عادل عبده بشر / لا ميديا
يوماً بعد آخر تثبت تصريحات وتحركات المسؤولين في واشنطن ولندن ودول غربية أخرى، نجاعة المعادلة التي فرضتها القوات المسلحة اليمنية، في دخولها الحرب ضد الكيان الصهيوني دعماً وإسناداً للشعب الفلسطيني في غزة والضفة والغربية، كما تشير الجولة المستعجلة لوزير خارجية أمريكا، أنتوني بلينكن، لدول خليجية بالإضافة إلى الأردن وتركيا والكيان العبري، تزامناً مع زيارة وزيرة خارجية ألمانيا، أنالينا بيربوك، الى «تل أبيب» وتصريحاتها حول حفظ أمن «إسرائيل» ضد التهديد القادم من اليمن، إلى أن الأجواء ستكون عاصفة في البحر الأحمر خلال الأيام القادمة.
واتساقاً مع هذه التحركات والمساعي الأمريكية والغربية لإنقاذ الكيان المحتل من المخنقة التي فرضتها صنعاء عليه، جددت اليمن التأكيد على استمرارها في منع السفن المرتبطة بالاحتلال من عبور البحر الأحمر، محذرة من تسبب الدعم الأمريكي لـ«تل أبيب» في اتساع رقعة الحرب بالمنطقة.
وقال رئيس الوفد الوطني محمد عبدالسلام، عبر منصة X معلقا على تصريحات لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بشأن العمليات اليمنية في البحر الأحمر، إن «تصريحات المسؤولين الأمريكيين عن تطورات البحر الأحمر وكأنها تهديد لمصالح العالم محاولة أمريكية لصرف الأنظار عن المذابح الإسرائيلية بحق أهل غزة وهذا ما يجب أن يتوقف عنده كل العالم».
وأشار عبدالسلام إلى أن «إصرار النخبة الحاكمة في واشنطن على الذهاب بعيدا في دعم إسرائيل ضد غزة من شأنه تفجير المنطقة» مشدداً بأن «على أمريكا أن تتحمل عواقب هذا الصلف وأن تدرك أن عسكرتها للبحر الأحمر لن تمنع اليمن من مواصلة عمليات الإسناد للمقاومة الفلسطينية في غزة».
وكان بلينكن اتهم من وصفهم بـ«الحوثيين» في اليمن بالتسبب في تعطيل أكثر من 20 بالمئة من الشحنات الدولية في البحر الأحمر.
وبدأ وزير الخارجية الأمريكي، أمس الأول، جولته الشرق أوسطية التي من المقرر أن تستمر حتى الـ11 من الشهر الجاري، من تركيا، تلاها بقطر والإمارات والسعودية والكيان المحتل، والأردن، وسيختتمها في مصر، بحسب بيان الخارجية الأمريكية.
وكشف بلينكن، الاثنين، كواليس جولته في الخليج، مؤكداً في تغريدة على صفحة الخارجية الأمريكية بمواقع التواصل الاجتماعي بحثه تمويل تحالف بلاده لحماية «إسرائيل» في البحر الأحمر.
وتأتي جولة بلينكن في أعقاب فشل وزير الدفاع الأمريكي بإقناع دول المنطقة، عدا البحرين، بالانضمام إلى التحالف البحري المسمى «حارس الازدهار» لفك الحصار اليمني على الكيان العبري، رغم تأكيد مسؤولين أمريكيين بأن عدداً من الدول ستشارك في التحالف البحري بشكل سري، موجهين الأنظار بشكل غير مباشر نحو الإمارات والسعودية، وخصوصاً في ما يتعلق بجانب التمويل لهذا التحالف.

ألمانيا تكافئ السعودية
في غضون ذلك أعلنت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك أن برلين أصبحت مستعدة للسماح ببيع مقاتلات يوروفايتر للسعودية، وذلك بعد سنوات من الفيتو الألماني على بيع هذا النوع من الطائرات.
وأشارت بيربوك، خلال زيارتها إلى «تل أبيب» أمس الأول،  إلى دور الرياض في تعزيز أمن «إسرائيل» باعتراض الصواريخ التي تطلقها اليمن باتجاه الكيان المحتل، وقالت إن السعودية تلعب دورا بناء في الأزمة المتمخضة عن الحرب بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الصهيوني.
وأوضحت بيربوك أن الحكومة الفيدرالية الألمانية «لا تعارض الاعتبارات البريطانية» حول بيع مزيد من مقاتلات يوروفايتر للسعودية، مشددة على دور الرياض البناء في ما سمتها «الأزمة الأمنية» التي تشهدها المنطقة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023م.
وكانت ألمانيا جمدت مبيعات الأسلحة للرياض منذ مقتل الصحافي جمال خاشقجي أواخر عام 2018، في عملية أنحت الاستخبارات الأمريكية خصوصا باللائمة فيها على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان. وأدت الاعتراضات الألمانية إلى عرقلة طلبية كبيرة لشراء 48 طائرة يوروفايتر تايفون تم توقيعها في لندن خلال زيارة للأمير السعودي قبل سنوات عدة.
وتقود المملكة المتحدة وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا برنامج «يوروفايتر» الذي يجمع شركات مصنعة هي «بي إيه إي سيستمز» و«إيرباص» و«ليوناردو».
وأشارت بيربوك خلال وجودها في «إسرائيل» إلى أن السعودية وإسرائيل «لم تتخليا عن سياسة التطبيع» بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، مضيفة: «واقع أن السعودية باتت تعترض الصواريخ التي يطلقها الحوثيون على إسرائيل يؤكد هذا، ونحن ممتنون لذلك».
وتابعت أن استخدام القوات الجوية السعودية أيضا مقاتلات يوروفايتر في هذا الإطار هو أمر «لم يعد خافيا».
وقالت بيربوك: «السعودية تسهم بصورة حاسمة في أمن إسرائيل، حتى في هذه الأيام، وهي تساعد في احتواء خطر اندلاع» نزاع إقليمي.