حوار / عادل عبده بشر / لا ميديا -
السجّان الصهيوني الذي زَجَ بها في المُعتقل متوعداً بحرمانها من رؤية الشمس مرة أخرى، هو ذاته من جاء مكسوراً مهزوما ليفتح باب السجن وتنال الأسيرة حُريتها.
كل الفلسطينيين يعرفون الأسيرة المُحررة حنان صالح البرغوثي «أُم عناد البرغوثي» فمنذ الطفولة عرفت حنان البرغوثي طريق النضال والمعتقلات، خلف والديها وشقيقيها ثم أولادها.
تنتمي حنان إلى عائلة مجاهدة لطالما كانت هذه العائلة نموذجاً للنضال الفلسطيني، وكأنها تغذي السجون بأبطالها وتروي الأرض بشهدائها.
حصلت «أُم عناد البرغوثي» على حريتها ضمن الدفعة الأولى في صفقة تبادل للأسرى بين المقاومة الفلسطينية في غزة، والاحتلال الصهيوني، خلال فترة الهدنة المؤقتة أواخر تشرين الثاني/ نوفمبر 2023م، وكان لصحيفة «لا» اليمنية شرف الالتقاء بها في حوارٍ صحفي جسده في القدس ونبضه في صنعاء.

لَستُم وحدكم
بداية نُرحب بكِ ضيفة عزيزة على صفحات صحيفة «لا» اليمنية وموقع «لا ميديا» الإلكتروني وبين أشقائكم وأهلكم في يمن العروبة والإٍسلام.
وأنا كُلّي فخر واعتزاز أن أحظى بهذا التكريم من صحيفة يمنية، تصدر من صنعاء؛ القلب النابض بفلسطين، ويُسرني أن أتوجه بالتحية والتقدير والشكر لصحيفة «لا» التي سعت من أقصى الجنوب الغربي لشبه الجزيرة العربية لإجراء هذا اللقاء الصحفي معي، وإن كان اللقاء تم عبر الإنترنت، إلا أننا ومن خلال الاهتمام الذي أبدته هذه الصحيفة بالأسرى الفلسطينيين، والبحث عن وسيلة للتواصل معي، ومع أسيرات فلسطينيات أُخريات، والمتابعة المستمرة منكَ شخصياً الصحفي اليمني الفلسطيني العربي، كل ذلك يُمثِّل لنا الكثير وكأنكَ قطعت السهول والجبال والصحارى، مشياً على الأقدام حتى وصلت إلى فلسطين للالتقاء بالأسرى المُحررين، والمقاتلين والمواطنين الثابتين على الأرض ثبوت الرواسي، وكما أن الجغرافيا البعيدة لم تمنع الصواريخ والطائرات المُسيّرة اليمنية من الوصول إلى الأراضي المحتلة، وإسناد أهلهم في غزة والضفة، فإن هذا المنبر الإعلامي هو الآخر أصرّ على الوصول إلى فلسطين ليقول لنا «لستم وحدكم، نحن معكم»، فسلامٌ عليكم أهلنا في اليمن، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، رضي الله عنكم وأرضاكم ونصركم وأيدكم مثلما نصرتمونا، وكنتم ومازلتم الدعامة الأساسية بجانب مقاومتنا الباسلة، بخوضكم الحرب ضد الاحتلال الصهيوني، رغم البعد الجغرافي ورغم الأوضاع الصعبة التي يعيشها اليمن جراء الحرب التي شُنّت عليه لتسع سنوات، ومع ذلك كنتم داعمين ومساندين لنا، وأقمتم الحُجة على الكثير.

تاريخ من النضال
معروف أن حنان البرغوثي تنتمي إلى أسرة عريقة ضاربة جذورها في الأرض الفلسطينية، ومشهود لها بالتضحية والنضال المتوارث ضد الاحتلال الصهيوني، هلّا حدثتنا عن رحلتك في طريق النضال؟
أنا حنان البرغوثي أم عناد البرغوثي، من قرية كوبر محافظة رام الله بفلسطين المحتلة، نشأت في أسرة مجاهدة، أسرة صغيرة أم وأب وشقيقين هما الأسير نائل البرغوثي، والأسير الراحل عمر البرغوثي، تم اعتقال نائل وعمر وأنا في الثانية عشرة من عُمري، وأصدرت المحاكم الصهيونية ضدهما حكماً بالسجن المؤبد، ثم اعتُقل والدي واعتقلت والدتي، يعني الحمد لله تربيت على هذا الأمر. وقبل ذلك استُشهد خالي خلال فترة الإنجليز، وفي العام 1972م، استشهد ابن عمي، وفي الثمانينيات استشهد خالي الثاني، فالحمد لله الذي أنعم علينا أن نكون من أسرة مجاهدة، وإن شاء الله نكون عند حسن ظن رب العالمين.
عندما اعتقلوا أهلي ولم يتبقَ سواي وأنا مازلت طفلة صغيرة بعمر الـ12 سنة، جعلتُ كل هَمّي أن أُكمل الطريق الذي اختاره أهلي، وبدأت بالنشاط في هذا الطريق، وكان أكثر نشاطي في مجال الأسرى، والقضايا الداعمة لهم، من خلال الوقفات والمسيرات، وكذلك زيارات لأمهات الأسرى والشهداء، وخاصة أننا صرنا أهل شهداء أيضاً.

تهديد ثم اعتقال
حدثينا عن عملية اعتقالكِ؟
قبل اعتقالي تم تهديدي بالاعتقال وأنا ذاهبة لزيارة أخي نائل البرغوثي في سجن «نفحة»، ونائل يُعد أقدم أسير في العالم، حيث أمضى حتى الآن نحو 44 سنة في سجون ومعتقلات الاحتلال.
طبعاً، كنتُ ممنوعة من زيارته وطلع لي تصريح مرة واحدة بالزيارة، فتم تهديدي وأنا على الحاجز قبل أن أصل إلى سجن «نفحة» وكان التهديد بشكل صريح من قبل الضابط «الإسرائيلي» المسرول عن منطقتنا، هددني بشكل حازم وصريح أنه سيقوم باعتقالي، وتم إرجاعي ولم أزُر شقيقي نائل، وهذا كان بتاريخ 24 يوليو 2023م، وفي تلك الفترة كان ابني عبدالله مُعتقلا لديهم، وصدر بحقه حكم إداري بالسجن 6 شهور، وبعدها بتاريخ 8 أغسطس 2023، داهموا البيت وحطّموا مُعظم ما نملكه من أثاث وأجهزة منزلية والسيارة، واعتقلوا أصغر أبنائي «إسلام»، وتم إصدار حكم إداري بحقه أربعة أشهر، ثم بتاريخ 4 سبتمبر 2023م داهموا البيت مرة ثانية وقاموا بتكسير ما نجا من أيديهم في المرة السابقة من أثاث ومقتنيات، وقاموا باعتقالي وإصدار حكم إداري بحقي.

شتم وتحرش
كيف تصرفوا معكِ لحظة الاعتقال؟
أخذوني أمام زوجي وأحفادي، ووضعوا «الكلبشات» في يديّ ورجليّ وعصبوا عينيّ، واقتادوني بهذه الهيئة إلى عربة «البوسطة»، وأخذوني إلى مركز توقيف «عوفر»، وهناك تم ضربي وإهانتي والتحرش اللفظي وشتمي وشتم والديّ وديني وسب الذات الإلهية، وفي الليل وضعوني في زنزانة انفرادية في قسم جنائي يهودي يضم سجناء يهود جنائيين في قضايا مخدرات وحشيش وغيرها، وليلتها لم أستطع النوم من شدة الخوف، لأني وسط عصابات مخدرات ومُحششين، فقضيت ليلتي أُصلّي وأقرأ ما أحفظ من القرآن وأدعو الله، حتى طلع الصباح، ليتم نقلي وأنا مُكبّلة الأيدي والأرجل ومعصوبة العينين، في سيارة إلى سجن «الدامون» الذي يقع في أعالي جبال الكرمل في شمال فلسطين.

شعور بالأمان
كيف كان شعورك لحظة وصولكِ سجن «الدامون»؟
دخلت سجن الدامون بتاريخ 5 سبتمبر 2023م، وحقيقة شعرت بالأمان عندما وجدتُ نفسي بين أخواتي الأسيرات، وكان منهن من لها ثمان سنوات في السجن من المحكومات أحكاما عالية تتراوح ما بين 10 و16 سنة، فشعرتُ بالأمان وارتفعت معنوياتي عندما رأيت ثباتهن وشموخهن في وجه السجانين.


طوفان الأقصى
حدثينا عن أوضاع السجن وخصوصاً بعد عملية «طوفان الأقصى» في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وكيف تلقيتم خبر هذه العملية البطولية؟ وكم كان عدد الأسيرات ومن أي فئة عمرية؟
كلمة «سجن» لحالها هي مصادرة حرية، أنك تنام بأوامر السجان، وتستيقظ بأوامر السجان، والوقت الذي تتناول فيه الأكل أو تتمشى في المكان المخصص بفناء السجن، أو حتى أوقات الاستحمام، كل ذلك بأوامر سجّانك، فالسجن سيئ بكل ما تعنيه الكلمة، وبعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023م، ازداد الأمر سوءاً لدرجة لا توصف، تم سحب كل شيء في الغرف من أكل وشرب وملابس وأغطية، أخذوا أيضاً التلفزيون والراديو.
طبعاً، حتى صباح عملية «طوفان الأقصى» كان عندنا تلفزيون وراديو، فاستيقظنا على صوت الأخبار الساعة 7 صباحاً، بعدها بوقت قصير تابعنا مشاهد اقتحام أبطال المقاومة الجدار الحاجز والأسلاك الشائكة والوصول إلى المستوطنات والمراكز الأمنية وتنكيلهم بالصهاينة، فكَبّرنا وهلّلنا، انبسطنا وهتفنا، سجدنا سجدة شكر لله عزّ وجلّ، فحاول السجانون تعكير صفو الشموخ والنصر والعزة التي شعرنا بها كأسيرات، وكان عددنا 37 أسيرة بأعمار متفاوتة، أنا أكبرهن 59 عاما، وكان معنا أسيرات قاصرات، فلما كبّرنا وهلّلنا حاولوا أن ينغصوا علينا فرحتنا بإشاعة أن نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية «حماس»؛ الشيخ صالح العروري تم استهدافه واستُشهد.
وفعلاً شعرنا بالقهر، ولكن إشاعتهم لم تدم طويلاً، فخلال ربع ساعة كان هناك خبر أن أبو محمد العروري بخير ومليح، فسجدنا سجدة الشكر في ساحة السجن وهتفنا، وعندما شاهد ذلك «الإسرائيليون» دخلوا علينا مدججين بسلاحهم بخوذاتهم والسترات الواقية للرصاص والعصي والغاز، رغم أننا أسيرات لا نملك شيئا، فهاجمونا وضربونا في الساحة وأدخلونا إلى الغرف، ولم يكفهم ما عملوه بنا في الساحة، وواصلوا اعتداءهم علينا في الغُرف بقسم النساء، وبدأوا بممثلة الأسيرات وهي الأسيرة مرح بكير، رشّوا الغاز في وجهها وضربوها ورموها على الأرض، وضربوا آية الخطيب ونفوذ حماد التي هي بنت قاصر، ونورهان عواد ونور الطاهر، وأخذوهن في مكان معزول خارج السجن، وهو مكان أقذر بكثير من الغرف التي نحن مسجونات فيها، بعد ذلك أعادوهن ما عدا مرح بكير التي تركوها في العزل من 7 أكتوبر حتى تم تحريرنا في صفقة الهدنة المؤقتة، وهي في العزل بدون ملابس، بدون غطاء، يعني عندما أخذوها على العزل كان لديها «إزار الصلاة»، أو الغطاء الذي نصلي به، وتعرضت للإهانة والضرب، وجلست معزولة عن باقي الأسيرات في زنزانة صغيرة انفرادية حتى تم تحريرها.

تعذيب جسدي ونفسي
ماذا عن النظام الغذائي والصحي في السجن بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر؟ وما هي أساليب التعذيب والانتقام الأخرى التي مورست ضد الأسيرات، إضافة لما ذكرته؟
طبعاً مثلما حكيت لكَ، بعد 7 أكتوبر أصحبت المعاناة أكثر، صادروا كل شيء عندنا سحبوا الأغطية سحبوا الأكل قطعوا الماء والكهرباء، قللوا كمية الأكل كماً ونوعاً، كان الأكل سيئا جداً وقليلا جداً، بحيث إن الوجبة التي تكفي لأسيرتين أو ثلاث، يتم تقديمها لـ11 أسيرة، أيضاً وضعونا في زنازين معزولة، الزنزانة التي تتسع لست أسيرات وضعوا فيها 11 أسيرة، وكل يوم يتم الاعتداء علينا بالضرب ورش مادة الغاز.
إضافة إلى ذلك، وعندما وجدوا أننا لم ننكسر، استخدموا ضدنا الحرب النفسية، فمثلاً: أنا أخت أقدم أسير الذي هو نائل البرغوثي، 44 عاما في سجون الاحتلال، لذلك تعمدوا إيصال خبر لي أنه تم ضربه في سجنه ونقله من سجن إلى آخر، بعدها وصلني خبر أنه في المستشفى، كذلك أبنائي الأربعة (عناد وعبدالله وعمر وإسلام)، جميعهم أسرى في سجون العدو، لا أعرف عنهم أي شيء، هل هم أحياء أم قتلوهم، هل يعذبونهم، لا أعرف وضعهم، خاصة وأني شاهدت ماذا عملوا بنا نحن النساء، فما بالك بالرجال. ومثلي أيضاً كانت الأسيرة سهير البرغوثي أبناؤها في السجن، كذلك أختنا لما خاطر هي وزوجها في السجن وتاركين أبناءهم، وأختنا الأسيرة سمية حامل في الشهر السابع وتاركه أطفالها، والأسيرة آية الخطيب أيضاً تاركه أطفالها، يعني كلنا كان الوضع النفسي، بالإضافة إلى الوضع الجسدي المنهك جراء الضرب والغاز، فظيعا جداً، لكن والله والله كنا ننسى هذا الألم الجسدي والنفسي والمعاناة والعطش والجوع، عندما نسمع أخبارا مسربة عن المقاومة وإثخانها في العدو، وكانت قمة الفرح حين سمعنا أن أهلنا في اليمن ساندونا بصواريخهم وطائراتهم المُسيّرة، رغم البعد الجغرافي، وأقاموا الحجة علينا وعلى دول كثيرة كان الأولى أن تُرسل صواريخها وطائراتها لمساندة أهل غزة والضفة قبل صواريخ ومُسيّرات اليمن، فكنا والله نرتوي ونشعر بالشبع وبالعزة والكرامة من أن لنا أهلا ولنا عزوة ولنا سندا من إخوتنا في اليمن، وعندما بلغتنا أخبار احتجاز السفينة الصهيونية في البحر الأحمر من قبل أبطال اليمن، والله نسينا كل آلامنا وأوجاعنا وكُنّا في قمة السعادة.
فبارك الله في يمننا وبارك الله في شامنا وبارك لنا في عروبتنا وفي إسلامنا، بوركتم يا أهلنا في اليمن وبارك الله في عطائكم وبارك في نخوتكم، ورضي الله عنكم وأرضاكم وسدد خطاكم، وجعلكم ذخراً للعرب وللأمة الإٍسلامية ولأحرار العالم كافة، يعني مهما يحكي الواحد ما يقدر يوفيكم حقكم.
ورغم التعب الذي كُنّا فيه، إلا أننا كُنّا على يقين بأن التحرير اقترب، وكُنّا نُشاهد الهزيمة والانكسار في عيونهم.

أخفوا عنّا أمر الإفراج
متى علمت الأسيرات بأمر الإفراج عنهن من الأسر في صفقة تبادل مع أسرى الاحتلال لدى المقاومة بغزة؟ وكيف كان تعامل شُرطة الكيان معكم أثناء الإفراج؟
لم يُخبرونا بأمر صفقة تبادل الأسرى إلا عندما جاؤوا لإخراجنا من السجن، وفي نفس الوقت حاول «الإسرائيليون» إلى آخر لحظة أن يعاملونا بإذلال وعنجهية، لكن والله كُنّا شامخات.
طبعاً، في اليوم الذي تقرر الإفراج عنّا، جاؤوا إلينا، كَبّلوا أيدينا وأرجلنا بالكلبشات، وأخذونا على متن سيارة عبارة عن غرف زنازين صغيرة من الحديد، وضعونا فيها مُكبلات، إلى أن تم تسليمنا للصليب الأحمر.
عندما شاهدنا كيفية تسليم المقاومة للأسرى الصهاينة عرفنا الفارق والمفارقة بين أخلاق الإسلام وأخلاق المقاومة وبين أخلاق الكيان الغاصب، كيف هو عاملنا وكيف تمت معاملة أسراهم، فهذه المعاملة تحسب وتكتب وتؤرخ لإسلامنا العظيم ولمقاومتنا الجبارة ولأخلاقنا الحميدة.

تهديد لحظة الإفراج
ما آخر شيء قاله لكن «الإسرائيليون» أثناء إخراجكُن من السجن؟
أثناء مغادرتنا السجن، تم تهديدنا من قبل ضباط «الشاباك» والمخابرات الصهيونية، أنه إذا قُمنا بالاحتفال بتحريرنا أو إذا رجعنا للعمل المقاوم للاحتلال، سيتم اعتقالنا وإعادتنا إلى السجون الصهيونية، ومضاعفة عملية العقاب، فبدلاً من السجن لأربعة أشهر أو سنة، سيتم السجن سنتين أو ثلاثاً، وبدلاً من الحُكم العادي، سيكون الحُكم بالسجن المؤبد، وهكذا..، ولكن الحمد لله نحن لا نخاف من تهديداتهم، نحن بدأنا بمرحلة تحرير فلسطين كل فلسطين ولن نتراجع إن شاء الله.

كُلنا مقاومة
ما الكلمة التي توجهينها للمقاومة في غزة، ونختتم بها هذا اللقاء؟
غزة العِزّة، غزة الوجع، غزة الألم الذي نحن نتألمه على أطفال غزة. كل كلمات الوفاء والامتنان والعرفان والجميل والدعاء لن تفي أهلنا في غزة حقهم، فتحية لكل طفل في غزة، لكل بيت مهدم، لكل حجر في غزة، تحية لنساء غزة اللاتي ربّت أجيالاً مقاومة، أجيالاً على القرآن، فكل التحية لنساء غزة، لشيوخ غزة ولبحر غزة، والتحية الكبيرة جداً لكل المقاومة بشكل عام ولكتائب القسام بشكل خاص وللسنوار والضيف بشكل أخص وأخص، تحية لأبو محمد العروري وللقيادة السياسية في قطر ولأخينا أبو العبد، تحيتي لكل إنسان يؤيد المقاومة وكلنا مقاومة.. لولا مقاومة غزة ما رأينا الحرية، ولولا مقاومة غزة مع أبصرنا العزة ولا الكرامة، ونحن إن شاء الله مع المقاومة قلباً وقالباً بأرواحنا وأولادنا وأزواجنا وبيوتنا وكل ما نملك.


من هي «أُم عناد البرغوثي»؟
 حنان صالح البرغوثي (59 عاماً) من بلدة كوبر، شمال غرب رام الله.
 أم أربعة أسرى هم عناد وعبدالله وعمر وإسلام.
 شقيقة أقدم أسير فلسطيني نائل البرغوثي، وينتمي لحركة حماس، ومضى عليه 44 عاماً في سجون الاحتلال، ويُكنى بـ«أبو اللهب» نظرًا لشخصيته القيادية الثورية.
 شقيقة القائد الراحل عمر البرغوثي، الذي أمضى 35 عاماً في سجون الاحتلال، واعتُقل إثر عملية نفذها برفقة شقيقه نائل البرغوثي، وبعد وفاته كشفت كتائب القسام أن عمر البرغوثي هو أحد مؤسسيها في الضفة الغربية، والمشرف المباشر على العديد من خلاياها في الضفة.
 عمة الشهيد صالح عمر البرغوثي منفذ عملية «عوفرا».
 عمة الأسير عاصم عمر البرغوثي، منفذ عملية «آساف» ومحكوم عليه بالمؤبد 4 مرات، ويُلقب بـ«أسد الأسرى».
 زوجها أسير مُحرر ولديها ما لا يقل عن 10 من أقربائها من الدرجة الأولى في سجون الاحتلال.
 تتصدر «أُم عناد» فعاليات إسناد الأسرى منذ كان عمرها 12 عاماً.


«الدامون».. من إسطبل خيول إلى سجن
 يقع سجن الدامون شمال فلسطين المحتلة في أحراش الكرمل بحيفا، أُقيم في عهد الانتداب البريطاني، واستُخدم إسطبلاً للخيول ومستودعاً للسجائر، وبني بأسلوب يتيح توفير الرطوبة لحفظ أوراق السجائر، وبعد عام 1948 وضع الكيان الصهيوني يده على المبنى وحوّله إلى سجن، مخصص بالأساس للأسيرات الفلسطينيات وهناك قسم للأطفال الأسرى.
 كانت البُنية التحتية للسجن رديئة وسيئة جداً، وكان هناك أمرٌ بإغلاقه؛ لأنه لا يصلح للعيش فيه، ولكن مع اندلاع انتفاضة الأقصى وازدياد أعداد الأسرى أعادت «إسرائيل» فتحه مجدداً عام 2001م.
  ترتفع الرطوبة داخل غرف «الدامون» التي لا تصلها أشعة الشمس، وهو ما يتسبّب بتعفّن جدران الغرف، كما أن ساحة المعتقل ملساء غير مناسبة للسير عليها في فصل الشتاء، إذ تعرّضت كثير من الأسيرات للإصابة نتيجة انزلاقهن أثناء المشي، وأيضاً لا يوجد في الغرف مكان مخصّص للاستحمام، وعلى الأسيرات استخدام «الدش» الخارجي خلال أوقات الاستراحة «الفورة».