تقرير / لا ميديا -
مشهد آخر من الاقتحامات للمنازل وإرهاب الآمنين وهتك الأعراض ودخول غرف النوم ورفع السلاح بوجه الأطفال والنساء. ذاك ما كشفته عدسات الكاميرا من انتهاك بربري قامت به قوات الاحتلال الإماراتي ومرتزقتها طال مساكن المواطنين في محافظة حضرموت المحتلة. جريمة كبرى بكل المقاييس تستوجب ردا شعبيا من أقصى اليمن إلى أقصاه.

فجرت جريمة اقتحام ما تسمى «قوات النخبة الحضرميــــة» المواليــــة للاحتلال الإماراتي منزل الناشط مجاهد الحيقي في مدينة المكلا، غضبا شعبيا كبيرا في كافة المحافظات اليمنية ضد قوى الاحتلال ومرتزقته.
وعمت الإدانات والغضب الشعبي محافظات اليمن إزاء الجريمة النكراء التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإماراتي في مدينة المكلا بمحافظة حضرموت المحتلة من اقتحام لمنزل الحيقي وترويع الأطفال والنساء، لاسيما مع دخول أولئك المرتزقة إلى غرفة نوم مليئة بالأطفال والنساء بدون أن يشعر أحدهم بذرة حياء أو خجل، ووصول القبح بهم إلى درجة أنهم لم يمهلوا النساء وقتاً لارتداء ملابسهن، وهو ما لا يمكن حدوثه في المجتمع اليمني، منتهكةً كل الحرمات والقيم دون رادع أخلاقي ولا إنساني للمحتل ومرتزقته.
الجريمة التي أندت كل جبين حر على امتداد التراب اليمني، لم يخجل مرتزقة الاحتلال وأدواته من محاولة التغطية والتستر عليها كدأبهم وعهدهم، وهم يسوقون الأعذار والحجج الواهية والتبريرات التي استقوها من أرشيف الشيطان الأمريكي.
مقطع الفيديو كان هو الدليل الوحيد الذي وثق الجريمة وأظهر بشاعة الاحتلال وخسة مرتزقته، فاشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بالإدانات والاستنكار الشديد ودعوة كل اليمنيين إلى الاحتشاد صفا واحدا لدحر المحتل من كامل الأرض اليمنية. لم تعد القضية متعلقة بفرد ولا بمدينة ولا بمحافظة، فالتراب اليمني كله ضج، ملتفتا نحو صنعاء الأم.
حيث شهدت العاصمة صنعاء والمحافظات الخاضعة لجغرافيا السيادة، اليوم، وقفات احتجاجية عقب صلاة الجمعة، تنديدا بجرائم وانتهاكات قوى الاحتلال والاحتلال في المحافظات الجنوبية.
واستنكر المشاركون في الوقفات، الاعتداء على منازل المواطنين وانتهاك حرمتها وترويع وإرهاب النساء والأطفال في المكلا، مشيرين إلى أن هذه الجرائم تكشف ما يتعرض له أبناء المحافظات المحتلة من انتهاكات من قبل قوات الغزو والاحتــــلال وأدواتها.
وعبرت بيانات صادرة عن الوقفات، عن إدانة واستنكار اليمنيين جميعا شمالا وجنوبا وشرقا وغربا ورفضهم لاقتحام منازل المواطنين في المكلا، معتبرة ذلك جريمة لا يمكن السكوت عليها.
ودعت الأحرار في المحافظات المحتلة إلى تعزيز وحدة الصف وإعلان النفير العام في مواجهة الغزاة والمحتلين، محذرة من عواقب التفريط في التصدي لقوى الاحتلال وأدواتها وما ترتكبه من جرائم بحق المواطنين في المناطق المحتلة.
بدوره، أكد محافظ عدن المعين من صنعاء طارق سلام أن ما حدث من انتهاك صارخ واعتداء همجي على منازل المواطنين وحرمتها جريمة مدانة وعيب أسود بحق أبناء حضرموت خاصة، واليمن عامة، محذرا من خطورة التماهي مع سياسة المحتل وأدواته الإجرامية التي تستهدف المجتمع اليمني برمته.
وأشار سلام إلى أن هذه الجريمة النكراء ليست الأولى ولن تكون الأخيرة ما لم يكن هناك تحرك جاد وقوي لقبائل حضرموت وكافة أبناء الشعب اليمني، واتخاذ موقف قوي ورادع إزاء ممارسات المحتل الإماراتي وأدواته بحق أبناء المحافظات المحتلة.
وكان محافظ حضرموت التابع لحكومة صنعاء لقمان باراس، دعا أمس ، القبائل في المحافظة لمواجهة التحالف وإخراجه من المحافظة، مستنكرا اقتحام فصائل التحالف لمنزل المواطن مجاهد الحيقي بمدينة المكلا، واعتقاله مع ثمانية من أفراد أسرته، بينهم أربعة أطفال.
ولفت إلى أن هذه الحادثة هي حلقة في سلسلة الانتهاكات التي يتعرض لها أبناء حضرموت من قبل قوات الاحتلال، مشيراً إلى أن اقتحام البيوت وانتهاك الحرمات في حضرموت محاولة لتكميم الأفواه حتى لا يتم التحرك ضد  التحالف.
واعتبر ما حصل من اقتحام للبيوت محاولة لتمهيد الطريق وتثبيت الاحتلال، مشددًا على أن لا حلول إلا بخروج القوات المحتلة من اليمن.
كما أدانت قيادة السلطة المحلية في محافظة أرخبيل سقطرى المعينة من قبل سلطات صنعاء انتهاكات قوى الاحتلال وأدواتها في المحافظات المحتلة وآخرها ما جرى في محافظة حضرموت من اقتحام للمنازل وهتك للحرمات.
واعتبرت قيادة محافظة أرخبيل سقطرى والسلطة المحلية، في بيان لها اليوم، أن ما تعرض له الصحفي والناشط الحقوقي مجاهد الحيقي في محافظة حضرموت من اقتحام لمنزله وإرهاب أسرته، مشهد تقشعر منه الأبدان واستفز مشاعر اليمنيين والإنسانية بشكل عام، وممارسة تتنافى مع كل المبادئ الإسلامية والأخلاقية والإنسانية وعادات وقيم الشعب اليمني.
وأشار البيان إلى أن هذه الجريمة ليست الأولى حيث سبق أن ارتكبت قوى التحالف وأدواتها الكثير من الانتهاكات بحق الشعب اليمني في المحافظات المحتلة، مؤكداً أن كل هذه الجرائم لن تسقط بالتقادم وسيقتص منها الشعب اليمني عاجلاً أم آجلاً.
وطالب البيان كافة الأحرار الشرفاء في المحافظات المحتلة، باستشعار المسؤولية الوطنية لطرد قوى التحالف وعناصرها من أرض الوطن، مؤكداً أنه سيتم تحرير كل شبر من أرض الوطن من سقطرى حتى صعدة ومن حضرموت حتى الحديدة.
السلطة المحلية بالمهرة من جهتها عبرت، في بيان لها، عن رفضها المطلق لكل الجرائم والممارسات التعسفية لقوى التحالف السعودي الإماراتي تجاه المواطنين في المناطق المحتلة.
واعتبرت أن جريمة الاعتداء على منزل الصحفي والناشط الحقوقي مجاهد الحيقي، في منطقة الديس الشرقية في المكلا من قبل ما تسمى مليشيات النخبة الحضرمية إحدى أدوات الإمارات في محافظة حضرموت، تكشف حجم السقوط الأخلاقي والإنساني لمليشيات التحالف.
وحمل البيان التحالف المسؤولية الكاملة إزاء تلك الجريمة وكافة جرائم الاحتلال التي تُرتكب ضد المواطنين في المحافظات المحتلة، مؤكدا أن ما تقوم به مليشيات الاحتلال من اختطافات ومداهمات للمنازل وتصويب البنادق على رؤوس ساكنيها من الأطفال والنساء يعبر عن الإجرام ومدى الوحشية التي تتصرف بها قوى الاحتلال الإماراتي والسعودي تجاه أبناء الشعب اليمني.
ودعا كافة أحرار المحافظات الجنوبية إلى التوحد والاصطفاف لمقارعة الغزاة والمحتلين وطردهم من المحافظات المحتلة.
وبدأت، اليوم، تحركات الشرفاء للرد على جريمة المداهمات والاعتقالات وانتهاك حرمة البيوت، رغم التهديدات وانتشار المدرعات الإماراتية بشوارع الديس بالمكلا، حيث خرج أبناء الديس يرفعون شعار «العار خط أحمر» مستنكرين رفع السلاح في وجه النساء والأطفال.