
تقرير / لا ميديا -
المعارك في قطاع غزة مستعرة وتقوم فصائل المقاومة الفلسطينية بتجديد نفسها وتنفذ عمليات كبيرة ومدمرة لقوات الاحتلال الصهيوني.
وأعلنت كتائب القسام - الجناح العسكري لحركة حماس، أمس، قتل وجرح 15 جندياً صهيونياً بعملية نوعية في جباليا شمال قطاع غزة.
وفي التفاصيل قالت القسام إن مجاهديها تمكنوا من تفجير عبوة شديدة الانفجار في قوة صهيونية راجلة قوامها 15 جندياً صهيونياً خلال محاولتها اقتحام أحد المنازل وإيقاع أفرادها بين قتيل وجريح قرب مفترق الاتصالات غرب مخيم جباليا شمال القطاع.
وفي عملية أخرى أعلنت القسام استهداف دبابتين من نوع «ميركافا» وجرافة عسكرية من طراز (D9) بقذائف «الياسين 105» في حي الجنينة شرق مدينة رفح جنوب القطاع.
كما استهدفت القسام دبابة صهيونية في مقبرة الفالوجا وسط مخيم جباليا شمال القطاع، ودبابة في منطقة «التوام» شمال مدينة غزة وناقلة جند قرب محطة الخزندار شمال غربي مدينة غزة.
وقالت كتائب القسام: «قصفنا تحشداً لقوات العدو شرق معسكر جباليا شمال القطاع بقذائف الهاون».
إلى ذلك نشرت كتائب القسام مشاهد لتفجير عين نفق مفخخ في قوة هندسية تابعة للاحتلال في منطقة الريان شرق مدينة رفح.
غزة مسرح جريمة كبرى
وتتواصل الغارات والقصف الصهيوني على معظم أنحاء قطاع غزة بعد مرور أكثر من عام على عدوان الإبادة الصهيوني المدمر، وسط عمليات برية لقوات الاحتلال بمناطق في شمال القطاع، في مسعى لدفع من تبقى من السكان للنزوح نحو الجنوب.
ويستهدف القصف المدفعي مدينة غزة وأنحاء إضافية شمال القطاع، بكثافة شديدة منذ يومين.
وتتعرّض مناطق شمالي قطاع غزة لقصف وجرائم متواصلة، بالتزامن مع حصار مطبق وعمليات نسف وتدمير لتهجير السكان.
ويشهد شمال قطاع غزة عدواناً عنيفاً يستهدف البنية التحتية والطرقات، وما تبقّى من منازل المواطنين، فضلاً عن عزل المناطق عن بعضها.
وأصدر الاحتلال أوامر نزوح جديدة لسكان جباليا.
وأطلقت آليات الاحتلال شرقي مخيم جباليا نيرانها في اتجاه منازل الأهالي، فيما تتعرّض جباليا ومخيمها لقصف مدفعي متواصل عن عدد كبير من الشهداء والجرحى.
وبحسب مصادر إعلامية فقد تمّ انتشال 22 شهيداً وأكثر من 90 جريحاً من تحت أنقاض المباني التي قصفها الاحتلال خلال الساعات الماضية على جباليا البلد، فيما لا يزال هناك مفقودون.
وأحصت وزارة الصحة في غزة ارتكاب قوات الاحتلال 5 مجازر ضد الفلسطينيين خلال الـ48 ساعة الماضية، وصل منها للمستشفيات نحو 70 شهيداً ونحو 240 جريحاً، لترتفع بذلك حصيلة الضحايا منذ بداية العدوان في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، إلى 52,175 شهيدا ومفقودا و98,336 جريحا.
في سياق متصل وصفت حركة المقاومة الإسلامية حماس مجازر قوات الاحتلال في جباليا شمال قطاع غزة بأنها «تمثل انتقاماً من المدنيين العزل بغطاء أميركي».
وقالت حماس، في بيان، السبت: «مجازر الاحتلال النازي باستهداف مربع سكني في جباليا البلد مساء الجمعة الماضي، والتي أوقعت عشرات الشهداء والمصابين، هي استمرار لحرب الإبادة الصهيونية الإجرامية المستمرة بغطاء أميركي بحق شعبنا». وأشارت إلى أن «مجازر الاحتلال التي تشتد هذه الأيام ضد أهلنا في جباليا تهدف لمعاقبتهم على صمودهم على أرضهم ورفضهم كل محاولات التهجير». وتابعت: «الجرائم الإرهابية النازية التي تتواصل للعام الثاني تؤكد للعالم أن هذا الكيان المارق الفاشي متعطش للدماء والانتقام ولمزيد من الإبادة الجماعية بحق شعبنا في غزة والشعب اللبناني».
حصار وتجويع 200 ألف مدني
في السياق قال الدفاع المدني بقطاع غزة إن 200 ألف فلسطيني في منطقة جباليا يواجهون خطر الموت إما بالقصف وإما بالجوع والعطش في ظل الحصار الصهيوني الخانق المستمر منذ أسبوع.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني بغزة محمود بصل إن «قوات الاحتلال الصهيوني تحاصر جباليا لليوم السابع على التوالي، والسكان هناك بلا ماء ولا طعام ولا مقومات للحياة».
وأضاف: «200 ألف مواطن في منطقة جباليا يواجهون خطر الموت إما بالقصف الإسرائيلي أو الجوع والعطش في ظل الحصار البري المستمر».
وتابع: «الاحتلال لم يسمح للطواقم الطبية والدفاع المدني بالتزود بالوقود والمستلزمات الطبية، مما يؤثر سلبا على واقع المواطنين المحاصرين».
البيت الأبيض يبارك حرب الإبادة
من جهتها اعتبرت الدبلوماسية الأميركية، هالة راريت، التي استقالت من عملها في وزارة الخارجية، أن دعم الولايات المتحدة للكيان الصهيوني في عدوان الإبادة على غزة «سيظل وصمة عار على جبين الولايات المتحدة لأجيال».
راريت، التي كانت تعمل متحدثة باسم الوزارة باللغة العربية، استقالت من عملها في نيسان/ أبريل الماضي، احتجاجاً على الدعم الأميركي المطلق للكيان في عدوان الإبادة التي يشنها في غزة.
وأعربت راريت، أمس، عن استيائها مما سمته «السمعة السيئة» التي لحقت ببلادها جراء دعمها المطلق للكيان، وقالت: «إنه لأمر مدمر بالنسبة لي، ليس فقط كدبلوماسية أميركية، إنما كمواطنة أميركية أيضاً، أن يُنظر إلى بلدي، ليس في العالم العربي فحسب، بل في معظم أنحاء العالم، على أنه بلد قتلة الأطفال».
وأكدت أنها بذلت جهوداً لتغيير سياسة الإدارة الأميركية بشأن غزة قبل استقالتها، إلا أنها واجهت معارضة شديدة.
المصدر لا ميديا