تقرير- عادل بشر / لا ميديا -
توازياً مع الغارات الأميركية البريطانية المستمرة وخصوصاً على محافظة الحديدة، غربي اليمن، تواصل القوات المسلحة اليمنية تنفيذ التزامها بقطع الممرات البحرية في البحرين الأحمر والعربي أمام السفن "الإسرائيلية" وتلك الداعمة والمتوجهة إلى كيان الاحتلال، حتى يوقف الأخير عدوانه وحصاره الغاشم على قطاع غزة، إضافة إلى استمرار اليمن في استهداف سفن التحالف الأمريكي البريطاني، نتيجة لعدوانهما على اليمن.
وفيما يحمل هذا الاستمرار بالمواجهة للشهر الرابع على التوالي، في مضامينه رسائل عدة، أوضحها السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، في خطابه الأخير، مؤكداً على أن ما يضع حداً للاستنزاف "الإسرائيلي" الأميركي البريطاني في عدد من الجبهات، هو وقف الحرب والاستجابة لمطالب المقاومة الفلسطينية، تُصر الولايات المتحدة على المضي في دعم جرائم الإبادة الجماعية للفلسطينيين، وفي ذات الوقت، الغرق أكثر في البحر الأحمر جراء فشلها الذريع في توفير الحماية للسفن الصهيونية، والمتجهة إلى فلسطين المحتلة، وعجزها عن ردع القوات اليمنية عن مواصلة قرار حظر الملاحة "الإسرائيلية" في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن.
في هذا الصدد لجأت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، إلى مراكز البحوث والاستخبارات الأمنية، للبحث العميق وتقديم خطط ومقترحات لإمكانية نجاح البحرية الأمريكية في مواجهة نظيرتها اليمنية، رغم الفارق الكبير في القوتين.
برنامج الدفاع والأمن في معهد الشرق الأوسط، والمتخصص بدراسة التحديات الأمنية التي تواجه الولايات المتحدة وشركاءها الإقليميين ومقره واشنطن قدم للرئيس الأمريكي تقريراً مفصلاً أعده 5 خبراء عسكريين بينهم 4 من كبار قيادات "البنتاغون" تحت عنوان "استراتيجية لمواجهة تهديدات الحوثيين في البحر الأحمر".
وأجمع الخبراء العسكريون في تقريرهم على أن الهجمات اليمنية في البحر الأحمر "متميزة" زاعمين بأن إيران هي من تدعم القوات المسلحة اليمنية وتقف خلف هذه الهجمات.
وجاء في التقرير "لأول مرة منذ أربعة عقود أصبحت المصلحة الأمريكية المباشرة معرضة للخطر بشكل متزايد" في إشارة إلى أن تورط الولايات المتحدة في محاولة توفير الحماية للسفن الصهيونية وما تلى ذلك من عدوان على اليمن، جعل من السفن الأمريكية هدفاً مباشراً للقوات اليمنية، الأمر الذي مثل تهديداً مباشراً للمصلحة الأساسية للولايات المتحدة في تدفق التجارة الأمريكية عبر البحر الأحمر.
وأكد التقرير أن المخاطر الاقتصادية الناجمة عن الأزمة المتفاقمة في البحر الأحمر، أصبحت واضحة بالفعل، وأن "هجمات الحوثيين أدت إلى قلب التجارة العالمية رأساً على عقب وأجبرت العديد من السفن على تجنب قناة السويس المصرية وأن ما لا يقل عن 90% من سفن الحاويات التي كانت تمر عبر قناة السويس تغير الآن مسارها حول أفريقيا ورأس الرجاء الصالح"، موضحاً أنه حتى الآن "يعد التأثير على سوق النفط أكبر بالنسبة لأوروبا والدول الضعيفة اقتصاديًا مما هو عليه بالنسبة للولايات المتحدة، ولكن إذا تصاعدت هجمات الحوثيين وتسببت في انقطاع كبير للإمدادات، فقد تكون هناك مخاطر جسيمة على تدفقات النفط وأسعاره يمكن أن ترتفع بسرعة، مما يؤدي إلى إشعال الضغوط التضخمية والتأثير على الاقتصاد الأمريكي".
وأورد الخبراء العسكريون في تقريرهم سبع نقاط كاستراتيجية لمواجهة "التهديد الحوثي بشكل فعال"، مؤكدين في ذات الوقت أن هذه الاستراتيجية قد تفشل في تحقيق النتائج المطلوبة والمتمثلة في "وقف هجمات الحوثيين واستعادة الردع الأمريكي".
وأقروا بأن تقليص قدرات القوات المسلحة اليمنية "ليس بالأمر السهل" وأنه بالرغم من أهمية المقترحات التي شملها تقريرهم فإنه "من غير المرجح أن تتمكن القوة الجوية الأمريكية وحدها في التصدي بشكل فعال للتهديد الحوثي".
يذكر أن القوات المسلحة اليمنية تؤكد مراراً سلامة الملاحة الدولية في البحرين الأحمر والعربي وباب المندب، لجميع السفن ما عدا السفن الصهيونية وتلك المتوجهة إلى موانئ الاحتلال، حتى يتوقف العدوان ويُرفع الحصار عن غزة، إضافة إلى استهداف سفن التحالف الأمريكي البريطاني المعتدي على اليمن والرامي لكسر الحصار البحري عن الكيان العبري.

مليون دولار لكل قنبلة
في سياق آخر صرح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أن كل قنبلة تسقط على اليمن تكلف الولايات المتحدة مليون دولار.
وقال ترامب أمام أنصاره في ميشيغان: "نحن نقصف اليمن، وكل قنبلة تكلف مليون دولار، لكن الشيء الأهم هو أننا نقتل الكثير من الناس".
وسابقاً وجه ترامب انتقادات لاذعة لإدارة الرئيس جو بايدن بعد توجيه القوات الأمريكية ضربات إلى مواقع في اليمن.
وكتب ترامب في حسابه على منصة "تروث سوشيال" للتواصل الاجتماعي: "اسمحوا لي أن أوضح.. نحن نلقي قنابل في جميع أنحاء الشرق الأوسط من جديد، حيث ألحقت هزيمة بـ"داعش"! ووزير دفاعنا الذي اختفى منذ خمسة أيام يدير الحرب عبر جهازه المحمول في غرفة المستشفى".
وأضاف: "والآن لدينا حروب في أوكرانيا و"إسرائيل" واليمن ولكن لا توجد أي "حرب" على حدودنا الجنوبية"، في إشارة إلى رفض الإدارة الأمريكية مطالب الجمهوريين بشأن اتخاذ إجراءات لحماية الحدود مع المكسيك على خلفية تدفق المهاجرين.
وشنت الولايات المتحدة وبريطانيا عدواناً سافراً على اليمن ونفذت سلسلة ضربات على صنعاء والحديدة وصعدة وغيرها من المحافظات، وذلك في محاولة فاشلة لثني اليمن عن قراره منع السفن الصهيونية والسفن المتوجهة الى الأراضي الفلسطينية المحتلة من المرور في البحر الأحمر.

مهمة الاتحاد الأوروبي
وبهدف تشجيع الكيان الصهيوني لمواصلة جرائمه الوحشية بحق الشعب الفلسطيني في غزة، يبدأ الاتحاد الأوروبي، اليوم، بنشر قوات بحرية له في البحر الأحمر.
وأفاد موقع (greek city times) اليوناني، بأن الاتحاد الأوروبي سيطلق، الاثنين 19 فبراير، قوة عمل بحرية جديدة تحمل الاسم الرمزي (EUNAVFOR ASPIDES) والخاصة بـ”حماية سفن الشحن التجارية في البحر الأحمر والمناطق المجاورة من هجمات الحوثيين”.
وأضاف الموقع أن العملية ستشمل في البداية مشاركة كل من فرنسا وإيطاليا وألمانيا واليونان، وربما دولاً أخرى ستشارك لاحقاً، وستكون اليونان مقراً للعملية، فيما ستتولى إيطاليا القيادة العسكرية لها. وأشار الموقع إلى أن العملية الأوروبية ستكون مهامها على عكس عملية ما تسمى "حارس الازدهار" التي تقودها الولايات المتحدة إذ ستكون عملية "أسبيدس" دفاعية بحتة، وتعتمد على مجموعة من السفن والطائرات لتوفير درع وقائية للسفن التجارية التي تعبر البحر الأحمر.
وكان مفوض السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي؛ جوزيب بوريل، أكد في وقت سابق أن مهمة البعثة الأوروبية ستكون دفاعية بطبيعتها، وستقتصر مهمتها على تأمين الطرق البحرية وحماية السفن التجارية فقط، وردع أي هجمات في البحر الأحمر، "ولن تكون جزءا من الهجمات ضد ‎الحوثيين" بحسب تصريحه.