تقرير- عادل بشر / لا ميديا -
أكد تقرير حديث صادر عن معهد دراسات استراتيجية في واشنطن أن اليمن سيكون على رأس قائمة التحديات التي ستواجه الرئيس الأمريكي القادم منذ اليوم الأول لتوليه منصب رئاسة الولايات المتحدة.
وتعود طبيعة التحديات إلى الموقف اليمني المساند للشعب الفلسطيني منذ تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، في حرب الإبادة التي ينفذها كيان الاحتلال بحق قطاع غزة.
التقرير الصادر عن معهد دول الخليج للدراسات الاستراتيجية في واشنطن (AGSIW)، وأعده جريجوري د. جونسن، مدير معهد الصراع المستقبلي في أكاديمية القوات الجوية الأمريكية، تحت عنوان "مشاكل اليوم الأول: اليمن"، أوضح أنه في العشرين من كانون الثاني/ يناير 2025، "سيتم تنصيب كامالا هاريس أو دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة. وسوف يواجه من يؤدي اليمين في ذلك اليوم مجموعة من التحديات المتعلقة بالأمن القومي، وسيكون الحوثيون في اليمن على رأس القائمة".

فشل تحالف الردع
وأكد التقرير، وهو جزء من سلسلة تقارير يصدرها مركز (AGSIW) تتعلق بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، أن الاستراتيجية التي اتبعتها إدارة بايدن في تشكيل تحالف دولي تحت شعار "الدفاع عن الشحن التجاري والبحري في البحر الأحمر، وردع الحوثيين عن تنفيذ هجمات مستقبلية"، لم يُحقق المهمة المعلنة، "إذ نجح الحوثيون في إغراق سفينتين وألحقوا الضرر بالعديد من السفن الأخرى، وساهم تواتر الهجمات في مخاوف تجارية بشأن استخدام البحر الأحمر".
وحول الشق الثاني من هدف التحالف الدولي الذي شكلته الولايات المتحدة حماية لمصالح الكيان الصهيوني من هجمات القوات المسلحة اليمنية المساندة للشعب الفلسطيني، قال معهد الدراسات الاستراتيجية في واشنطن: "لقد فشل الشق الثاني من استراتيجية إدارة بايدن، وهو ردع الحوثيين عن تنفيذ هجمات مستقبلية".
وأضاف: "لم تتمكن الولايات المتحدة، رغم الغارات الجوية المتعددة، من إضعاف الحوثيين إلى الحد الذي يجعلهم غير قادرين على تنفيذ هجمات مستقبلية".

نهج هاريس
ورجح التقرير أن تحاول إدارة هاريس المستقبلية حل مشكلة  اليمنيين من خلال التعامل مع السبب الجذري، وهو العدوان "الإسرائيلي" على غزة، ونتيجة لهذا، ستحاول هاريس التوسط في وقف إطلاق النار كخطوة أولى نحو التوصل إلى اتفاق سلام، لافتاً إلى أنه "ومع ذلك، وعلى غرار إدارة بايدن، سرعان ما ستجد إدارة هاريس أنها لا تتمتع بالقدر نفسه من النفوذ لدى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كما افترضت".
وأضاف: "في حالة عدم قدرة إدارة هاريس على إنهاء دائرة العنف بين إسرائيل وحماس، فإنها ستحتاج إلى إجابة حول ما يجب القيام به مع الحوثيين؛ ولكنها ستجد نفسها محاصرة في الزاوية بينما يواصل الحوثيون مهاجمة الشحن التجاري في البحر الأحمر مع استمرار الحرب على غزة، وستشعر أنها مضطرة إلى الرد بقوة أكبر، واستهداف قائمة متزايدة من الأهداف في محاولة لإنهاء الهجمات اليمنية".
وأكد التقرير أن "أياً من هذه الخطوات لن يؤدي إلى تحقيق النتيجة النهائية التي تريدها الولايات المتحدة في اليمن، وهي إنهاء الضربات الحوثية في البحر الأحمر"، مرجعاً ذلك إلى أن أمريكا "ستجد صعوبة في إحداث تأثير كبير في تدفق الأسلحة إلى اليمن، ناهيك عن العدد الكبير من الأسلحة التي يمتلكها الحوثيون بالفعل"، حد وصفه، إضافة إلى أن "صنعاء تراهن على أنها قادرة على تحمل قدر أعظم من المصاعب والعقوبات التي ترغب واشنطن في فرضها عليها"، وأن صنعاء التي بنت قاعدتها المحلية خلال سنوات من الضربات الجوية السعودية والإماراتية، توقن أن القوة الجوية لا تستطيع هزيمتها، وكلما زاد عدد الضربات عليها زادت قوتها محلياً وعسكرياً.

نهج ترامب
وفيما يتعلق بالنهج الذي يرجح على إدارة ترامب انتهاجه، في حال فوزه بمنصب الرئيس، أفاد التقرير بأن ترامب في آخر يوم له في الفترة الرئاسية السابقة أدرج أنصار الله في قائمة "المنظمات الإرهابية الأجنبية"، ثم جاءت إدارة بايدن وأزالت التصنيف، لتعود بعد ذلك إلى تصنيفهم كـ"جماعة إرهابية عالمية محددة بشكل خاص"؛ ولكن رغم كل النقاش في واشنطن حول تأثير التصنيف، إلا أنه لم يكن له تأثير ملحوظ على قدرة الحوثيين العسكرية وعملياتهم في البحر الأحمر.
ورجح التقرير أن تعيد إدارة ترامب القادمة تصنيف حركة أنصار الله كمنظمة إرهابية أجنبية، والعمل على توسيع قائمة الأهداف في اليمن، بما في ذلك تنفيذ اغتيالات و"ضرب أهداف ذات قيمة عالية، على غرار ما فعلته باغتيال قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإسلامي، اللواء قاسم سليماني، في كانون الثاني/ يناير 2020".
ولكن التقرير أكد أن هاتين الخطوتين لن تؤديا إلى "إنهاء قدرات صنعاء وهجماتها في البحر الأحمر وما حوله"، مشدداً على أن اغتيال قيادات بارزة في دول أخرى قد تكون أظهرت بعض القيمة في إضعاف الجماعات المستهدفة قيادتها؛ ولكن الحوثيين نجوا، بل وازدهروا بعد وفاة قادتهم السابقين.
وأوضح تقرير مركز دول الخليج للدراسات في واشنطن، أن مؤسس حركة أنصار الله، السيد حسين بدر الدين الحوثي، استشهد قبل عشرين عاما، وبدلاً من الانقسام، أصبح أنصار الله أقوى تحت قيادة والد السيد حسين أولاً، ثم شقيقه الأصغر السيد عبدالملك الحوثي، مؤكداً أن "الحوثيين ليسوا مشكلة يمكن حلها ببضعة صواريخ موجهة في أماكن جيدة".
وخلص التقرير إلى أن الإدارة الأمريكية القادمة ستحتاج إلى استراتيجية تسمح لها بعدم التورط في صراع مفتوح مع اليمن".