«لا» 21 السياسي -
فيما يلي ستة مؤشرات على بداية نهاية المشروع الصهيوني:
* تصدع المجتمع «الإسرائيلي»:
المؤشر الأول هو تصدّع المجتمع اليهودي «الإسرائيلي» وانقسامه إلى معسكرين متنافسين غير قادرين على إيجاد أرضية مشتركة. يمكن تسمية أحد المعسكرين المتنافسين في «إسرائيل» اليوم بـ«دولة إسرائيل». يضم هذا المعسكر يهوداً أوروبيين (وأحفادهم)، والمعسكر الآخر هو «دولة يهودا»، التي تنمو وتتوسع بين مستوطني الضفة الغربية المحتلة.
ومنذ تشرين الأول/ أكتوبر، غادر الكيان أكثر من نصف مليون «إسرائيلي» من الذين يمثلون «دولة إسرائيل»، وهذا مؤشر إلى أن الكيان تجتاحه «دولة يهودا».

* تفاقم الأزمة الاقتصادية:
المؤشر الثاني هو الأزمة الاقتصادية في «إسرائيل». ولا يبدو أن الطبقة السياسية لديها أي خطة لتحقيق التوازن في المالية العامَّة وسط الحروب المفتوحة على الحدود الجنوبية والشمالية والاعتماد الكامل والمتزايد على المساعدات المالية الأمريكية. إن الصراع القائم بين «دولة إسرائيل» و«دولة يهودا»، إلى جانب الحرب على غزة، جعل بعض النخب الاقتصادية والمالية تنقل رؤوس أموالها إلى الخارج. وأولئك الذين يفكرون في نقل استثماراتهم يشكلون القسم الأكبر من ال20% من «الإسرائيليين» الذين يدفعون 80% من الضرائب.
* «إسرائيل» معزولة ومنبوذة:
المؤشر الثالث هو عزلة «إسرائيل» الدولية المتزايدة، فهي تتحول تدريجياً إلى «دولة» منبوذة. بدأت هذه العزلة قبل 7 تشرين الأول/ أكتوبر، لكنها تكثفت منذ بداية حرب الإبادة الجماعية التي تشنها «إسرائيل» ضد قطاع غزة.

* فقدان يهود العالم:
المؤشر الرابع هو التغير الكبير في موقف جيل الشباب اليهود في جميع أنحاء العالم. فخلال الأشهر التسعة الماضية - عمر الحرب «الإسرائيلية» المستمرة على غزة، يبدو أن كثيراً من الشباب اليهود حول العالم باتوا على استعداد للتخلي عن ارتباطهم ب»إسرائيل» والصهيونية، والمشاركة بنشاط في حركة التضامن مع الفلسطينيين.

* جيش ضعيف:
المؤشر الخامس هو ضعف الجيش «الإسرائيلي». ليس هناك شك في أن هذا الجيش لا يزال قوةً جبَّارة ويمتلك أسلحة متطورة تحت تصرفه. لكن حدود هذه «القوة» انكشفت في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر. اليوم، بات المشروع الصهيوني يعتمد، أكثر من أي وقت مضى، على الإمدادات العسكرية العاجلة من الأمريكيين، وبكميات هائلة. وقد بدا واضحاً أيضاً أنه من دون هذه الإمدادات فإن «إسرائيل» عاجزة حتى عن مقاتلة فصائل مقاومة صغيرة. هناك الآن تصور واسع النطاق بين السكان اليهود في «إسرائيل» بأن «دولتهم» عاجزة عن الدفاع عن نفسها.
* قوة الشباب الفلسطيني:
المؤشر السادس والأخير هو تجدد الطاقة بين جيل الشباب الفلسطيني. فهو أكثر اتحاداً وترابطاً عضوياً ووضوحاً بشأن آفاقه من النخبة السياسية الفلسطينية. ونظراً لأن فئة الشباب وصغار السن الأكبر في العالم موجودة في قطاع غزة والضفة الغربية، فإن هذه المجموعة الجديدة سيكون لها تأثير هائل على مسار النضال من أجل التحرير.
وأعتقد أنه عاجلاً أم آجلاً سيؤدي الاندماج المتفجر لهذه المؤشرات إلى تدمير المشروع الصهيوني في فلسطين. وسواء رحّب الناس بالفكرة أو كانوا يخشونها، فإن انهيار «إسرائيل» أصبح أمراً متوقعاً. وينبغي أن يكون هذا الاحتمال هو مَن يتحكم بالنقاشات الخاصة بمستقبل المنطقة. كما يجب فرضه على جدول الأعمال عندما يدرك الناس أن المحاولة التي دامت قرناً من الزمن، بقيادة بريطانيا ثم الولايات المتحدة، لفرض دولة يهودية على دولة عربية، تقترب من نهايتها.
لقد نجحت المحاولة الأمريكية البريطانية في إنشاء مجتمع يضم ملايين المستوطنين، والعديد منهم الآن من الجيل الثاني والثالث. لكن وجودهم لا يزال يعتمد، كما كان الحال عندما وصلوا، على قدرتهم على فرض إرادتهم بالعنف على الملايين من السكان الأصليين، الذين لم يتخلوا قط عن نضالهم من أجل تحرير أرضهم وتقرير مصيرهم وإقامة وطنهم الحر.
المؤرخ «الإسرائيلي» إيلان بابيه
موقع «سايدكير»