تقرير- عادل بشر / لا ميديا -
نفذ الكيان الصهيوني وبإسناد من الولايات المتحدة الأمريكية، أمس الأول، جولته الثانية من العدوان على اليمن، مستهدفاً مواقع مدنية خدمية بمدينة الحديدة، بعضها سبق أن قام بقصفها في تموز/ يوليو الماضي، محاولاً من خلال الجولتين، خلق انتصار وهمي، بعد تلقيه ضربات يمنية موجعة، في أيلول/ سبتمبر المنصرم، كان أبرزها استهداف مطار "مطار بن غوريون" لحظة وصول رئيس حكومة الاحتلال "بنيامين نتنياهو" قادماً من أمريكا.
وفي الوقت الذي ظهر نتنياهو وقادة "جيش الاحتلال" بتصريحات إعلامية كنوع من "استعراض العضلات" بعد شن مقاتلاتهم الغارات على مدينة الحديدة، مطلقين التهديدات لمن وصفوهم بـأعدائهم البعيدين، كان محللون وخبراء سياسيون وعسكريون "إسرائيليون" يسخرون من الضربات الجوية الصهيونية على اليمن، مؤكدين أن "إسرائيل لن تستفيد من وراء الهجوم على الحديدة، سوى استقبال المزيد من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة التي تحمل علم اليمن واسم فلسطين"، وشددوا بأن "نتنياهو يسعى إلى انتصار وهمي يعيد له شعبيته المتدنية تحت أحذية الإسرائيليين".

5 شهداء و57 جريحا
واستهدف الطيران الصهيوني عصر أمس الأول، مدينة الحديدة، بـ17 غارة، نتج عنها استشهاد خمسة أشخاص وجرح 57 آخرين من العمال والموظفين والمناوبين، وفقاً لبيان صادر عن القوات المسلحة اليمنية، مساء أمس.
وشمل الاستهداف أربعة مواقع حيوية خدمية تمثلت في محطات كهرباء "ميناء الحديدة، والحالي، ورأس كثيب"، وخزانات الوقود في ميناء رأس عيسى النفطي بالصليف.
وإلى جانب الغارات الصهيونية، نفذ العدوان الأمريكي البريطاني غارتين، استهدفت مطار الحديدة الدولي، قبيل العدوان الصهيوني.

فرقعة إعلامية
الإعلام العبري، الذي لم يكن بعيداً عن هذه الهجمات، أشار إلى أن تكرار القصف على خزانات الوقود ومحطات الكهرباء في الحديدة، لا يهدف إلى نجاح عسكري، وإنما كمن "يضرب الهواء بصواريخ بملايين الدولارات"، حدّ تعبير أحد الخبراء العسكريين المتقاعدين في "جيش الاحتلال" لقناة "آي 24 نيوز" العبرية.
وأكد الخبير الصهيوني، أن "نتنياهو يدفع بإسرائيل إلى الهلاك من خلال مغامراته الفاشلة"، موضحاً أن "رئيس حكومة الاحتلال على استعداد أن يهد المعبد فوق الإسرائيليين مقابل أن يبقى هو على رأس الحكومة وبجانبه زوجته سارة".
فيما أفاد محلل صهيوني آخر، لذات القناة، بأن "الهجوم على الحديدة اليمنية بعشرات الطائرات الإسرائيلية، لا يصب إلا في خانة البحث عن فرقعة إعلامية تحفظ لنتنياهو ما تبقى من ماء وجهه".

إثارة للإعجاب
في السياق وصفت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية، عملية استهداف مدينة الحديدة بأنها "مثيرة للإعجاب"، مبدية الشكوك حول قدرة "القوات الجوية الإسرائيلية" على تحقيق المقصود من الضربات على اليمن، وهو "القضاء على قدرات الحوثيين".
وقالت الصحيفة، في مقال تحليلي، أمس إنه "عندما يتعلق الأمر بهدف الرد على الحوثيين، يبقى السؤال ما إذا كانوا سيتراجعون أم لا".
وأضافت: "يبدو أن قدرات الحوثيون لاتزال غير متأثرة إلى حد كبير. فهم يمتلكون صواريخ بعيدة المدى، وتمكنوا من تخزين الصواريخ الباليستية والصواريخ المجنحة والطائرات بدون طيار، على مدى العقد الماضي".. مشيرة إلى أن اليمنيين "خاضوا حرباً طويلة ضد التحالف السعودي الإماراتي ودول أخرى وخرجوا ناجحين".
وأكدت "وعلى هذا النحو، لديهم خبرة في القتال، وخاصة ضد الدول التي تمتلك أسلحة متطورة".
وأفادت "جيروزاليم بوست" العبرية بأن اليمنيين على مدى عام كامل منذ معركة "طوفان الأقصى" أصبحوا "أكثر قوة وجرأة، حيث هاجموا سفناً تجارية وواجهوا قوات بحرية، بما في ذلك البحرية الأمريكية، وكذلك القيادة المركزية الأمريكية. كما هاجموا إسرائيل وأسقطوا طائرات بدون طيار أمريكية من طراز ريبر إم كيو 9، ولازالت قوتهم تنمو أكثر".
وقالت: "مازال يتعين علينا أن نرى ما إذا كانت الضربات الإسرائيلية قادرة على كبح جماح الحوثيين" حد تعبيرها.. موضحة أن هجمات أمس الأول، على الحديدة، كانت معقدة وتهدف إلى تدمير قدرة القوات المسلحة اليمنية بشكل كامل.
ولفتت إلى أن العملية شاركت فيها عشرات الطائرات، بينها إف 35 وإف 15 وغيرها، فيما أفادت وسائل إعلام عبرية أن العملية شملت أيضاً طائرات بوينج 707 وطائرات استخبارية، كما شملت عمليات التزود بالوقود في الجو.

التدريب على الهجوم
إلى ذلك أفادت وسائل إعلام عبرية، بأن "القوات الجوية الصهيونية" أجرت تدريبات عالية منتصف حزيران/ يوليو الماضي، حاكت مهمة تنفيذ ضربات جوية على  مدينة الحديدة.
وأوضحت أن التدريبات تركزت على عمليات تزويد الطائرات الحربية الصهيونية بالوقود جوا عدة مرات خلال فترات زمنية قصيرة، وشاركت في تلك التدريبات طائرات "إف 35 وإف 15" وطائرة التزود بالوقود "بوينج 707".
وكان جيش العدو قد هدّد جبهة الإسناد اليمنية بالرد على استهداف قوتها الصاروخية مطار بن غوريون بصاروخ «فلسطين 2»، مساء السبت المنصرم، أثناء وصول رئيس حكومة الكيان، بنيامين نتنياهو، إلى المطار، عائداً من الولايات المتحدة. 
وأكدت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية هروب نتنياهو من مطار بن غوريون إلى منطقة «كرياه»، وقالت إنها حصلت على وثائق أظهرت، بالفعل، أن الهجوم بصاروخ من اليمن، جاء تزامناً مع وصول نتنياهو إلى المطار. كما وصفت صحيفة «ديلي إكسبريس» البريطانية العملية بمحاولة اغتيال نفذها «الحوثيون» ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي.