تقرير / لا ميديا -
حذّر الإعلام الصهيوني، قبل أيام، عبر محلليه، من احتمالية انهيار قوات "الاحتياط" التي أنهكها التخبط والفشل في مواجهة المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وأمس بدت إحدى مظاهر هذا الانهيار بشكل واضح.
وأعلنت قوات الاحتلال و"مكتب وزير الأمن"، يوآف غالانت، مساء أمس الاثنين، أن الأخير أصدر تعليماته باستدعاء الجنود الذين خدموا في "قوات الاحتياط" وحصلوا مؤخرا على إعفاء من الخدمة العسكرية وما زالوا في أعمار تؤهلهم للخدمة.
هذا التحرك الصهيوني الاضطراري يأتي كذلك عقب تقارير صهيونية عن أن أكثر من 10 آلاف جندي معاق بسبب "الحرب على غزة".
قوات الاحتلال بررت هذا القرار بأنه يأتي في ظل "تقييم جديد الوضع ونطاق أنشطة القوات النظامية والاحتياطية" وكجزء من خطة الاحتلال لزيادة عدد الأفراد في الخدمة العسكرية، بحسب ما جاء في بيان مشترك لقوات الاحتلال و"مكتب وزير الأمن".
وأوضح البيان أن الاحتلال بدأ بالفعل في الاتصال بالمرشحين من الاحتياط للخدمة والذين خدموا في "وحدات حيوية".
وجاء في البيان: "في هذا الإطار، وبعد الانتهاء من الاستعدادات اللازمة، بدأ الجيش الإسرائيلي بتقديم الطلبات للمرشحين المعنيين الذين خدموا في التشكيلات الحيوية. ومن يتضح أنه مناسب للعودة إلى الخدمة وإلغاء قرار إعفائه، سيتم تكليفه بالخدمة في الوحدات المختلفة حسب الحاجة التشغيلية".
ومنذ شهور، تعاني قوات الاحتلال الصهيوني نقصا في عدد الجنود؛ بسبب عدوانه على قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وعملياته المكثفة بالضفة الغربية المحتلة، ومواجهاته مع حزب الله في المنطقة الحدودية مع لبنان.

المقاومة تواصل حصد "الاحتياط"
في إطار صيدها لجنود الاحتلال بشكل يومي وإيقاعهم بين قتلى أو جرحى ومعاقين، أعلنت المقاومة الفلسطينية أمس عن عمليات نوعية جديدة.
وقالت كتائب القسام - الجناح العسكري لحركة حماس إنها استهدفت 3 دبابات بقذائف "الياسين 105" وناقلة جند "نمر" وجرافة عسكرية (D9) بقذيفتي "تاندوم"، داخل مخيم بدر قرب ملعب عبد العال في حي تل السلطان غرب مدينة رفح.
وأقرت قوات الاحتلال، أمس، بمقتل جندي من لواء المظليين في معارك جنوب قطاع غزة، وكذلك مقتل جندي برتبة رقيب وإصابة ضابط بجراح خطرة في هجوم لحزب الله بمسيرة في الجليل الغربي.
وشهدت مدينة خان يونس، أمس الاثنين، معارك ضارية بين فصائل المقاومة الفلسطينية وقوّات الاحتلال، حيث تتواصل الاشتباكات المتقطعة في عدة محاور، فيما اندلعت اشتباكات مسلّحة شمال وغرب مخيّم النصيرات، وفي مدينة رفح جنوبيّ القطاع، وسط تواصل القصف والغارات على مختلف أنحاء القطاع، ما أسفر عنه استشهاد وإصابة العشرات.
وكانت كتائب القسام، وسرايا القدس - الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، تبنتا، أمس، تنفيذ العملية الاستشهادية التي وقعت مساء أمس الأول في عاصمة العدو "تل أبيب".
وأكدت القسام وسرايا القدس أن العمليات الاستشهادية بالداخل المحتل "أراضي 48"، ستعود للواجهة طالما تواصلت مجازر الاحتلال وعمليات تهجير المدنيين واستمرار سياسة الاغتيالات.
ونشرت كتائب القسام صورة بعنوان "قادمون"، تظهر فيها حافلة منسوفة ومحترقة بعد تفجيرها.
وفي إطار العدوان على غزة ارتفعــــت حصيلــــة الشـــــهداء والمفقودين إلى 50,139، بينما وصل عدد الجرحى إلى 92,743 مصابا منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وذلك مع تواصل قصف وغارات الاحتلال على أنحاء القطاع بعد 318 يوما على الحرب.
وتتواصل موجة النزوح داخل القطاع وسط الهجمات الجوية والبرية والبحرية التي ينفذها الاحتلال على مناطق متفرقة بالقطاع، والتي تستهدف مراكز الإيواء للنازحين والمناطق المأهولة.

 إعلام العدو: "إسرائيل" يقودها الخونة
من جهتها قالت صحيفة "هآرتس" الصهيونية إن "إسرائيل" يديرها أشخاص يخونون وظائفهم، مشيرة إلى أنّ رئيس حكومة الاحتلال يدهورها إلى الهاوية.
وأكد مقال الصحيفة الافتتاحي أمس أن القادة الصهاينة فشلوا في إدارة كيان الاحتلال "في زمن الحرب".
وأضاف المقال في حديثه عن نتنياهو ووزرائه أنّه "عندما يكون الهدف النهائي هو البقاء السياسي لرئيس الحكومة، فإن كل الوزارات هي مجرد ديكور في لعبة معروفة سلفاً: لعبة تسمُن فيها الأحزاب القطاعية، كل حسب درجة شهيته. وهذه الأحزاب لديها الكثير من الشهية".
وأكدت "هآرتس" أنّ من يدير كيان الاحتلال المؤقت جماعات تفضّل مصلحتها الخاصة واصفة إياهم بالخائنين، قائلة: "وزير المالية يُلحق الضرر بالاقتصاد، ووزير الأمن القومي يُلحق الضرر بالأمن القومي، ووزير التربية يُلحق الضرر بالطلاب، ورئيس الحكومة يدهور إسرائيل إلى الهاوية."
ويتفاقم التصدع داخل كيان الاحتلال الصهيوني ومجتمعه على خلفية فشل الاحتلال في العدوان على غزة وتحقيق ما يسميه "النصر في غزة"، وفشله أيضاً في إعادة الأسرى الصهاينة لدى المقاومة الفلسطينية في غزة، بل قتله لهم خلال العدوان على القطاع.