صحيفة بريطانية تكشف تأييد الرياض ضربة عسكرية ضد صنعاء

عادل عبده بشر / لا ميديا
لاتزال الإدارة الأمريكية، في موقف صعب وحرج إزاء التطوّرات الأمنية في البحر الأحمر، خصوصاً أنّ اليمن لم تستجب للضغوط والإغراءات التي هدفت الى ثنيها عن إجراءاتها في منع مرور السفن الصهيونية أو تلك المتجهة إلى كيان الاحتلال، وإصرارها على الاستمرار بعملياتها العسكرية المساندة للشعب الفلسطيني، حتى إيقاف العدوان على فلسطين ورفع الحصار عن قطاع غزة وإدخال ما يحتاجه القطاع من غذاء ودواء.
حول هذا الموضوع، واصلت وسائل إعلام غربية وعربية، اليوم، الحديث عن المعادلة التي فرضها اليمن بدخوله الحرب ضد الكيان الصهيوني نصرةً لشعبنا الفلسطيني في غزة والضفة والغربية، وإدارة صنعاء لورقة البحر الأحمر وباب المندب بجدارة واقتدار.
صحيفة «الأخبار» اللبنانية، وفي تقرير لها، اليوم، أفادت بأنه في الوقت الذي تبدو الولايات المتحدة ومعها المملكة المتحدة متردّدة في حسم خياراتها التي يمكن أن تحقّق لها أهدافها بأقلّ الخسائر، يَظهر أن عامل الوقت يعمل لمصلحة اليمن، الذي سيكون على الغرب التعايش مع الواقع الذي فرضه اليمنيون ما لم يبادر الغرب إلى فعل شيء لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة.
وأشارت الصحيفة إلى أن ثمّة اعترافاً غربياً بأن كلّ الخيارات المطروحة على طاولة البيت الأبيض لن تفلح في كسر الحصار البحري على الكيان، فضلاً عن أنها تنطوي على مخاطر عالية، وقد تستتبع تداعيات في الداخل الأميركي في ما بات يُعرف بـ«عام الانتخابات»، بحسب وكالة «بلومبيرغ» الأميركية. كما يأتي ضيق الخيارات هذا في وقت يرى فيه مراقبون، من بينهم توربيورن سولتفيدت، المحلّل الرئيسي لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في شركة «فيريسك مابلكروفت»، بأن «هجمات الحوثيين في اليمن كانت بمنزلة ضربة إلى حدّ ما للنظام الذي تقوده الولايات المتحدة للحفاظ على البحار المفتوحة منذ عقود».
وتضيف الصحيفة: «بناءً على ما تقدّم، يبدو أنّ واشنطن قرّرت إعطاء الخيار الدبلوماسي فرصة إضافية، حاذيةً حذو الرياض التي تسعى إلى الاتفاق على وقف إطلاق نار دائم مع صنعاء».

السعودية تدعم استهداف اليمن
وبخلاف ما تناقلته وسائل إعلام غربية طوال الفترة الماضية، عن إحجام السعودية عن دعم الولايات المتحدة وحلفائها في التصعيد العسكري ضد اليمن، كشفت صحيفة التايمز البريطانية، اليوم، أن دولاً عربية أعربت عن دعمها لضربة أمريكية ضد من وصفتهم بـ«الحوثيين» في اليمن، لردعهم عن استهداف السفن المتجهة الى الكيان الصهيوني.
وأفادت الصحيفة في تقرير لها بأن السعودية هي من بين الدول الشرق أوسطية التي أبلغت الغرب بتأييدها أي هجوم ضد «الحوثيين» بذريعة تهديد الملاحة في البحر الأحمر، مرجعة أسباب التراجع السعودي إلى مخاوف مما وصفته بـ«تعنت» في اتفاق السلام.
وأوضحت الصحيفة أن السعودية كانت تخشى من أن أي عملية عسكرية أمريكية وبريطانية ضد صنعاء قد تفسد المحادثات الدائرة بين البلدين لإيقاف الحرب التي شنتها السعودية على اليمن، لكنها، وفقاً للصحيفة، باتت أكثر قناعة بتأييد أي تصعيد  عسكري ضد اليمن، مشيرة إلى اشتراطها أن تنفذ الهجمة على اليمن بالتزامن مع محاولات أمريكا لمنع تسرب رقعة الحرب من غزة.
ونقلت الصحيفة عن مصادر غربية مسؤولة قولها إن وجهة النظر السعودية بضرورة توجيه ضربة لـ«الحوثيين» تأتي من قناعتها بأن عدم الرد على الحركة في البحر الأحمر سيجعلهم يذهبون إلى المفاوضات مع المملكة «أكثر جراءة».. وأضافت: «إن أي محاولة لإقناع الحوثيين بوقف هجماتهم البحرية، بما في ذلك وعود بمزيد من المساعدات لليمن، لن تؤدي إلى نتائج، كيف يمكن إقناعهم للخروج من هذا السياق؟ فهم ينتصرون وبقوة وحققوا شعبية في المنطقة».

التطبيع مع الاحتلال
التسريبات البريطانية جاءت عشية تجديد وزير الدفاع البريطاني تهديده لصنعاء من مغبة أي هجمات جديدة في البحر الأحمر ضد السفن المرتبطة بالكيان المحتل، بعد أن كان تراجع مؤخرا على ضوء التهديدات اليمنية باستهداف مصالح بلاده.
كما تتزامن مع حراك أمريكي صهيوني سعودي، لإعادة ملف التطبيع بين المملكة والكيان المحتل إلى الواجهة، حيث كشفت القناة 12 العبرية أن بنيامين نتنياهو فتح قناة سرية مع البيت الأبيض بشأن تجديد التطبيع مع السعودية.. مشيرة إلى أن الشخص الذي يقود هذه الخطوة من جانب نتنياهو هو وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، الذي ناقش هذا الأمر مطولاً خلال اجتماعات في البيت الأبيض مع مستشار الأمن القومي جاك سوليفان، كما أن الموساد شريك في هذه المحادثات.
واعتبرت القناة أن الجانب السعودي لايزال مهتما بشكل كبير بالدفع نحو إبرام معاهدة دفاعية مشتركة مع الولايات المتحدة، وكذلك الدفع نحو إبرام صفقات أسلحة كبيرة كان من المقرر أن تكون جزءًا من اتفاقية التطبيع.
ومن وجهة النظر الأميركية، ذكر تقرير القناة العبرية أن اتفاقا محتملا مع السعودية يمكن أن يؤدي إلى تسخير الرياض في جهود إعادة إعمار غزة، وقد يشكل إنجازا سياسيا للرئيس الأميركي، جو بادين، في معركته لإعادة انتخابه رئيسا، ويمكن للاتفاق أن يكون صورة نصر لـنتنياهو.
وبحسب القناة يتحدث الأميركيون عن نافذة فرصة لإنجاز اتفاق التطبيع مدتها شهران أو ثلاثة أشهر على الأكثر، بسبب الانتخابات في الولايات المتحدة، أي حتى نيسان/ أبريل تقريباً.
في غضون ذلك أكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الذي وصل إلى «تل أبيب» اليوم قادما من السعودية، أنه ناقش مع ولي العهد السعودي، مسألة التطبيع مع «إسرائيل» وتنسيق الجهود لمرحلة ما بعد الحرب على غزة، قبل توجهه إلى «إسرائيل»، في إطار جولته المكثفة في المنطقة سعيا إلى تجنّب تحول الحرب في غزة إلى صراع إقليمي.
وقال بلينكن إنه في ما يتعلّق بالتطبيع «تحدثنا عن ذلك في الواقع في كل محطة (من الجولة) بما في ذلك بالطبع هنا في السعودية».
وجدد بلينكن دعم بلاده «لإسرائيل» في العدوان على غزة، مبررا الجرائم التي ترتكبها في قطاع غزة بـ»الدفاع عن النفس».
وطالب قوات الاحتلال بقتل الفلسطينيين بهدوء داعيا إلى «تجنب المزيد من الأضرار للمدنيين وحماية البنية التحتية المدنية» في غزة.
مراقبون اعتبروا هذا التصريح دعوة صريحة لمواصلة مزيد من المجازر في غزة.
وكانت المحطات السابقة لبلينكن قادته على التوالي إلى تركيا واليونان والأردن وقطر والإمارات.