صمود المقاومة يُربك الكيان وإعلامه يعترف:حماس موجودة في أحلام الناس وقلوبهم
- تم النشر بواسطة موقع ( لا ) الإخباري

مقدمة:
إلى الآن، لم يتبدّد الانتصار الفلسطيني، رغم المجازر التي يرتكبها الكيان المحتل في حقّ المدنيين. فبعد مرور 10 أيام من عمر طوفان المقاومة، ما زال الأبطال في أشد قوتهم، ويوماً بعد آخر، يُثبت تكتيك المقاومة أن المعركة طويلة جداً، وأن حماس وفصائل المقاومة يحملون في جعبتهم الكثير من المفاجآت للكيان الصهيوني، العالق في الجو، والعاجز عن التقدم شبراً في القطاع، بحسب توصيف صحف عبرية.
تفاصيل «الصفقة الإنسانية» ونقاط المقاومة الـ 6 التي أزعجت أمريكا
كشفت وسائل إعلام عربية وعبرية، اليوم، عن خلافات غير معلنة بين الرئاسة الأمريكية وبين حكومة الكيان الصهيوني التي لا تشهد توافقات تامة حول آليات العمل العسكري ضد المقاومة الفلسطينية في غزة.
ونقلت «القناة 12» العبرية معلومات عن مسؤولين في الكيان أكدت أن حكومة الاحتلال تواجه تحديات كثيرة فيما يخص عمليتها العسكرية لاقتحام قطاع غزة، مشيرة إلى أن السقف المرتفع الذي وضعه العدو سياسياً يحتاج إلى عملية برية كبيرة جداً، ودعماً عسكرياً ضخماً جداً من الولايات المتحدة، غير أن الأخيرة لم تعُد بذلك الحماس الذي ظهرت عليه في الأيام الأولى لمعركة «طوفان الأقصى»، ففي اليوم التاسع للمعركة، تراجع الرئيس الأمريكي بايدن عن تأييده التام لاحتلال القطاع، وصار يتحدث بأن الاقتحام البري لغزة «مجازفة كبيرة» يتمنى ألا تقدم عليها «إسرائيل».
من جهتها أفادت صحيفة «الأخبار» اللبنانية، نقلاً عن مصادر وصفتها بـ»الخاصة»، بأن حكومة الولايات المتحدة تضغط على الكيان الصهيوني، لإفساح المجال أمام هدنة مؤقتة، تسعى لها كلٌّ من مصر وقطر، يجري خلالها إتمام «صفقة إنسانية» تهدف الولايات المتحدة من خلالها إلى تأمين خروج حاملي الجنسية الأمريكية وجنسيات أخرى من سكان القطاع، وإطلاق الأسرى الأمريكيين.
وطبقاً لمصادر الصحيفة، فإن الجهد الأساسي الذي تبذله الولايات المتحدة مع مصر وقطر يتركّز على هذه النقطة. وقد عُرض على قطر مشروع اتفاق يقضي بإطلاق الأسرى المدنيين كافة، بمن فيهم الأمريكيون، وإفساح المجال أمام خروج «الأجانب» من القطاع، مقابل إدخال مساعدات طبية وغذائية إلى غزة. وفي المعلومات أن القطريين الذين أبلغوا «حماس» بالمقترح الأمريكي عادوا بأسئلة وأجوبة في ست نقاط، لم تعجب الأمريكيين، وتلك النقاط هي:
أولاً: تطلب حماس تسليمها قائمة بأسماء من تقول أمريكا ودول أوروبية أخرى بأنهم في عداد الأسرى الموجودين في القطاع، والتثبت من كونهم مدنيين أو عسكريين كانوا يقاتلون إلى جانب قوات الاحتلال خلال عملية «طوفان الأقصى». ومن يتبيّن أنهم من العسكريين فإن مصيرهم سيكون مرتبطاً بصفقة التبادل مع الأسرى الفلسطينيين في سجون العدو.
ثانياً: تنفي حماس وجود إحصاء شامل لكل الأسرى في القطاع، وقد يتبيّن بعد التدقيق أن من تطالب بهم أميركا قد لا يكونون ممن تم إدخالهم إلى القطاع، وربما كانوا من بين المفقودين الذين لا تزال قوات الاحتلال تبحث عنهم في «مستوطنات غلاف غزة».
ثالثاً: تقول حماس إن الأسرى ليسوا موجودين جميعاً بيدها أو بيد طرف واحد، وأنهم موزّعون على عدد من الفصائل والمجموعات العسكرية، وأن من سلّمهم المواطنون إلى قيادة الحركة ليسوا كل من تم نقلهم إلى القطاع.
رابعاً: عملية إحصاء كل من هم في عداد الأسرى داخل القطاع تحتاج إلى آلية تتطلب وقتاً غير قصير، وبحثاً يشمل كل القوى والأمكنة، خصوصاً أن عدداً من الأسرى قُتلوا في الغارات التي شنّها العدو، وقد يكون بعضهم لا يزال تحت الأنقاض.
خامسا: تريد حماس هدنة مريحة لا تقتصر على ست ساعات كما يعرض الأمريكيون و«الإسرائيليون»، وأن يصار إلى وضع ترتيبات تضمن المساعدات الإنسانية المباشرة مقابل إطلاق المدنيين من الأسرى، وأن العملية الإنسانية يجب أن تكون مضمونة ومقبولة أيضاً، وأن يسمح لأطقم طبية من خارج القطاع بالدخول مع مساعدات كبيرة تحتاج إليها المستشفيات الفلسطينية من جهة، وسيارات إسعاف مجهّزة لنقل أكثر من أربعة آلاف جريح إلى خارج القطاع للعلاج، ممن تبدي دول عدة استعداداً لاستقبالهم، من بينها مصر.
سادساً: السماح لقوافل المساعدات الموجودة على الجانب المصري من معبر رفح بالدخول إلى القطاع، والوصول بشكل آمن، وضمان عدم تعرضها للقصف، والسماح بتوزيعها على المحتاجين في كلّ مناطق القطاع، وكل ذلك يتطلب وقتاً لا يمكن حصره بساعات محدودة.
وبحسب المعلومات المسربة، فإن أمريكا طلبت من القاهرة والدوحة إبلاغ حزب الله بأن الضغط لتحريك الملف الإنساني قائم بقوة، وحثّه على «عدم التورط» في الحرب، وذلك بعد أن تلقّت دوائر غربية معلومات بأن حزب الله يربط تدخله ليس بتوسع العملية العسكرية ضد القطاع فقط، بل بتعمّق الأزمة الإنسانية فيه.
إيهود باراك:لا يمكـــن محوهـــم
استبعد رئيس الوزراء الصهيوني الأسبق إيهود باراك إمكانية محو حركة حماس الفلسطينية بشكل كامل، مؤكدا أنها موجودة في عقول الناس وقلوبهم وأحلامهم.
وقال باراك في مقابلة مع صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، اليوم: «لا يمكننا محو حماس بالكامل. حماس أيديولوجية، وهي موجودة في أحلام الناس، في قلوبهم، وفي رؤوسهم».
وأوضح أن الخطوة العملية التي ينبغي أن تحققها العملية العسكرية الصهيونية هي «القضاء على جميع القدرات العملياتية لحماس في قطاع غزة، وهذه مهمة معقدة بما فيه الكفاية، لذا ينبغي التركيز عليها».
وأشار باراك أيضا إلى رئيس وزراء الكيان، بنيامين نتنياهو، قائلاً إنه «يعتقد أنه لو كان في دولة طبيعية لكان سيستقيل؛ لكنه يقود الكابينت (المجلس الوزاري المصغر)، لذا فمن الأهمية بمكان أن يكون وزير الدفاع السابق بيني غانتس ورئيس الأركان الأسبق غادي آيزنكوت هناك أيضا».
محلل عسكري صهيوني: عدد قتلانا تجاوز 1800 في أول يوم لهجوم المقاومة
قال المحلل العسكري بصحيفة «هآرتس» العبرية، يوسي ميلمان، اليوم: «بالإضافة إلى الـ1400 قتيل إسرائيلي الذين تم التعرف عليهم حتى الآن، هناك 455 آخرون لم يتم التعرف عليهم. وبذلك يصل عدد ضحايا هجوم حماس إلى 1855 وربما أكثر. ويصل عدد القتلى الذين تم التعرف عليهم من عناصر الجيش إلى نحو 300 جندي. وإذا أضفت إلى ذلك حوالى 3 آلاف جريح تصل إلى العدد الذي لا يمكن تصوره، ويكون قد قُتل نحو 10٪ من سكان غلاف غزة، وأصيب 20٪ منهم».
للمساعدة في المجهود الحربي..القوات الهشة تطلق السجناء العسكريين
أطلقت القوات الصهيونية سراح جنود كانوا سجناء في السجن العسكري بعدما أدينوا بارتكابهم مخالفات انضباطية، ويدرس إطلاق سراح السجناء المدانين بموجب القانون الجنائي، لمساعدة المجهود الحربي في الوحدات المختلفة، بحسب ما نشرته اليوم صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية.
قررت حكومة الاحتلال إخلاء كامل مستوطني «سديروت» إلى أماكن أخرى في فلسطين المحتلة، جراء التدمير والخسائر الفادحة التي حلت بها، بعد اقتحامها من قبل قوات النخبة في القسام وبقية فصائل المقاومة وقتل وأسر عدد من عناصر شرطة الاحتلال، بخلاف إطلاق دفعات يومية من الصواريخ نحوها.
وقالت إذاعة قوات الاحتلال إن إجلاء من تبقى من سكان «سديروت»، تواصل اليوم الاثنين، ويقدر عددهم بـ7 آلاف مستوطن إضافة إلى 26 ألفاً غادروا المستوطنة الأيام الماضية.
وتعتبر من أكبر التجمعات الاستيطانية في المنطقة التي يطلق عليها الاحتلال «غلاف غزة»، وهي المستوطنات التي أقامها مكان البلدات والقرى التي كانت تتبع قضاء غزة وبئر السبع، قبل النكبة، ومثَل تهجيرها ضربة على المستوى النفسي والميداني في الوسط الصهيوني، كما يؤكد قادة سابقون في المنظومة الأمنية بكيان الاحتلال.
وقال رئيس جهاز «الموساد» السابق، إفرايم هيلفي، إن إخلاء «سديروت» بالكامل «سابقة خطيرة في تاريخ إسرائيل»، حسب وصفه، ووجه نقداً شديداً لحكومة الاحتلال قائلاً: «كان علينا أن نفكر ألف مرة ومرة قبل ارتكابه».
وفي السياق أفادت صحيفة «معاريف» العبرية بأنه يتوقع إخلاء 24 مستوطنة حول قطاع غزة، خلال الأيام القادمة، يقطنها نحو 60 ألف مستوطن.
وكانت المقاومة الفلسطينية أعلنت منذ بدايات معركة «طوفان الأقصى» أنها ستعمل على تهجير مستوطنات «الغلاف»، ومدينة عسقلان المحتلة، ثم تنتقل إلى تكثيف الضربات الصاروخية على مناطق أخرى في حال لم يوقف الاحتلال سياسة قصف منازل المدنيين والأبراج السكنية والبنية التحتية ومحاولة دفع الناس نحو الهجرة.
إلى ذلك أعلن الجيش الصهيوني، اليوم، أنه سيقوم بإجلاء المستوطنين الذين يعيشون في بلدات تبعد مسافة كيلومترين عن الحدود اللبنانية وسط الهجمات الصاروخية المتكررة من قبل حزب الله والفصائل الفلسطينية في الأيام الأخيرة.
وقالت الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ التابعة لوزارة دفاع الكيان إنه تم إبلاغ رؤساء السلطات المحلية في المنطقة بإجلاء 28 بلدة، وسيتم نقل السكان إلى دور ضيافة تمولها حكومة الكيان.
وكان عشرات المستوطنين قد غادروا المناطق المحتلة على الحدود مع لبنان، منذ بدء عملية «طوفان الأقصى».
من جهة أخرى، ذكر متحدث باسم السفارة الأمريكية في الأراضي المحتلة، أن الولايات المتحدة بدأت، منذ اليوم، إجلاء الأمريكيين المقيمين في «إسرائيل» وأقاربهم، عبر البحر من ميناء حيفا المحتلة، إلى قُبرص، في ظل وقف حركة الطيران عبر المطارات الصهيونية بسبب الصواريخ التي تطلقها المقاومة في غزة.
وأكدت السفارة الأمريكية أن عملية الاجلاء ستقوم بها حكومتها، على أن يتعهد من سيتم إجلاؤهم بدفع تكاليف الرحلة لاحقاً.
المصدر موقع ( لا ) الإخباري