تواصلت ولليوم الثالث توالياً، حالة السخط في الوسط الإعلامي وبين رواد شبكات التواصل الاجتماعي، نتيجة إقدام "جهة أمنية" على اقتحام منزل الزميل الإعلامي والناشط في منصات التواصل خالد العراسي، بالعاصمة صنعاء، فجر أمس الأول، واعتقاله واقتياده إلى جهة مجهولة.
وأكدت لصحيفة "لا" مصادر مقربة من أسرة العراسي، أنه وحتى اليوم، لايزال مكان احتجازه مجهولاً، ولا يعرفون الجهة التي اقتيد إليها، معربين عن قلقهم الشديد على حياته.
وقوبل اقتحام منزل العراسي وترويع أسرته واعتقاله، بتضامن واسع من قبل إعلاميين وناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي، الذين واصلوا، أمس، منشوراتهم المنادية بالحرية للزميل العراسي، مطالبين قيادة وزارة الداخلية بالكشف عن مصير العراسي عاجلاً، وتوضيح أسباب عملية الاقتحام لمنزله واعتقاله بتلك الطريقة، التي قالوا إنها "لا تصدر من دولة نظام ومؤسسات".
وأثار اقتحام منزل العراسي واعتقاله غضب الكثير لتتحول في غضون ساعات إلى قضية رأي عام محلي.
وكانت مصادر مقربة من أسرة الزميل الإعلامي خالد العراسي أفادت صحيفة "لا" بأن قوة أمنية ومسلحين مدنيين وشرطة نسائية، يستقلون طقماً أمنياً وباصا "معكسا" وطقماً آخر يحمل شعار "الأدلة الجنائية" وسيارة مدنية، اقتحموا في حوالي الساعة الخامسة والنصف فجر أمس الأول السبت، منزل خالد العراسي بالعاصمة صنعاء، بشكل أثار الهلع والرعب لدى أسرته وجيرانه وأهالي الحي.
وأوضحت المصادر أن القوة الأمنية قامت بطرق باب منزل العراسي، وحين فتح نجله الأكبر الباب، تم سحبه إلى الخارج وتكتيفه، لتقتحم الشرطة النسائية المنزل، وتبعها بعد ذلك رجال الأمن والمسلحون بالزي المدني، وقاموا باعتقال العراسي ووضع القيود على يديه وأخذ هاتفه واقتياده معهم دون إبلاغ أسرته بالجهة التي اقتيد إليها أو سبب مداهمة البيت واعتقاله بهذه الطريقة.
وبحسب المصادر فقد علمت أسرة العراسي من عاقل الحي أن الجهة التي اعتقلته هي "البحث الجنائي" وبعد متابعتهم للبحث الجنائي أخبروهم أنه ليس لديهم ولا علم لهم بما حدث، ليقوم أحد أصدقاء العراسي، بعد ذلك، بإبلاغهم بأنه مضبوط لدى جهاز الأمن والمخابرات، غير أن هذه المعلومة هي الأخرى لم تكن مؤكدة، حيث أُبلغت الأسرة خلال ساعات العصر أن خالد ليس في ضيافة الأمن والمخابرات.
واشتهر العراسي بانتقاداته اللاذعة لجوانب من الاختلالات في حكومة تصريف الأعمال، مستنداً في الكثير من منشوراته بمنصة فيسبوك، على وثائق رسمية يقوم بنشرها بين الآونة والأخرى، مقدماً في العديد منها، رؤوى تتضمن حلولاً ومعالجات لما يُسمى "الوضع المزري" في بعض القطاعات الحكومية وأبرزها قطاع الزراعة.
وفي الأيام الأخيرة تبنى الناشط العراسي، مع ناشطين آخرين على منصات التواصل الاجتماعي، حملة ضد المبيدات الفتاكة، المهربة والممنوعة التي يتم إدخالها إلى اليمن، لتتحول إلى قضية رأي عام.
ونشر العراسي وثائق عدة كشفت عن إدخال شحنات مبيدات سامة ومحظور تداولها، بينها مبيدات صهيونية، إلى أراضي الجمهورية اليمنية بكميات هائلة خلال السنوات الماضية، وتداول الناشطون ووسائل إعلام تلك الوثائق، مطالبين بإحالة جميع المتورطين في تلك الشحنات إلى القضاء بشكل عاجل.
وبينما كان الجميع يترقب إجراءات قانونية صارمة تجاه المتورطين بشحنات المبيدات السامة، وغيرها من القضايا التي تمس حياة الملايين من أبناء الشعب وتضر بتربته الزراعية وتستهدف أمنه الغذائي، فوجئوا بقوة أمنية تقتحم منزل الزميل العراسي وتعتقله، وتقتاده إلى جهة مجهولة.
واتهم ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي، جهات وصفوها بـ"الخفية" بأنها تعمل و"بشكل ممنهج" على ضرب مبادئ وأهداف وتوجهات ثورة الحادي والعشرين من أيلول/ سبتمبر، من خلال التصرفات "اللامسؤولة" والمسيئة للثورة وقيادتها ومنهجها، في وقت بلغت سمعة اليمن عنان السماء في مناصرة المظلوم ومقارعة قوى الاستكبار العالمي، وأصبح اليمن الحديث بقيادة سيد الثورة عبدالملك بدر الدين الحوثي، مضرب الأمثال، عالمياً، في الشجاعة والصدق والانتصار للمظلومين، وقدوة لكل أحرار العالم.


نجل العراسي يطالب بالكشف عن مصير والده
بدوره طالب نجل الزميل العراسي بالكشف عن مكان اعتقال والده، محملا السلطة كامل المسؤولية عن اختفائه.
وقال يحيى خالد العراسي في منشور على صفحته بالفيسبوك: "الى الآن لم تعلن أي جهة عن اعتقال أبي لديها".
وأضاف: نريد إعلامنا بالجهة المسؤولة عن اعتقاله والتصريح ما لم سيكون هذا اختطافا.