خاص / لا ميديا -
عن دار الخليج للطباعة والنشر في الأردن، صدر للشاعر عبدالمجيد التركي كتاب شعري جديد بعنوان "كبرت كثيرا يا أبي"، وهو الديوان الرابع للشاعر بعد: "اعترافات مائية 2004م"، "كتاب الاحتضار 2016م"، "هكذا أنا 2016م".
الكتاب الشعري الجديد يقدم تجربة جديدة في تجربة الشاعر وفي قصيدة النثر العربية، فهو يكسر محدودية قراءة قصيدة النثر من خلال صيغة جديدة للكتابة تجمع بين الشعبوية والسلاسة السردية والمحمول الاجتماعي والثقافي، والتضمينات الجغرافية المحلية، إضافة إلى الخصوصية التي أدخلها الشاعر على نصوص الكتاب، والتي تتمثل في قدرته على اقتناص المفارقات والتقاط التفاصيل الصغيرة الدالة، واستحضار الأمكنة والشخوص.
الأمر الذي يجعل النص مقروءاً ورائجاً بين القراء، يستوي في ذلك النخبة المثقفة والقارئ العادي.
يقع الكتاب في 162 صفحة من القطع المتوسط، ويتميز بخلوِّه من العناوين، بما يجعله نصاً سِيَرياً واحداً، يستحضر أزمنة مختلفة، كما يستحضر أمكنة الطفولة ورائحة الأب والأم والقرية.
وقد لقي هذا الكتاب صدى واسعاً في الأوساط الثقافية المحلية والعربية، كون هذا الكتاب كسر رتابة وشروط قصيدة النثر التي تقيَّد بها شعراء النثر منذ الخمسينيات حتى الآن.
وقد أشاد النقاد بهذا الكتاب، ورأوا فيه جنساً جديداً ولوناً مختلفاً من الكتابة، وأن عبدالمجيد التركي هو مؤسس هذا اللون الجديد الذي يحمل بصمته هو.

قالوا عن الكتاب
الدكتور الناقد يحيى وهاس: "كبرت كثيراً يا أبي"، لون جديد من الكتابة.. ماذا نسميه.. شعر نثري أم نثر شعري؟
ليس مهماً التصنيف، فالكاتب نفسه يكره التصنيف وأنا معه في هذا.. المهم أنه يكتب بصدق وتلقائية دون مطبات، كأنه يكتب لنفسه لعله يجد متعة في ما يكتب تنسيه مرارة الواقع.
وهو إذ يكتب لنفسه ينتقد الأوضاع والتقاليد والقيم السائدة، بأسلوب أدبي شيق دون تجريح.
هل هو كتاب نقد أدبي أم أدب نقدي؟
"كبرت كثيراً يا أبي".. يستطيع الناقد والأديب والشاعر والمؤرخ ومنتجو الأفلام أن يجدوا ضالتهم في هذا الكتاب.
ففيه من النقد البناء ما فيه.. وفيه شعر وأدب وتاريخ.. وفيه ومضات وصور فنية ولقطات مثيرة يستطيع المنتج أو المخرج أن يستثمرها في أفلامه.
أما الناقد هشام شمسان فقد كتب دراسة بعنوان "كبرت كثيراً يا أبي": سيميائية العنوان، وإيحائيات البناء النصي (مقاربة تأويلية).. ويصف قصيدة التركي بأنها قصيدة روائية.
يقول شمسان في مقطع من الدراسة: "يهمنا أن نشير إلى أن ديوان "كبرت كثيراً يا أبي"، وإن كان ينحو في تجنيسه إلى نظام قصيدة النثر (الشعر الحر)، إلا أننا وجدنا أنها المرة الأولى التي نجد فيها ديواناً بهذا التجنيس الذي يلجأ إلى تقنية الرواية في تنضيد نصوصه، فهو قائم على نص واحد مكون من 162 صفحة، معتمداً فيه الشاعر على الأزمنة المتقطعة الأشبه بفصول الرواية الحديثة: فنحن نقرأ نصاً ذا زمنية طفولية، ثم تأتي مقطعية تالية ذات زمنية متقدمة (شيخوخة)، ثم ينقلنا إلى نصية بعمرية شبابية، ثم نصية بعمرية مختلطة الأزمنة، والأمكنة، وهكذا يدور بنا الشاعر في زوايا وأقبية الأزمنة، والأمكنة، كما تدور بنا الرواية عبر تقطيعاتها الفصولية".
وتأسيساً على هذا النسق الشعري، يجوز لنا أن نقول: "إن هذا جنس جديد من الشعر، يمكن أن يطلق عليه "القصيدة الروائية"، فيكون الشاعر اليمني عبدالمجيد التركي هو مؤسسها، ورائدها الأول.
الناقد الأردني تركي عبدالغني: "كبرتُ كثيراً يا أبي".. سطور هذا الديوان مليئةٌ بالوَراءات.. وغائصةٌ بما وراءها، لا تنفكُّ تجبرك على التوقف عند كثيرٍ من تقطيعاتها.
وهذه التقطيعات (المفككة) على كثير من الفقرات المنفصلة، مربوطة بذكاءٍ أخَّاذ (غير مكشوف) يجبر القارئ على التسليم أن في الشاعر عنكبوتاً نسجت خيوطها الشفافة بينها، بحيث منعت تفكُّك الفقرات من السقوط وحفظتها من التناثر العبثي العشوائي.
الديوان، رحلة مؤلمةٌ في المتعة.. وسفَرٌ ممتعٌ في الوجع، بحيث يستوقفك في كثير من محطاته ومطاراته وموانئه.
إنه يأخذك إلى عوالمه، يقتحمك.. فتحسُّ أنه يتسلل إليك، يتغلغل داخل جلدك ويلتف حول عظامك.. إنه من أجمل ما قرأت.
علي صلاح أحمد: الكاتب الحق الذي يستحق أن تقرأه هو ذلك الذي يجيد كتابتك.
في عالم حرف عبدالمجيد التركي، رأيتني ألهو وأمرح، أقامر وأغامر، أرتجف خوفاً وتمتلئ نفسي خشية ورعباً.
الآخرون مثلي، تجمعنا قواسم مشتركة من الأحاسيس والمشاعر.. المعاناة والمكابدة.. التوق والرغبات الملحة.. الأطماع المكبوتة والشهوات المتفلتة.. الغرائز المنداحة دونما رقيب أو حسيب فحسبها أنها هي فيما يطلق عليه الأنا والنحن.
في "كبرت كثيراً يا أبي"، الكل ينطق بلغة واحدة هي الإحساس: الإنسان حيثما كان.
الناقد التونسي سامي نصر: تمنّيت دائماً أن يكتب هذا الشاعر رواية، لكنني حين قرأت كتابه الأخير "كبرتُ كثيراً يا أبي" لم أشعر أن ذلك ضروري، ذلك أنه جرح غيمة الصمت التي تغطي المشهد اليمني، وشهد بقوَّة ووضوح وشجاعة على ما جرى، ونقل ذلك الإنسانيّ المتخفّي والمقصى والعصيّ، وسرده مُظهراً الإنسان اليمني في حالته الراهنة وهو يرزح تحت سماء الحرب دون مرتَّب ودون شيء، وجلس في هذا الزمن المرّ يتهجَّى تجاعيده في مراحل عمره الفائتة، وهي تجاعيد شعبه في الحقيقة، لا تجاعيده هو.
الناقد عبدالغني المخلافي: منذ أن قرأت شعر الماغوط، ورياض الصالح الحسين، وعدنان الصائغ، في قصيدة النثر، لم أجد أي عمل شعري يهزني، إلى أن هزتني مجموعة الشاعر عبدالمجيد التركي، التي قرأتها ثلاث مرات، وفي كل مرة يزداد عطشي، ولا أشبع من حلاوتها ودهشتها.
"كبرت كثيراً يا أبي".. بهذا العنوان يؤكد عبدالمجيد التركي كبره وتفرده في الإبداع وقدرته على التحليق.
الشاعر ياسر القعافي: لقد أقنعني عبدالمجيد -كقارئ بسيط- أن النثر هو شعر أيضاً، له وقعٌ موسيقي وصورٌ شعرية نستطيع حتى نحن تخيُّلها والإحساس بها، وأن شعر النثر كُتب لنا أيضاً ونستطيع فهمه، وربما كتابته.
فمجيد استطاع أن يجعل قصيدة النثر متواضعة جداً، وهي بكل جمالها وروعتها قابلة للتداول والاستشهاد بها عن تقرير حالة نفسية معينة بين الناس في سياق كلامهم، ولا أستبعد أن أرى على الزجاج الخلفي لأحد الباصات إحدى العبارات مثل: "أنا الآن عالقٌ مثل رسالة بداخل قارورة.. مثل حبة قمح في حلق الطاحون".
الناقد عبدالرقيب الوصابي: يحرص الشاعر عبدالمجيد التركي في تجربته الشعرية "كبرت كثيراً يا أبي"، على ألا يدخل عالم قصيدة النثر مثقلاً بمعايير وضوابط مسبقة عنها، بل نجده أشد تحرراً من الأدبيات التي تشكلت عنها جراء تنظير جيل الرواد المؤسسين من شعراء قصيدة النثر وجيل متراكم من نقادها منذ البواكير الأولى.. إلا أنه رغم حرصه الواعي بضرورة الابتعاد عن قوالب الآراء والأحكام النقدية الموازية لها نجده لا يغفل في الآن ذاته الأبعاد المعرفية والقضايا الفلسفية لقصيدة النثر.
الشاعر عبدالكريم الرازحي: كبرتَ كثيراً يا مجيد في هذا الإصدار الجديد.. كبرتَ كشاعر وتفردت.. ومن يقرأ لك "كبرت كثيراً يا أبي" يخرج بانطباع هو أنك متفرد ومختلف.
معظم شعراء قصيدة النثر في أقطار الوطن العربي يتشابهون وأنت لا شبيه لك.. وما كتبته يشبهك تماماً ويشبه فصيلة دمك.
الشاعر والناقد علوان الجيلاني: "كبرت كثيراً يا أبي".. بهذا الديوان دخل الشعر العربي منعطفاً جديداً.. لقد اكتشفت قصيدة النثر طريقها الحقيقي.. إذا تحدثنا بشكل أعمق فإن الأمر لا يتعلق بقصيدة النثر وحدها، ثمة فاتحة جديدة لمعنى الشعر، منذ اليوم سيكتب النقاد أن عام 2023، كان بداية مرحلة جديدة في الشعر العربي.