تقرير / عادل عبده بشر / لا ميديا -
كشفت وسائل إعلام أجنبية وعبرية عن مخطط لكيان الاحتلال لإنشاء منطقة عازلة في عمق قطاع غزة، بموافقة مرتقبة من تركيا ودول عربية على علاقة مع الكيان المؤقت.
وذكرت وكالة «رويترز»، في تقرير لها، مساء أمس، أن الاحتلال أبلغ «جيرانه في الشرق الأوسط بأنه يسعى إلى إنشاء منطقة عازلة في قطاع غزة لمنع الهجمات الفلسطينية في المستقبل بعد انتهاء الحرب».
ونقلت «رويترز» عن ثلاثة مصادر في المنطقة القول إن «تل أبيب» أبلغت مصر والأردن والسعودية والإمارات العربية المتحدة وتركيا بالمخطط.
وقال أحد المصادر: «تريد إسرائيل هذه المنطقة العازلة بين غزة وإسرائيل من الشمال إلى الجنوب لمنع أي مسلحين من حماس أو فصائل أخرى من التسلل إلى إسرائيل أو مهاجمتها».
وقال مصدران أمنيان مصريان لـ«رويترز» إن «إسرائيل» طرحت الفكرة خلال محادثات وقف إطلاق النار مع مصر وقطر.
ولم تعلق حكومات تلك الدول على تقرير «رويترز».
وفي السياق ذكرت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» العبرية، في موقعها الإلكتروني، أن رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، أبلغ وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، خلال زيارته إلى الأراضي المحتلة، الخميس الماضي، أن «الجيش الإسرائيلي» سيقيم منطقة عازلة في عمق غزة بعد الحرب».
وأوضحت الصحيفة أن مسؤولاً إماراتياً قال إن «أبوظبي ستدعم أي حل تتفق عليه جميع الأطراف المعنية».
الكشف عن هذا المخطط تزامن مع تقرير لصحيفة «هآرتس» العبرية، أكدت فيه أن دولاً عربية طالبت كيان الاحتلال بعدم وقف الحرب على قطاع غزة دون هزيمة «حماس».
وأفاد المحلل العسكري في الصحيفة العبرية، عاموس هرئيل، بأن ما سماها «الدول السُّنّية» في المنطقة تتحدث «بصوتين وبشكل علني، بعضها، مثل مصر والأردن، تلائم نفسها مع الرأي العام فيها وتندد بقتل المدنيين في غزة. ومن وراء الكواليس، جميع قيادات المنطقة تقريبا، وبضمنها معظم دول الخليج، تطالب إسرائيل بإنهاء الحرب بهزيمة حماس فقط، التي ينظرون إليها كعدو داخلي خطير»، بحسب تعبيره.

حرب مهينة
من جهة أخرى تحدثت صحيفة «هآرتس» عن ضراوة المعارك في غزة، مؤكدة أنها مؤلمة ومهينة لـ«إسرائيل» أكثر من الحروب السابقة، ولم تكن «إسرائيل» في أي حرب سابقة عاجزة إلى هذا الحد.
وقال الكاتب الصهيوني، يوسي كلاين، في المقال الذي نشرته الصحيفة: «كل حرب تسبب معاناة، وخصوصاً هذه الحرب. كل حرب تبدأ بأمل ضوء في آخر النفق، وهذه الحرب ليس لها آخر وبالتأكيد ليس ضوء».
وأضاف كلاين: «وهي مؤلمة ومهينة أكثر من الحروب السابقة»، مشيراً إلى أن من المفترض بالحرب أن تجلب للكيان الصهيوني انتصاراً يجلب هدوءً؛ لكن هذه الحرب لا».
وأوضح الكاتب الصهيوني أن هذه الحرب فيها «الكثير من المعاناة»، وأنهم في جميع حروبهم مع العرب لم يكونوا «عاجزين إلى هذا الحد».

لن ننتصر
موقع صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية هو الآخر تحدث، اليوم، عن صعوبة السيطرة على مناطق غزة في ظل إظهار المقاومة مزيداً من الصمود والتصدي.
وذكر الموقع، في تقرير للصحافي ناحوم برنيع، أنّ «دخول خان يونس بلا خطة هو للانتقام، لا أكثر»؛ إذ «لن يكون هناك نصر».
لذلك، بحسب برنيع فإن «من الأفضل خفض التوقعات، والتركيز على عودة الأسرى في غزة».
وأضاف أن أحد الدروس المستفادة من الأسابيع الثمانية الأولى من القتال هو أن «السيطرة على مناطق غزة وطرد المقاومين منها ليس بالأمر السهل».
وأوضح برنيع أن «الشجاعية ما زالت تُقاتل بعد مرور 58 يوماً من الحرب، فيما هناك جيوب مقاومة في أحياء أخرى أيضاً».
في هذا الإطار، رأى برنيع أن هناك مسألتين مشكوكاً بأمرهما، الأولى هي «ما إذ كان بإمكان إسرائيل تحقيق الأهداف، التي أعلنها المستوى السياسي في بداية الحرب، في غضون أسبوعين، والثانية هي ما إذا كان أمامها وقتٌ أكثر من أسبوعين»، في حين «تدق الساعة بسبب الضغط الأميركي».
الخشية الصهيونية من عدم تحقيق أي نصر تأتي في ظل الخسائر الفادحة التي مُنيت بها قوات الاحتلال، منذ بدء ملحمة «طوفان الأقصى»، ومؤخراً أثناء محاولاتها التوغل في قطاع غزة، إضافةً إلى خسائرها في «الجبهة الشمالية».
كما تأتي هذه المخاوف مع تزايد السخط بين «الإسرائيليين» على أداء رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، وارتفاع مستوى الشرخ والانقسام بين المؤسستين الأمنية والعسكرية، إضافةً إلى هروب مجندين من المعركة.