، حزب الله منظمة وُلدت وحدها، ساعدتها إيران وسورية في ما بعد، سواءً بالرعاية أو السلاح أو التدريب أو غيرها، ولكن مقاومة حزب الله لديها مشروعها الخاص الذي كان يتجسد بتحرير أرض الجنوب المحتلة، وتحرير الثروة النفطية التي كانت موجودة في أماكن كانت إسرائيل واضعة يدها عليها على مدى أكثر من عشرين سنة.. حزب الله نجح بمساعدة من إيران ومن سورية ولكن لم يعمل كذراع لإيران، فهو كان ولازال يدير الصراع مع إسرائيل بتخطيط ذاتي منه وبأسلوبه الخاص، وشخصياً أرفض توصيفه بأنه ذراع لإيران».
جرائم حرب
وكشفت المحامية بشرى الخليل، في ذات اللقاء مع «لا»، عن مشروع رفع دعوى قضائية دولية ضد الكيان الصهيوني للجرائم التي ارتكبها في غزة ولبنان.
وقالت: «العدو الإسرائيلي حقق دمارا وخرابا وجرائم حرب في غزة، يجب أن يحاسب عليها أمام الأمم المتحدة، واليوم كنت أدرس هذا الموضوع مع أحد رجال القانون الدولي الكبار في العالم العربي».
وأضافت: «وفي لبنان أيضاً ارتكب العدو جرائم حرب ودمارا كبيرا، ويحق للبنان أن يعمل مراجعة لدى مجموعة الدول الموقعة على اتفاقية جنيف لتشكيل هيئة تحقيق ومحكمة خاصة لمحاكمة الكيان الإسرائيلي على جريمتي الإبادة والتدمير، وهذا الموضوع قيد الدراسة عندي أنا كمحامية ومجموعة من الزملاء المحامي ورجال القانون في لبنان وغير لبنان».
اليمن جبهة مكتملة
ووصفت بشرى الخليل، الجبهة اليمنية المساندة للشعبين الفلسطيني واللبناني، بأنها «جبهة حقيقية بكل معنى الكلمة، وجبهة من أقوى الجبهات من بين الجبهات الأربع، فإغلاق البحار في وجه الأمريكي والإسرائيلي ليس أمرا عادياً أو أمرا صغيراً، بل هو أمر ضخم جلل، فكما نعرف أن أمريكا المحاطة بمحيطين، اعتادت أن تخوض حروبها على الضفة الأخرى من كل محيط، واليوم توجد مشكلة كبيرة جداً تتعلق بممر التجارة العالمي بالبحر الأحمر ومضيق باب المندب والبحر المتوسط، وكل الممرات المائية هي أمر بالغ الأهمية للغرب بشكل عام والأمريكي خاصة كونه القائد للغرب. فأن تتمكن اليمن من إغلاق البحر في وجه الأمريكي والإسرائيلي وحلفائهم، هذا موقف في منتهى القوة والشجاعة، وسيدرس في التاريخ بعد سنوات، بأنه إنجاز ضخم، وحرب قائمة بذاتها».
وأضافت: «وأن يتمكن اليمن اليوم من الصمود أمام الضربات والغطرسة الأمريكية، وينجح في تمريغ أنف أمريكا في التراب بموضوع البحر الأحمر، فهذا ليس أمراً عادياً، وأنا لا أستغرب هذا عن الشعب اليمني، أنا قارئة جيدة للتاريخ اليمني وأعرف الكثير عن اليمن وعن الشخصية اليمنية، ومثلما قال سماحة السيد الشهيد، اليمنيون هم أصل العرب».
وتابعت المحامية الخليل: «لدي كتاب اسمه وصايا ملوك العرب، يبدأ من يشجب بن يعرب بن قحطان، عندما وجه ولديه حمير وكهلان وعلمهما كيف يديران شؤون الدولة، فمن يقرأ مضمون هذه الوصية يجد أنه أمام عقلية ضخمة، وكان هذا الأمر يتم توارثه ملكا بعد ملك وجيلاً بعد جيل، فهي وصايا مجموعة ملوك العرب الذين حكموا من أيام يشجب حتى الملك سيف بن ذي يزن، وعندما نقرأها نرى عظمة اليمن، وعظمة الدولة التي قادها اليمنيون على مدى مئات السنين، وكانت مترامية الأطراف وحدودها واصله لنصف العالم تقريباً ومركزها الرئيس في اليمن.. لذلك عندما يأتي اليمني الآن ويقطع البحر الأحمر عن الأمريكي ولا يستطيع الأخير أن يثنيه عن موقفه لا بالإغراء ولا بالتهديد، ولا يتمكن من إعادة فتح البحر، أنا أشعر بالفخر والاعتزاز بهذا الشعب العظيم».
قائد تاريخي
ووصفت المحامية اللبنانية بشرى الخليل، قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي بأنه «شخصية عظيمة تقود اليمن، اليوم، في ظروف دقيقة وخطيرة وفي مرحلة حاسمة من مراحل التاريخ وبكفاءة واعتداد بالنفس عاليين جداً وبكرامة وإباءه وشموخ». مضيفة: «هو قائد قوي وعندما نرى الشعب اليمني كيف يتفاعل مع غزة ولبنان، ونرى الحشود الشعبية تنزل إلى الساحات بالملايين بكلمة وإشارة من السيد القائد عبدالملك، فهذا هو سر قوته.. الشعب اليمني يحب القائد القوي ويؤمن بما يؤمن به قائده، وهذا الثبات والرسوخ والإيمان بالنصر واضح للجميع ويعود للتفاعل غير العادي بين القائد والشعب».
وأوضحت بالقول: «أمام التخاذل العربي نشعر بالفخر أننا أمام اللحظة الصعبة التي تمر بها الأمة العربية، لدينا مثل هؤلاء القادة، سماحة السيد حسن رحمه الله وسماحة الشيخ نعيم وسماحة السيد عبدالملك، والحشد الشعبي في العراق، هذه المواقف العظيمة لهذه القادة، ترفع رأس كل عربي».
وأكدت أن الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة على صنعاء لثنيها عن موقفها المساند لغزة ولبنان، أمر طبيعي، لكن واشنطن لن تتمكن من فرض إرادتها على اليمن ولن تستطيع أن تجبر صنعاء على وقف عملياتها المساندة لفلسطين ولبنان». مشددة على أنه «في حال انجرت السعودية والإمارات وراء أمريكا بإشعال الجبهات الداخلية ضد صنعاء، فإن ذلك يعتبر منتهى الغباء وستكون أثمانه باهظة جداً عليهم».
وأضافت: «صنعاء تمكنت من هزيمة التحالف السعودي الإماراتي خلال العدوان على اليمن، وهزمت المشروع الأمريكي في المنطقة كلها، ولا توجد قوة في العالم ستجبرها على التراجع عن مساندة فلسطين ولبنان. هذه اليمن، كل عمرها دولة قائدة عبر التاريخ ولا تستطيع إلا أن تكون دولة قائدة وكل المشاريع ستقسط على بوابة صنعاء».
وتابعت المحامية الخليل: «من يقرأ تاريخ اليمن يشعر بعظمة هذا الشعب وعظمة الدور التاريخي الذي قام به ويفهم تماماً أبعاد الموقف الذي يقوم به حالياً، فهذه الحرب المفتوحة على إسرائيل والأمريكان لا أظن أنها ستتوقف حتى نهاية الكيان وخروجه بالكامل من الأرض العربية، سيبقى الموقف اليمني في خط تصاعدي، خصوصاً وأن هذا الشعب وُفق اليوم بقيادة ثورية عظيمة كالسيد عبدالملك، هذه القيادة التي ترفض رفضاً قاطعاً بقاء الكيان الصهيوني في المنطقة، ترفض رفضاً قاطعاً احتلال فلسطين، وتعمل حقيقة على محاربة المشروع الصهيوني من الآن وحتى إزالته، فهذا الالتقاء ما بين القيادة والشعب هو الذي ولد هذا الموقف العظيم لليمن مما يجري على الساحة العربية في الشرق الأوسط، سواء في فلسطين أو لبنان أو أي ساحة أخرى هذا الموقف اليمني لن يتغير».
جبهة العراق
وحول أهمية جبهة العراق، قالت المحامية بشرى الخليل: «أهمية جبهة العراق أنها تتصدى للقواعد العسكرية الأمريكية، حيث وجهت أكثر من ضربة لتلك القواعد، إضافة إلى استهداف أهداف في أم الرشراش ومناطق أخرى في فلسطين المحتلة».
وأضافت: «هناك أمر مهم سألفت النظر له، وهو أن الأمريكان عندما أسقطوا نظام الرئيس صدام حسين الله يرحمه، راهنوا على أن البديل سيقيم علاقات جديدة مع إسرائيل ويتصالح معهم، فكان ذلك غباء من الأمريكان، فكانت المفاجأة أن القيادة الجديدة للعراق تحمل من العداء لإسرائيل نفس مستوى العداء الذي كان صدام يكنه لهذا الكيان، فالشعب العراقي حر وله ماضٍ عريق مثل الشعب اليمني، والحشد الشعبي يبلي اليوم بلاء حسناً في هذه المواجهة وهو يقوم بمهمة غير عادية».
المصدر عادل عبده بشر / لا ميديا