البحرية الملكية تعترف بالفشل: خلال 6 أشهر أسقطنا 9 مُسيّرات وصاروخا فقط
- تم النشر بواسطة عادل عبده بشر / لا ميديا

تقرير - عادل بشر / لا ميديا -
سحبت بريطانيا، أمس السبت، أهم وآخر مدمراتها من البحر الأحمر، بعد الفشل الذريع في التصدي للهجمات اليمنية المساندة للشعب الفلسطيني، ونتيجة لتعرضها لهجمات متكررة خلال مشاركتها تحالف حماية الكيان الصهيوني الذي تقوده الولايات المتحدة.
البحرية الملكية البريطانية، أفادت في بيان لها بأن المدمرة "إم إتش إس دايموند" والتي توصف بـ"جوهرة البحرية البريطانية" غادرت البحر الأحمر، متجهة إلى ميناء بورتسموث، وذلك بعد ستة أشهر من تواجدها في البحر الأحمر وخليج عدن للمساعدة في حماية السفن من هجمات من وصفتهم بـ"الحوثيين في اليمن".
وفي تأكيد على الفشل في التصدي للصواريخ والطائرات المسيرة اليمنية، أوضحت البحرية الملكية أن المدمرة "دايموند" وخلال مهمتها إلى جانب ما يُسمى "تحالف حارس الازدهار"، أسقطت تسع طائرات مسيرة وصاروخاً يمنياً، أثناء إبحارها لما يقرب من 44 ألف ميل في البحر الأحمر وخليج عدن.
واعترفت بحرية بريطانيا بأن "دايموند" تعرضت لاستهداف مباشر من قبل القوات المسلحة اليمنية لثلاث مرات في أوقات منفصلة، كان أبرزها في التاسع من كانون الثاني/ يناير الماضي، حيث اعتبرت وزارة الدفاع البريطانية الهجوم الذي تعرضت له "دايموند" بأنه "أكبر تهديد جوي في العصر الحديث".
وفي التاسع من حزيران/ يونيو المنصرم، أعلنت القوات المسلحة اليمنية، استهداف المدمرة "دايموند" في البحر الأحمر بعدد من الصواريخ الباليستية.. مؤكدة أن الإصابة كانت دقيقة.
وكانت البحرية البريطانية أعلنت أواخر أيار/ مايو الماضي، نيتها سحب "دايموند" من البحر الأحمر واستبدالها بـ"إتش إم إس دنكان" الأقل كفاءة، إلا أنها تراجعت عن ذلك رغم تحريكها "دنكان" صوب جبل طارق ليتبين لاحقا عدم جاهزيتها لمواجهة هجمات القوات اليمنية.
وجاء قرار بريطانيا الأخير بسحب "دايموند" عقب نداءات متكررة لحلفائها بشأن الوضع في البحر الأحمر.
ونقلت وسائل إعلام بريطانية عن مسؤولين في وقت سابق الأسبوع الماضي قولهم إن ضعف القدرات البحرية للبعثة الأوروبية وغياب حاملة الطائرات الأمريكية "آيزنهاور" يثقل كاهل البحرية البريطانية في مواجهة من وصفتهم بـ"الحوثيين".
وفيما تشير بعض التحليلات إلى أن دوافع سحب المدمرة البريطانية قد تعود لإصابتها من قبل القوات المسلحة اليمنية، إلا أن البعض يرى أن هذا يأتي ضمن مساعي بريطانيا لتعديل سياستها في المنطقة مع صعود حزب العمال وتشكيل حكومة جديدة.
وتعد "دايموند" من أهم البوارج البريطانية وظلت لندن تستعرض بها قبل انطلاق مهامها في البحر الأحمر، أواخر كانون الأول/ ديسمبر 2023م.
وكان قائد المدمرة "إتش إم إس دايموند" بيت إيفانز، قال في آذار/ مارس الماضي إن "الحوثيين" يستخدمون حاليًا أسلحة أكثر تقدمًا وأكثر فتكًا في البحر الأحمر وخليج عدن.
ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عن إيفانز قوله إن القوات البحرية الأمريكية والبريطانية في البحر الأحمر، تواجه صواريخ تنطلق من اليمن بسرعة تزيد عن ثلاثة أضعاف سرعة الصوت. وأضاف إيفانز أن "وتيرة العمليات صعبة في البحر الأحمر، ومستويات التركيز مرهقة، وقد تتعرض حياتك للخطر بعدة فترات قصيرة".
وصمة عار
في سياق آخر، قالت وسائل إعلام روسية إن "البحر الأحمر أصبح وصمة عار على البحرية اليمنية"، مؤكدة أن القوة البحرية لحلف شمال الأطلسي لا تستطيع هزيمة اليمنيين.
وذكرت صحيفة "سفوبودنايا بريسا" الروسية، في تقرير لها، أمس الأول، أن العملية العسكرية لتحالف ما يُسمى "حارس الازدهار" التي أطلقتها القوات البحرية للولايات المتحدة وبريطانيا، إلى جانب القوة التابعة للاتحاد الأوروبي، واجهتا معارك شرسة مع القوات المسلحة اليمنية.. موضحة أن ما وصفته بـ"فشل" حملة الناتو في اليمن، ينضم إلى قائمة طويلة من الحملات العسكرية الغربية الفاشلة من بينها الحرب الكورية عام 1953، وغزو فيتنام عام 1975، وفشل التدخل الأمريكي في الصومال عام 1993م، وغير ذلك.
وأضافت الصحيفة الروسية: "بعد أن أهانوا أنفسهم في العراق وأفغانستان وسوريا، ذهب الأمريكيون إلى اليمن. ومع ذلك، فإن جميع الخبراء المستقلين يشهدون بالفعل أن حملة "حارس الرخاء" كانت محكوما عليها بالفشل منذ البداية بسبب سوء الإعداد وضعف الذكاء والاستهانة بالعدو. وذلك لنفس الأسباب التي أدت إلى فشل العمليات الأمريكية في بلدان أخرى في الشرق الأوسط في السابق".
واستشهدت الصحيفة بمقال في صحيفة ديفينس بوست الأمريكية للعقيد البحري المتقاعد غاري أندرسن، الذي كان مستشارًا خاصًا لنائب وزير الدفاع الأمريكي، والذي قارن فيه العملية الأمريكية في اليمن وحرب فيتنام.. لافتاً إلى أن "الحوثيين اليمنيين" يستخدمون تكتيكات مماثلة للفيتناميين في إخفاء قاذفات الصواريخ، والآن أيضاً الطائرات بدون طيار.
وأضاف أندرسن: "هذه هي المرة الثانية خلال السنوات الأربع الماضية التي نأمل فيها أن يخرجنا أعداؤنا من الوضع الذي خلقناه بأنفسنا من خلال عدم كفاءتنا".
وذكرت الصحيفة الروسية أن الخبراء المدنيين، ولاسيما كيث جونسون وجاك ديتش، لديهم رأي منخفض للغاية بشأن الآلة العسكرية الأمريكية. ففي مقال للنشر الرسمي للسياسة الخارجية، كتبا: عار الأسطول الأمريكي في البحر الأحمر أقنع دافعي الضرائب الأمريكيين بأنه يدفع عبثًا مقابل صيانة أسطول ضخم وعديم الفائدة.
وكتب ديتش وجونسون بسخرية: "لقد حان الوقت لطرح الأسئلة الأكثر إيلاما حول براعة قواتنا البحرية، التي يتعين عليها تحمل وطأة أي مواجهة مستقبلية مع خصم كبير مثل الصين".
وأضافا: "ففي نهاية المطاف، إذا لم تكن كل قوة الأسطول الأمريكي قادرة على كسر إرادة الحوثيين اليمنيين، فماذا يمكن أن نقول عن الصين أو روسيا. وفي الوقت نفسه، فإن الرسائل العامة الصادرة عن القيادة المركزية الأمريكية عبارة عن ثرثرة مستمرة حول كيفية صد القوات الأمريكية "الشجاعة" للهجمات التي تشنها الطائرات بدون طيار والصواريخ والزوارق البحرية بدون طيار والتابعة للحوثيين".
المصدر عادل عبده بشر / لا ميديا