تقرير / لا ميديا -
قال الإعلام الصهيوني، اليوم الأحد، إنّ التحقيق في العملية التي قُتل فيها 3 جنود صهاينة وأصيب آخر عند الحدود الفلسطينية – المصرية، أمس ، أظهر أنّ الشرطي المصري نفذ العملية وفق خطة تستهدف جنود الاحتلال بشكل مباشر.
وبعكس الرواية المصرية الرسمية، التي وصفت العملية بأنها «سوء تفاهم»، مدعية أن الشهيد المصري اخترق الحدود وهو يطارد مهربي مخدرات، أكد الجيش والإعلام والتحقيقات الصهيونية أن منفذ العملية استهدف جنود الاحتلال الصهيوني بعملية مدروسة جيداً بحكم عمله كحارس حدود مصري دائم.
وقال موقع (i24news) إن التحقيق في «الهجوم» أظهر أنّ منفذ العملية المصري حمل سكينتين استخدم واحدة منها لقطع الأصفاد الموضوعة على بوابة معبر الطوارئ المخصص لمرور قوات الاحتلال عند الحاجة إلى الجانب المصري وعبر منه، كما تم العثور على نسخة من القرآن الكريم بحوزته.
وأضاف الموقع أنه «يتضح من التحقيق أنّ الشرطي المصري عرف المنطقة جيداً، بحكم عمله كحارس حدود مصري دائم، وعرف بالضبط مكان وجود الجنديين اللذين أطلق عليهما الرصاص بداية المسار».
وأشار إلى أنّ الجندي المصري أعدّ لنفسه مخبأً للتخفي داخل الأراضي المحتلة والبقاء فيها أطول مدة، حيث استقر على عمق كيلومتر ونصف شرق السياج، ووضع علامة على كومة من الصخور مستعيناً بالتضاريس الجبلية للمنطقة الحدودية التي تضم العديد من المنحنيات والمرتفعات الصخرية.
من جانبها قالت صحيفة «معاريف» إنّ العملية هجومٌ مخطط له من قبل الجندي المصري.
وأضافت أنّ خطة الجندي المصري، التي نجحت رغم بساطتها، كشفت انهيار منظومة الدفاع لـ»جيش» الاحتلال الصهيوني في القطاع تماماً، وتسببت بنتائج «مؤلمة» للكيان الصهيوني.
ولفتت الصحيفة إلى أن «جيش» الاحتلال يعاني من فشل جسيم وخطير في منع التسلل إلى الداخل، والطريقة التي كان من المفترض أن يتعامل بها مع الهجوم المفاجئ.
وتابعت أنه «في هذا الهجوم الخطير، لم يقتصر الأمر على حسم المسألة من قبل الجندي المصري، بل إن مفهوم الدفاع بأكمله فشل أيضاً في الاختبار الحقيقي».
من جانبها ذكرت قناة «كان» الصهيونية أنّه تمّ اكتشاف مقتل الجنود الصهاينة في مركز الحراسة، بعد مرور ساعات على العملية، وحتى قبل أن يعرف «جيش» الاحتلال التفاصيل الكاملة لها، بينما قُتل جندي ثالث خلال الاشتباك الذي جرى مع التعزيزات الصهيونية والجندي المصري ذاته، ما يدل على مدى الفشل الكبير في أداء قوات الاحتلال البرية على الحدود المصرية.
في السياق ذاته قال المعلق العسكري في صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، يوسي يهوشع، إنّه «قبل الحديث عن هجوم على إيران، من المهم فحص ما يحدث مع الجيش البري المهمل».
وتابع يهوشع أنّ «إسرائيل وقعت في حب الاستخبارات وسلاح الجو، وأهملت قواتها البرية».
وأضاف أنّه «في يوم ما، سيتواجه مقاتلو الجيش الإسرائيلي مع قوات الرضوان في لبنان»، لافتاً إلى أنّ «في مقابل الهزيمة المدوية له أمام شرطي مصري، يجب على الجيش الإسرائيلي فحص جهوزيته وتغيير الأولويات».
من جهة أخرى ذكرت تقارير صهيونية، اليوم، أن هناك تخوفاً كبيراً داخل الدوائر الأمنية في الكيان من أن يكون منفذ عملية الحدود المصرية نفذها من تلقاء نفسه.
وقالت قناة (i24NEWS) الصهيونية إن السؤال الرئيسي المطروح الآن هو ما إذا كان الجندي المصري تصرف من تلقاء نفسه، أم أنه جزء من تنظيم مسلح، وهو ما قد يثير المخاوف من تكرار مثل هذه الحوادث غير المحسوبة والمفاجئة.

رعب صهيوني
وذكرت تقارير أخرى أن هناك رعباً في الأوساط الأمنية الصهيونية كذلك بالنظر الى خارطة حدوث العملية، حيث إن الاحتلال قد عمل سوراً حدودياً إلكترونياً في المنطقة بتكلفة تزيد عن 3 مليارات دولار، بارتفاع 8 أمتار، ويحوي مجموعة من أحدث التكنولوجيات لمنع التسلل تشمل مستشعرات كهروبصرية وصوتية لتحليل كل البيانات من كل نقاط المراقبة بطول السور وتوفير نوع من أنواع التحذير المبكر، والذي أظهر فشله خلال هذه العملية.
كما تساءلت التقارير عما قد يحصل لو كانت العملية أكبر ونفذها عدد كبير من المهاجمين.
يُذكر أن الجهات الرسمية المصرية لم تفصح حتى الآن عن هوية الشهيد المصري، ولا تزال تخفي تفاصيل كثيرة حول العملية.
وبرغم التأييد الواسع الذي حظيت به العملية في الأوساط الشعبية المصرية، أكدت مصر وعبر قنواتها الرسمية تعاونها الكامل والوثيق مع الجانب الصهيوني بشأن هذه العميلة.
وأكد المتحدث باسم «جيش» الاحتلال أن الكيان ومصر يجريان تحقيقاً مشتركاً لكشف تفاصيل أعمق وأشمل بغية ضمان عدم تكرار مثل هذه العملية «غير المعتادة» عند الحدود.
وقالت إذاعة «كان» الرسمية، اليوم الأحد، إن وفداً مصرياً رفيعاً وصل يوم العملية إلى مكان الحادث على الحدود والتقى مسؤولين رفيعي المستوى في جيش الاحتلال، وتحدث المسؤول المصري مع قائد الفرقة 80، العميد يتسحاك كوهين، وقائد المنطقة الجنوبية، العقيد أليعازر توليدانو، في إطار التحقيق المشترك الذي يجريه جيش الاحتلال والجيش المصري.
وبحسب المسؤولين «الإسرائيليين»، فإن «المصريين أبدوا استعدادهم للمساعدة في كل شيء في التحقيق».
كما جرت محادثة غير عادية بين وزير الدفاع الصهيوني، يؤاف جالانت، ونظيره المصري، محمد ذكي، يوم وقوع العملية. وصرح المتحدث العسكري بأن ما حدث ليس هجوماً، بل سوء تفاهم بعد أن طارد الجندي المصري مهربين إلى داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وقال بيان الجيش المصري: «قام الفريق أول محمد زكي، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، بإجراء اتصال هاتفي بوزير الدفاع الإسرائيلى يواف جالانت لبحث ملابسات حادث اليوم وتقديم واجب العزاء في ضحايا الحادث من الجانبين والتنسيق المشترك لاتخاذ ما يلزم من إجراءات لمنع تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلا».