تفاصيل عملية فجر الثاني عشر من كانون الأول.. اليمن تنفذ تهديدها وتُشعل البحر الأحمر في وجه الكيان
- تم النشر بواسطة عادل عبده بشر / لا ميديا

عادل عبده بشر / لا ميديا -
تصاعدت وتيرة العمليات العسكرية اليمنية ضد الكيان الصهيوني ومصالحه وخصوصاً منذ إعلان صنعاء مساء السبت الفائت، منع كافة السفن المتجهة إلى موانئ الاحتلال، من أي جنسية كانت، من المرور في البحرين الأحمر والعربي، إذا لم يدخل لقطاع غزة ما يحتاجه من الغذاء والدواء، مؤكدة أن أي سفينة ستخالف هذا القرار ستعتبر هدفاً مشروعاً للقوات اليمنية.
وفي تطبيق فوري للتهديد الجديد، استهدفت القوات المسلحة اليمنية في حكومة تصريف الأعمال بصنعاء، فجر اليوم الثلاثاء بصاروخ بحري سفينة نرويجية كانت متجهة نحو «إسرائيل» بعد رفضها النداءات والتحذيرات الموجهة إليها، لتشتعل بذلك وسائل الإعلام العالمية ومنصات التواصل الاجتماعي، التي ضجّت بتحليلات خبراء السياسة والاقتصاد، مؤكدة في مجملها أن صنعاء أثبتت مجدداً، أن لا عودة من قرارها بالتصعيد ضد «إسرائيل» حتى إيقاف الحرب على الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية.
ووصف خبراء هذا التصعيد اليمني بأنه «تطور نوعي فاق التوقعات» وأن القرار اليمني الصادر من صنعاء «تجاوز كل العتبات والخطوط والموانع التي فُرضت كقواعد اشتباك وخطوط تماس، ومعاهدات تطبيع مجانية، وضعتها أمريكا، وكسرها اليمن عبر قيادته في صنعاء».. لافتين إلى أن صنعاء أعلنت موقفاً عسكرياً غير مسبوق في تاريخ الصراع، دون أن تبحث عن دور أو بطولة، بل سخرت عملياتها للضغط من أجل إيقاف العدوان على غزة ورفع الحصار، وهو موقف مسؤول ليس فيه استعراض قوة، بل وقفة حق في وجه طغيان عالمي.
قواتنا المسلحة تستهدف سفينة نرويجية متجهة إلى كيان العدو
أعلنت القوات المسلحة اليمنية، اليوم، تنفيذ عملية عسكرية نوعية ضد سفينة تابعةٍ للنرويج كانت محملة بالنفط ومتجهةً إلى كيان العدو الصهيوني، وذلك بعد رفض طاقم السفينة كافة النداءات والتحذيرات الموجهة لها.
وأوضحت في بيان تلاه الناطق الرسمي للقوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع، أن «القوات البحرية في القواتِ المسلحةِ اليمنيةِ نفذت عمليةً عسكريةً نوعيةً ضدَّ سفينةِ «ستريندا» تابعةٍ للنرويج، كانت محملةً بالنفط ومتجهةً إلى الكيانِ الإسرائيلي وقد تمَّ استهدافُها بصاروخٍ بحريٍّ مناسب».
وأكد أن العملية جاءت «انتصاراً لمظلوميةِ الشعبِ الفلسطينيِّ الذي يتعرضُ في هذه الأثناءِ للقتلِ والتدميرِ والحصارِ في قطاعِ غزة، واستجابةً لنداءاتِ الأحرارِ من أبناءِ شعبِنا اليمني العظيمِ وأبناءِ أمتِنا».
وأشار إلى أن القواتِ المسلحةَ اليمنيةَ نجحتْ خلالَ اليومينِ الماضيين في منعِ مرورِ عدةِ سُفُن استجابتْ لتحذيراتِ القواتِ البحريةِ اليمنيةِ ولم تلجأْ لاستهدافِ السفينةِ النرويجيةِ المحملةِ بالنفطِ إلا بعدَ رفضِ طاقمِها كافةَ النداءاتِ التحذيرية.
وشدد العميد سريع على أن «القواتِ المسلحةَ اليمنيةَ لن تترددَ في استهدافِ أي سفينةٍ تخالفُ ما وردَ في البياناتِ السابقة»، مضيفا أن «القواتِ المسلحةَ اليمنيةَ تؤكدُ استمرارَها في منعِ كافةِ السفنِ من كلِّ الجنسياتِ المتجهةِ إلى الموانئِ الإسرائيليةِ من الملاحةِ في البحرينِ العربي والأحمرِ حتى إدخال ما يحتاجُه إخوانُنا الصامدونَ في قطاعِ غزةَ من غذاءٍ ودواءٍ».
وكانت القوات المسلحة أعلنت، السبت الفائت 9 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، منع مرور السفن المتجهة إلى الكيان الصهيوني من أي جنسية كانت، إذا لم يدخل لقطاع غزة حاجته من الغذاء والدواء، موضحة أن هذا القرار جاء نتيجة لاستمرار العدو الصهيوني في ارتكاب المجازر المروعة وحرب الإبادة الجماعية والحصار بحق إخواننا في غزة.
اعتراف صهيوني
وعقب بيان القوات المسلحة اليمنية، كشفت هيئة البث «الإسرائيلية» أن السفينة النرويجية التي اعترضت مسارها في البحر الأحمر القوات اليمنية «كان من المقرر أن تصل إلى ميناء أسدود، أوائل يناير/ كانون الثاني المقبل».
وقالت الهيئة: «كان من المفترض أن تدخل السفينة النرويجية ستريندا، التي أصيبت بصاروخ أطلقه الحوثيون قبالة سواحل اليمن، ميناء أسدود في 4 يناير/ كانون الثاني المقبل».
وأوردت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية أن السفينة ستريندا كانت تحمل موادّ كيميائية ومتجهة إلى مرفأ أسدود «وكان يُفترض أن ترسو فيه في الرابع من يناير/ كانون الثاني».
وأعلنت وسائل إعلام عبرية، مساء اليوم، أن «جيش» الاحتلال أرسل سفينة من طراز «ساعر 6» إلى البحر الأحمر، لمواجهة التهديدات البحرية.
صاروخ كروز
من جهتها أعلنت القيادة المركزية الأميركية “سنتكوم” أنّ صاروخاً أطلقته جماعة “أنصار الله” أصاب ناقلة ترفع علم النرويج أثناء إبحارها قبالة اليمن، مشيرة إلى أنّه لم ترد في الحال أنباء عن وقوع ضحايا من جراء هذه الضربة.
وقالت سنتكوم في منشور على منصّة إكس (تويتر سابقاً)، إنّ السفينة ستريندا، وهي ناقلة مواد كيميائية، أصيبت أثناء مرورها في باب المندب بصاروخ مجنّح (كروز) مضادّ للسفن أُطلق من اليمن من منطقة يسيطر عليها الحوثيون.
وأضافت أنّ السفينة أبلغت عن «وقوع أضرار تسبّبت في نشوب حريق على متنها»، مشيرة إلى أنّه لم ترد في الحال أنباء عن وقوع ضحايا.
وبحسب البيان فقد لبّت المدمّرة «يو إس إس ميسون» التابعة للبحرية الأميركية نداء استغاثة أطلقته السفينة النروجية ومدّت لها يد العون.
والناقلة «ستريندا» يبلغ طولها 144 متراً وعرضها 24.2 متراً، وبنيت في 2006 وكانت تبحر باتجاه قناة السويس.
وتعود ملكية السفينة لـ”موينكل كيميكال تانكرز إيه إس”، وهي شركة مقرّها الرئيسي في بيرغن في النرويج.
وفي السياق قال الجيش الفرنسي إن سفينة حربية تابعة له اعترضت ودمرت طائرة بدون طيار أطلقت على ناقلة النفط النرويجية ستريندا.
وفي وقت سابق، اليوم، قال مكتب التجارة البحري البريطاني في منشور على «إكس» إنه تلقى تقريرا عن حادث أثر على سفينة في محيط باب المندب غربي ميناء المخا في اليمن، مما أدى إلى نشوب حريق عليها.
وأعلنت إدارة عمليات التجارة البحرية البريطانية، اندلاع حريق على متن سفينة قرب باب المندب، وقالت إنها تنصح السفن بتوخي الحذر.
الرئيس المشاط: دفاعنا عن فلسطين هو دفاع عن اليمن والأمة والبشرية جمعاء
أشاد رئيس المجلس السياسي الأعلى القائد الأعلى للقوات المسلحة في صنعاء، المشير مهدي المشاط، اليوم، بمواقف رجال الجيش اليمني إلى جانب فصائل المقاومة الفلسطينية والمقاومة الإسلامية في لبنان.
جاء ذلك في رسالة وجهها المشاط، لرجال القوات المسلحة اليمنية أبطال الجيش اليمني المؤمن المجاهد -فرسان القدس والمسجد الأقصى.
وأكد المشاط أن دفاع اليمن عن فلسطين والقدس ومساندة غزة في هذه المعركة الكبيرة والظروف القاهرة، لهو دفاع عن اليمن وعن الأمة والبشرية جمعاء.
وأشار إلى أن الأمة الإسلامية تخوض مرحلة حساسة في صراعها مع العدو الأمريكي الذي طغى في الأرض وأكثر فيها الفساد، وجرائمه اليوم في غزة ليست جديدة، بل هي نقطة واحدة فقط في سجل جرائمه البشعة بحق البشرية، منذ نشأته وظهوره.
وأضاف: «إن دفاعنا عن فلسطين وعن القدس ومساندة غزة في هذه المعركة الكبيرة والظروف القاهرة، لهو دفاع عن اليمن وعن الأمة والبشرية جمعاء وعلينا أن نحمد الله ونشكره أن وفقنا للوقوف هذا الموقف المتقدم في الانتصار للمستضعفين من عباده».
وشدد الرئيس المشاط بأن على الجميع بذل أقصى الجهود لضرب الأعداء، خاصة مع تصاعد الأخطار المحدقة وتصعيد العدو الإسرائيلي.
كما شدد على رفع مستوى الجهوزية القتالية والاستعداد لمواجهة كل الاحتمالات، مؤكدًا على الثقة بنصر الله.
محمد عبدالسلام: رهان «إسرائيل» على المرتزقة خاسر
أكد الناطق الرسمي لأنصار الله، محمد عبدالسلام، أن رهان إسرائيل ومن يقف خلفها على مرتزقة اليمن لحمايتها هو رهان خاسر.
وقال عبدالسلام، في تدوينة له على حسابه في منصة إكس، اليوم، إن فلسطين تعد قضية جامعة، وأي تقاعس أو حياد فضلًا عن اتخاذ مواقف سلبية هو انخراط مجاني وغبي مع إسرائيل ضد فلسطين وغزة.
وأوضح أن الشعب اليمني بجميع أطيافه وفئاته يأبى الذل والهوان ولا يرضى بخذلان غزة في هذا الوقت العصيب ويبارك عمليات القوات المسلحة ويدعو إلى الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني.
وبيّن عبد السلام أن رهان «إسرائيل» ومن يقف خلفها على مرتزقة هنا أو هناك يعملون على إعاقة عمل القوات المسلحة اليمنية فهو رهان على انتهازيين فاشلين أسقطوا أنفسهم أولًا بخيانة اليمن، وزادوا سقوطًا بخيانة قضية فلسطين.
وكان قائد ما تسمى القوات البحرية في حكومة المرتزقة، أعلن أمس، عن رغبتهم في المشاركة في القوة الدولية التي تسعى أمريكا إلى تشكيلها، لمواجهة من سماهم ”الحوثيين” لتأمين الملاحة البحرية في البحر الأحمر، في إشارة إلى حماية السفن الصهيونية في البحر الأحمر من هجمات القوات البحرية اليمنية في صنعاء.
المصدر عادل عبده بشر / لا ميديا