تقرير: عادل عبده بشر / لا ميديا -
«سنعيدها سيرتها الأولى -هكذا يقول اليمني- أنا لست آبهاً لحصاركم وأساطيلكم وجيوشكم، أوقفوا إبادتكم في غزة أو انظروا ماذا نحن فاعلون».
بهذا وصف أحد الكُتّاب العرب العملية العسكرية النوعية التي نفذتها القوات البحرية اليمنية، أمس الأول، وتكللت بالسيطرة على سفينة «إسرائيلية» في البحر الأحمر، واقتيادها إلى الساحل اليمني، في أقوى رد فعل على حرب الإبادة الصهيونية لأهلنا في غزة.
وحتى مساء أمس، كانت هذه العملية البطولية هي العنوان الأبرز للإعلام العالمي. أما على مستوى وسائل التواصل الاجتماعي، فقد لقيت العملية  إشادة كبيرة وفرحة شعبية عارمة في مختلف الدول العربية.
وأعلنت القوات المسلحة اليمنية، مساء أمس الأول، تنفيذ عملية نوعية في مياه البحر الأحمر ضد العدو الصهيوني، وتمكنت من الاستيلاء على السفينة «جلاكسي ليدر» الصهيونية، في تطوّر نوعي أربك الكيان والدول الغربية المساندة له، وعملاءه في المنطقة.
واعترفت وسائل إعلام عبرية بأن السفينة (Galaxy Leader) تعود ملكيتها إلى رجل أعمال صهيوني.
ووفقاً لمصادر مطلعة في صنعاء، فإن السفينة «جالاكسي ليدر» كانت تتعمّد التمويه وترفع علم الباهاما، فيما تجاهل طاقمها تحذيرات القوات البحرية اليمنية، فتم احتجازها «تنفيذاً لتوجيهات القيادة».

أكدت أن «أنصار الله» عازمون على الاستمرار مهما كان الثمن
صحف لبنانية: ضغوط محور المقاومة تبلغ مداها باحتجاز سفينة «إسرائيلية»
وصفت صحيفة «الديار» اللبنانية العملية البطولية للقوات البحرية اليمنية في البحر الأحمر، بأنها «تطور كبير وخطير شهدته المنطقة، قد يقلب المشهد رأسا على عقب».
وقالت «الديار» في تقرير لها أمس: «لعب محور المقاومة، وبالتحديد الحوثيين في اليمن، ورقة الممرات البحرية، بإقدامهم على احتجاز سفينة شحن مملوكة جزئياً لشركة إسرائيلية في البحر الأحمر والسيطرة عليها. ويُعتبر هذا التطور عامل ضغط كبير على المجتمع الدولي، كي يمارس بدوره الضغوط اللازمة على العدو الإسرائيلي لوقف مجازره في قطاع غزة».
ونقلت الصحيفة عما سمتها «مصادر محور المقاومة» ترجيحها أن «يشكل استخدام الحوثيين هذه الورقة نقطة تحول في الحرب الدائرة في غزة، وإمكانية توسعها لتشمل المنطقة ككل، باعتبار أن أمن الممرات المائية يؤثر في الاقتصاد العالمي، ويعني كل دول العالم المفترض أن تنتقل اليوم من موقع المتفرج والداعم للمجازر الإسرائيلية إلى موقع الضاغط على العدو لوقف جرائمه». وقالت المصادر: «في حال استمر العدو بالمكابرة والتصعيد، فذلك سيعني عمليا أن المنطقة تتجه إلى المجهول».
في السياق قالت صحيفة «البناء» اللبنانية، في تقرير لها، أمس: «النكهة اليمنية طغت أمس على الأخبار وخيّمت على الأجواء، بعدما أعلن أنصار الله والجيش اليمني السيطرة على باخرة «إسرائيلية»، في حادث يمثل أخطر ردات الفعل على حرب غزة، حيث أمن الملاحة البحرية على المحك، وأمن الطاقة فوق الطاولة»، مشيرة إلى أن «أنصار الله ومن خلالهم محور المقاومة عازمون على الاستمرار مهما كان الثمن، ومهما كانت التهديدات».

ضابط مخابرات أمريكي: العملية احترافية ومفاجئة
وصف الضابط السابق في وكالة الاستخبارات الأمريكية (CIA)، الجنرال سكوت أولنجر، العملية التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر واستيلاءها على السفينة الصهيونية، بأنها «احترافية وبطولية».
وقال أولنجر، في مقابلة على قناة «سكاي نيوز»، إن «الحوثيين كانوا عدوانيين جداً تجاه إسرائيل وعبروا عن تحديهم لها»، مشيراً إلى أن «الاستيلاء على السفينة هو آخر إشارة تشير إلى أن الحوثيين يظلون خطراً على إسرائيل».
وأوضح أنه ليس لديه شك أن عملية «الحوثيين» تشكل ضغطًاً جديداً على «إسرائيل»، مضيفاً: «وسترتفع أصوات المجتمع الدولي لدفع الإسرائيليين حتى لإيقاف إطلاق النار مؤقتاً».
وأكد أولنجر أن السفينة التي تم احتجازها مملوكة لشركة «إسرائيلية»، ومسجلة في البهاماس بهدف التهرب من دفع الضرائب.

المحلل السياسي المصري سامح عسكر:
نصيحة للصهاينة العرب.. لعبتكم انكشفت واليمنيون قاموا بعمل مهم
شن الكاتب والمحلل السياسي المصري سامح عسكر، هجوماً على من وصفهم بـ»الصهاينة العرب» على خلفية هجومهم على القوات المسلحة اليمنية التابعة لصنعاء، بسبب قيامها باحتجاز السفينة الصهيونية.
وقال عسكر: «الصهاينة العرب بدل أن يهاجموا إسرائيل ويطلبوا وقف المذابح، ويحملوا نتنياهو وجالانت مسؤولية الإبادة الجماعية التي تحصل، يهاجمون الحوثي، بسبب احتجازه  السفينة الإسرائيلية».
وأضاف: «تتفق أو تختلف مع الحوثي؛ لكنه قام بعمل مهم جدا في مسار الحرب على غزة، سيرفع تكاليف تأمين السفن الإسرائيلية أو المملوكية لإسرائيليين، وتأثير ذلك على الضرائب والاقتصاد الصهيوني كبير، فضلا عن عقد حصار بحري كامل من الجنوب ضد إسرائيل».
وأكد الخبير الاستراتيجي المصري سامح عسكر أن «البحر الأحمر منفذ مهم جداً للتجارة الصهيونية، ومنه تدخل وتخرج معظم البضائع والسلع والمواد منه إلى أفريقيا وآسيا، وفقدان إسرائيل هذا المنفذ يعني ضربة قاصمة ضد الاقتصاد هناك».
وعلق على محاولة بعض المُطبعين مع الكيان الصهيوني، تصوير ما قامت به القوات اليمنية بأنه استهداف للملاحة الدولية وقناة السويس، قائلاً: «بالنسبة لتهديد حركة الملاحة الدولية وقناة السويس لا أظن ذلك. هم (أي القوات المسلحة اليمنية) أعلنوا عدم احتجازهم سوى السفن الإسرائيلية، وهؤلاء بالنسبة للتجارة في البحر الأحمر نسبة لا تُذكر».
وأضاف: «نصيحة للصهاينة العرب.. لعبتكم انكشفت، أنتم تتألمون عندما تتألم إسرائيل، وتشعرون بالخطر عندما يشعر الصهاينة بالخطر، مصيركم معهم أيما كنتم، لا فرق بين مثقف وكاتب وبين عامي وشعبوي، البعض منكم يود إحياء الخلافات القديمة لضرب هذه الوحدة العربية والإسلامية في مقتل؛ لكن هذا صعب حدوثه، فتصرفات ومجازر نتنياهو تسبقكم، والفيل الصهيوني الطائش لا أحد منكم سيحكمه».

الباحثة السورية حسناء الحسين:العملية اليمنية تُمثل الحدث الاستراتيجي الأكثر قسوة وإيلاماً لأمريكا والغرب  
وصفت الكاتبة السورية والباحثة في العلاقات الدولية الدكتورة حسناء نصر الحسين، عملية احتجاز السفينة الصهيونية بأنها تمثل «الحدث الاستراتيجي الأكثر قسوة وإيلاماً للولايات المتحدة والغرب وإسرائيل».
وأوضحت الحسين، في مقال تحليلي بعنوان «مرحلة جديدة من الاستنزاف واليمن رافعة ضغط كبرى في المعركة»، أن صنعاء «استطاعت توجيه ضربات مباشرة للكيان الصهيوني في إيلات واستطاعت القوات البحرية اليمنية احتجاز سفينة صهيونية في عرض البحر الأحمر وتم احتجازها وطاقمها من قبل القوات البحرية اليمنية، ليشكل هذا الحدث وهذه الخطوة اليمنية كفعل إسنادي كبير ومؤثر، أحدث حالة إرباك ليس فقط للكيان الصهيوني بل وقبله الأمريكي».
وأضافت: «من هنا نستطيع القول بأن على الولايات المتحدة والكيان القلق من توسع دائرة الصراع إعادة حساباتهم بعد وقوع المصالح الأمريكية والإسرائيلية ضمن دوائر أوسع للاستهداف، فكل من البحر الأحمر والمتوسط يعج بالحيتان الثائرة لدماء أبناء فلسطين».
وأضافت: «كل تحركات الغرب الدنيئة ومساعيه لتهجير أبناء غزة وتوطينهم في الدول المجاورة في مصر والأردن والآن كردستان العراق قوبلت بالرفض، ليتبين لنا أن أمريكا، الراعية لهذا الحراك الغربي، معزولة عن الواقع ولما ستؤول إليه الأوضاع بعد كل هذا الاستهداف المتطور والكبير من المقاومة، وخاصة من القوات اليمنية التي عبرت مرارا وتكرارا عن وقوفها إلى جانب القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني».
وقالت الباحثة السورية: «يكفي النظر إلى العملية اليمنية بفعل الاستنزاف الكبير للعدو الصهيوني وارتدادات العملية على صعيد اقتصاد الكيان الصهيوني، وما ستحدث من خسائر باهظة وعوامل ضغط كبيرة على المستوى الاقتصادي والكلف والأثمان الباهظة على صعيد الشحن والنقل والتأمينات عدا عن عمليات الإحجام للتعامل الاقتصادي مع كيان العدو الصهيوني»، مؤكدة أن حركات المقاومة في فلسطين ولبنان والعراق واليمن وبفعل التاريخ والجغرافية ستجعل الصهيونية تركع تحت عنوان «كل يوم ضربات واستهداف وعمليات احتجاز للسفن حتى تنتصر غزة».