تقرير / لا ميديا -
سرعان ما انفضت الشراكة بين الزبيدي والبحسني والتي لا أحد يدري كيف ولماذا كانت أصلا. فإلى الأمس ، بدا الانسجام بالغا بينهما حتى في مذكرة الاستدعاء الأخيرة بالسفر إلى الرياض على وجه السرعة والخضوع. هناك فقط كان للسعودي كلمته كما يبدو، حتى كأن لم يكن هناك شراكة. يجد البحسني نفسه خارج مجلسين: «انتقالي» و«رئاسي»، فيما لايزال الزبيدي ينتظر ما الذي ستسفر عنه عقوبات ابن سلمان في حق مجلسه، هل ستظل عقوبات تأديبية أم ستتحول إلى دولية يخشاها أشد الخشية.

أكدت مصادر مطلعة أن خلافات عصفت، اليوم، بين المرتزقين عيدروس الزبيدي وفرج البحسني في أحد فنادق الرياض، بعد توجههما معا إلى هناك إثر استدعاء عاجل من سلطات ابن سلمان.
وقالت المصادر إن البحسني، المعين عضوا في «رئاسي الاحتلال» عن حضرموت، هدد بفض الشراكة مع ما يسمى «المجلس الانتقالي»، الموالي للاحتلال الإماراتي، والذي كان قد تعين فيه قبل أيام نائبا لرئيس المجلس.
وأشارت إلى أن الخلافات جاءت على خلفية رفض الزبيدي دعم مطالب البحسني خلال لقاء خالد بن سلمان، حيث كان البحسني يتوقع مؤازرة من الزبيدي لمطالبه بحلحلة الوضع عسكريا وأمنيا في حضرموت، لكنه تفاجأ بتجاهل الأخير لمطالبه، والعودة للمشاركة في اجتماعات ما يسمى المجلس الرئاسي، برئاسة المرتزق رشاد العليمي، رغم مقاطعة البحسني.
وأضافت أن البحسني كان سرب معلومات عن فشل فريق الحوار الجنوبي في الانتقالي باستكمال جمع بقية القوى والشخصيات الجنوبية وإقناعها بالمشاركة، مشيرة إلى استحضار البحسني للقيادات الجنوبية غير المشاركة في انتقالي الإمارات محاولة لتبرير استقالة مرتقبة من مجلس الزبيدي.
وكان البحسني أعلن، قبل أيام، انضمامه لانتقالي الإمارات، في خطوة وصفت من حيث التوقيت بمحاولة توجيه رسالة للمرتزق رشاد العليمي الذي رفض مطالب بوقف وتيرة إقصاء المحسوبين عليه من القيادات العسكرية والأمنية والمحلية في حضرموت.
وفي سياق الصراع بين العليمي والبحسني، واصل الأخير تعليق مشاركته في اجتماعات رئاسي الاحتلال في فنادق الرياض.
ورفض البحسني المشاركة في الاجتماع الطارئ الذي عقد في وقت متأخر من مساء أمس، بعد لقاء مع وزير دفاع الاحتلال السعودي خالد بن سلمان ضم أدوات الارتزاق.
ومع أن اجتماع رئاسي الاحتلال لم يناقش أي ملفات، وكان محاولة من السعودية لإظهار التئام المجلس بعد المنعطفات الخطيرة التي مر بها خلال الأيام الماضية مع تصعيد «الانتقالي»، إلا أن مقاطعة البحسني تعكس استمرار الصراع داخل سلطة المجلس المشكل من الاحتلال قبل عام.
ورفض البحسني المشاركة في اجتماع رئاسي الاحتلال يعد امتدادا لمقاطعة منذ عدة أسابيع، احتجاجا على رفض العليمي مطالبه بشأن تغييرات أمنية وعسكرية في حضرموت أبرزها إخضاع العسكرية الأولى والثانية لقيادته مباشرة.
وفي المقابل، لوح المؤتمري جناح الإمارات مبخوت بن ماضي، المعين من قبل الاحتلال محافظا لحضرموت، اليوم، بالانضمام إلى انتقالي الإمارات، في تهديد بالانقلاب على القوى الحضرمية  المناهضة له.
ونقلت وسائل إعلام الانتقالي عن مصادر قولها بأن بن ماضي بارك، في اتصال مع المرتزق أحمد بن بريك، رئيس ما تسمى «الجمعية الوطنية» التابعة للانتقالي «نجاح مؤتمر الجمعية الوطنية الذي احتضنته المكلا خلال اليومين الماضيين»، وهو الاتصال الذي يعد الأول منذ مقاطعة بن ماضي لاجتماع الانتقالي والتصعيد ضده.
وكان بن ماضي غادر ضمن وفود  كبار قادة القوى الحضرمية إلى الرياض قبيل انطلاق لقاء الجمعية الوطنية للانتقالي وشارك في اجتماعات للقوى الحضرمية في الرياض.
وجاء اتصال بن ماضي وبن بريك  عشية تقارير عن فض سلطات الرياض اجتماعات للقوى الحضرمية كانت مخصصة لتحديد مستقبل حضرموت عقب خلافات بين بن ماضي ووكيله الأول عمرو بن حبريش بشأن وضع الانتقالي.
وكانت مصادر في ما يسمى مؤتمر حضرموت الجامع أفادت بأن سلطات الرياض قررت وقف فعاليات مؤتمر القوى الحضرمية بسبب ملاسنات تطورت إلى مشاجرات بين المجتمعين.
وانفجر الخلاف عقب دعوة بن ماضي، لمصالحة وحوار مع انتقالي الإمارات، وهو ما رفضته غالبية القوى الحضرمية على رأسهم بن حبريش.
ويشترط بن حبريش أن يظل مكونا مؤتمر حضرموت الجامع ومرجعية حلف القبائل هما الممثلين لحضرموت مع رفض إمكانية وجود أي موطئ قدم لانتقالي الإمارات.
وكانت الرياض استدعت كبار قادة حضرموت الموالين لها قبيل انطلاق فعالية مؤتمر الجمعية الوطنية للانتقالي في المكلا، في خطوة وصفت بأنها تهدف لمنع أي تقارب بين الحضارم والانتقالي.
وتزامن فض المؤتمر مع عودة الزبيدي إلى رئاسي الاحتلال يشير إلى استغناء الرياض عن القوى الحضرمية المناهضة له.
إلى ذلك، رفضت سلطات ابن سلمان، اليوم، مناقشة المطالب التي حملها الزبيدي إلى الرياض والمتعلقة بتشكيل حكومة فنادق جديدة.
وكشفت مصادر مطلعة أن الزبيدي طرح، خلال اللقاء الذي جمع أعضاء رئاسي الاحتلال بوزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان في وقت متأخر من مساء أمس ، عدة شروط لاستئناف المشاركة في اجتماعات الرئاسي، أبرزها تغيير حكومة الفنادق الحالية، مشيرة إلى أن ابن سلمان أبلغ الزبيدي بأن الوقت ليس مناسبا لإجراء تغيير، لكنه وعده بمناقشة الملف مع القيادة العليا.
وكان الزبيدي استبق وصوله الرياض بمطلب ضرورة تغيير حكومة الفنادق برئاسة المرتزق معين عبدالملك، والتي وصفها بالعاجزة والفاشلة مبديا تمسكه بمنح الجنوب 95٪ من حصة الحكومة الفندقية الجديدة.
ويشكل رفض السعودية لمطالب انتقالي الإمارات صفعة قوية له ونسفا لنتائج مؤتمر الحوار في عدن وحضرموت والتي حاول من خلالها رفع حصته في السلطة الموالية للاحتلال جنوب اليمن.
وواصلت سلطات ابن سلمان تهديد الزبيدي بفرض عقوبات دولية عليه وعلى مجلسه.
وقال الإعلامي السعودي المقرب من المخابرات السعودية علي العريشي، في تدوينة على «تويتر» في تعليقه على حديث تلفزيوني للزبيدي: «كلام خطير جداً من اللواء عيدروس الزبيدي الذي يلمح للدخول في مواجهة مع مجلس القيادة الرئاسي خلال شهر أو اثنين ويهدد بانهيار منظومة الحكم».
وأضاف: «عيدروس ينتحر سياسياً، وقد يصنف هو ومجلسه الانتقالي على قوائم العقوبات وربما الحظر الدولي».
لكن ناشطين اعتبروا أن التهديد السعودي محاولة لذر الرماد على العيون والظهور بموقف الرافض للانفصال، مؤكدين أن تصعيد الزبيدي ضد الوحدة اليمنية بضوء أخضر من السعودية.