
أشاد قائد الثورة، السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، بالحضور المهيب للشعب اليمني إحياء لذكرى المولد النبوي الشريف، والذي وصفه بالاحتفال الأكبر في الأرض حباً لرسول الله في يوم مولده المبارك.
وقال قائد الثورة، في كلمته أمس للجماهير في ساحات المناسبة: "لقد أقمتم أكبر احتفال على وجه الأرض، حباً وتعظيماً وتوقيراً وإعزازاً ومحبة لأسمى وأعظم وأكمل وأرقى إنسان في تاريخ البشرية، وفرحاً وابتهاجاً وسروراً بنعمة الله وفضله ورحمته على المجتمع البشري بأن بعث خير خلقه وسيد رسله محمد صلى الله عليه وعلى آله لإنقاذ البشرية وإخراجها من الظلمات إلى النور".
وأضاف: "حضور شعبنا اليوم لا مثيل له على الأرض، حباً لرسول الله في يوم مولده المبارك".
وبارك للشعب اليمني وكل الأمة الإسلامية هذه المناسبة، مشيرا إلى أن الإحياء العظيم لهذه المناسبة هو من مظاهر الفرح والابتهاج والتقدير لنعمة الله تعالى والاعتراف بفضله ومنته.
ولفت إلى أن الدروس العظيمة الملهمة الهادية لمسيرة رسول الله الجهادية كفيلة بالارتقاء بالمسلمين من واقعهم المؤسف في هذا العصر الذي وصل بهم إلى درجة الخنوع والذلة في مواجهة اليهود الذين ضرب الله عليهم الذلة والمسكنة.
وأكد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي ضرورة تمسك المسلمين بقضيتهم المقدسة في حمل رسالة الله والالتزام بها، وحمل راية الإسلام الموعود بالغلبة، والتحرك وفق تعليماته المباركة، والثقة بالله والتوكل عليه في مواجهة التحديات والمخاطر والأعداء.
وشدد على أهمية التحلي بالروح المعنوية العالية والاستعداد للتضحية في سبيل الله، والبصيرة العالية والوعي واليقين، بما في ذلك الوعي القرآني بالأعداء على مختلف فئاتهم، وبطبيعة الصراع معهم وعوامل النصر وأسباب الهزيمة.
كما أكد أهمية الاستقامة وتقوى الله، والاهتمام العملي والجد والمثابرة والمسارعة تجاه المسؤولية، والتسلح بالصبر والثبات في مواجهة الصعوبات والتحديات، وكذا الحكمة والرشد والأخذ بالأسباب وحسن تقدير الموقف والإدارة الصحيحة للأداء على المستوى الاستراتيجي والتكتيكي.
وجدّد قائد الثورة تأكيد استمرار العمليات العسكرية اليمنية طالما استمر العدوان والحصار على غزة وكل فلسطين. وقال إن "عملياتنا مستمرة طالما استمر العدوان والحصار على غزة، وموقفنا ثابت حتى تطهير فلسطين المحتلة من براثن الاحتلال الصهيوني، ونصعّد في كل مرحلة تصعيد وننسق مع إخوتنا المجاهدين في فلسطين ومحور القدس والجهاد والمقاومة ونتحرك لفعل ما هو أكثر والقادم أعظم بإذن الله".
وأضاف: "عملية اليوم نفذتها القوة الصاروخية بصاروخ باليستي جديد بتقنية متطورة، تجاوز واخترق كل أحزمة الحماية التي يحتمي بها العدو ويتمترس بها، بما في ذلك منظومات الدفاع الجوي المتعددة والمتنوعة، إضافة إلى المدى البعيد، حيث قطع مسافة تقدر بـ2040 كيلومترا في غضون إحدى عشرة دقيقة ونصف الدقيقة، في إطار المرحلة الخامسة من التصعيد ضد العدو، ونصرة للشعب الفلسطيني".
وأشار إلى أن القوات المسلحة اليمنية تواصل عملياتها في البحار لاستهداف الحركة الملاحية المرتبطة بالعدو الصهيوني وشريكه الأمريكي، البريطاني وهي بحمد الله وتوفيقه عمليات ناجحة وفي غاية التأثير.
وتطرق قائد الثورة إلى ما تعانيه الأمة الإسلامية من مشاكل من قبل قوى الكفر والنفاق، وعلى رأسها أمريكا والكيان الصهيوني ومن يدور في فلكهم، مؤكداً ثبات الشعب اليمني على موقفه المبدئي الجهادي في حمل راية الإسلام والوقوف في وجه الطاغوت والاستكبار، وفي إطار مسؤولية المسلمين الجهادية لنصرة الشعب الفلسطيني المظلوم، الذي يرتكب الأعداء الصهاينة اليهود بحقه جرائم الإبادة الجماعية كل يوم.
وتوجه السيد القائد إلى الأمة الإسلامية جمعاء مذكراً إياها بالمسؤولية الدينية والواجب المقدس لنصرة الشعب الفلسطيني، امتثالا لقول رسول الله صلى الله عليه وعلى آله: "من أصبح لا يهتم بأمر المسلمين فليس منهم، ومن سمع منادياً ينادي يا للمسلمين ولم يجب، فليس من المسلمين".
ولفت إلى أن النهج الإيماني الذي سار عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو التمسك بالقرآن الكريم والتحرك العملي على أساس توجيهات الله، سائلا المولى عز وجل أن يكتب أجر الجميع على حضورهم وإحيائهم العظيم لهذه المناسبة المباركة.
وأشار إلى أنه في ظل الواقع الذي عاشه العالم قبل مولد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، كان الأمل الوحيد لخلاص وإنقاذ البشرية من ضياعها وضياع مستقبلها هو ما بقي معروفا ومأثورا من بشارة الأنبياء بالنبي الخاتم الذي ظهرت إرهاصات قرب مولده في تلك المرحلة المعتمة بالظلمات، مضيفا أن قوى الطاغوت كانت تسعى للحيلولة دون تحقق الخلاص ومنع تحقق الوعد الإلهي فقامت بحملتها الاستباقية لوأد المشروع الإلهي وتحرك حينها الجيش الحبشي الموالي للرومان ومن معه من مرتزقة العرب في حملة أصحاب الفيل باتجاه مكة لهدم الكعبة والسيطرة على الوضع هناك بما يمنع ظهور النور الإلهي؛ ولكن بحمد الله فشلت حملتهم ودمرهم الله تدميرا.
وأوضح السيد أنه في عام الفيل ولد رسول الله محمد بن عبدالله صلوت الله عليه وآله، لينشأ يتيما بعد وفاة والده ثم من بعد ذلك وفاة والدته، فرعاه الله برعايته ووفر له رعاية مميزة ونشأ نشأة مباركة وفريدة تفوق كل جهد بشري تربوي ولم يتدنس بشيء من دنس الجاهلية، وارتقى في سلّم الكمال الإنساني بإعداد إلهي بالمهمة العظيمة المقدسة، مضيفا أنه وفي تمام الـ40 من عمره ابتعثه الله بالرسالة وأنزل عليه القرآن الكريم، المعجزة الخالدة، والذي يحتوي رسالة الله ويتضمن خلاصة كتب الله السابقة وفيه الهداية الكافية للناس إلى قيام الساعة.
وأضاف السيد القائد أن الرسول صلوات الله عليه وآله بدأ حركته في مكة وعلى مدى 13 عاما ثم هاجر الى المدينة حيث لم يتوفق مجتمع مكة بالشرف المهم في احتضان الرسالة الإلهية، ولم يؤمن معه إلا القليل بعد أن أثرت عليهم الزعامات المستكبرة التي أصرت على الضلال.
وأوضح أن أعداء رسول الله، لحقدهم الشديد ورهاناتهم على إمكانياتهم الضخمة، اتجهوا لمحاربة الرسول؛ لكن الله أتى بالأمر لنبيه بالجهاد والتحرك في الميدان العسكري للتصدي للطاغوت وكسر شوكة الاستكبار، لافتا إلى أن الصراع ومع كونه حالة واقعية على مدى التاريخ، إلا أن الجهاد في سبيل الله كان له مميزاته الراقية التي تجلت في الأداء الجهادي في قيادة رسول الله على أرقى مستوى في مبادئه وقيمه وأخلاقه وأهدافه؛ لأن القضية التي يحملها الرسول هي أسمى قضية، هي نور الله وهديه المبارك، هي الحق في مواجهة الباطل، الخير في مواجهة الشر، والعدل في مواجهة الظلم.
ولفت السيد القائد إلى أن الأداء الجهادي للرسول والتحرك الميداني كان بأمر من الله، مضيفا أن الرسول الأعظم واجه مختلف فئات الكفر والشر التي أعلنت حربها على الإسلام من مشركي العرب واليهود وصولا إلى المواجهة مع امبراطورية الروم، الدولة الكبرى في تلك الفترة، وحقق الله لنبيه والمسلمين الانتصارات الكبرى والتنكيل والفتوحات العظيمة، وتجاوزوا التحديات، وتهاوت قوى الكفر واحدة تلو أخرى، رغم إمكاناتها الكبرى وما بذلت من جهد لمحاربة الإسلام.
وفيما يتعلق بالتحديات التي واجهها الرسول محمد ص الله عليه وآله وسلم، أوضح قائد الثورة أنه تجمع آنذاك خبث اليهود ومكرهم وغدرهم من جهة مع شراسة المشركين من المجتمع العربي الذي كان معروفا بالقتال العنيف والتوحش الى درجة وأد البنات والتمرس على القتال الدائم والاعتياد على القتل والسلب والنهب كسلوك اعتيادي؛ ولكنهم فشلوا جميعا حتى عندما وصلت المواجهة مع إمبراطورية الرومان بما تمثله من قوة، كلهم فشلوا وكانت نتائج مؤامراتهم ومكائدهم وحروبهم ضد الرسول والمسلمين هي انتصار المسلمين إلى درجة أن أصبحوا قوة فاعلة حاضرة في الساحة العالمية وفي الصدارة بين الأمم، متميزة برسالتها المقدسة.
وبشأن التغييرات الجذرية قال السيد القائد إن مسار التغيير في الجانب الحكومي والقضائي قد بدأ، مؤكدا أن "المسار متواصل حتى يلمس شعبنا ثمرة ذلك".
المصدر لا ميديا