تقرير / لا ميديا -
فـي حضرموت، يوزع الاحتلال الأدوار على أدواته بشكل عجيب، فتارة يقدم هذا على ذاك، وأخرى يقدم ذاك على هذا، وما بين هذا وذاك يستمر مشروعه التقسيمي الناهب لخيرات وثروات المحافظة النفطية الغنية الفقيرة. يغيم المشهد منتقلا من زبيدي إلى بحسني إلى ابن ماضي إلى ابن حبريش... إلى قائمة لا تنتهي من أسماء طارئة لا علاقة لها بحضرموت. ولا يبدو أن شيئا ما يحدث سوى أن استنفارا لأداة يقابله استنفار لأداة أخرى. ففي النهاية ثمة وجهان (سعودي وإماراتي) لعملة واحدة اسمها الاحتلال، يعرفان كيف يبدوان مختلفين في الملامح متحدين في الأهداف.

استدعى الاحتلال السعودي، اليوم، عددا من مرتزقته في محافظة حضرموت المحتلة إلى عاصمته الرياض، قبيل انعقاد فعالية مرتقبة لما يسمى «المجلس الانتقالي»، الموالي للاحتلال الإماراتي، في المكلا.
وأكدت مصادر مطلعة أن طائرات تابعة للاحتلال السعودي نفذت، اليوم، عدة رحلات إلى مطاري الريان وسيئون، لنقل قيادات حضرمية بارزة العمالة والارتزاق، أبرزها مبخوت بن ماضي، المعين من الاحتلال محافظا لحضرموت، ونائبه الأول عمرو بن حبريش، الذي يشغل أيضا رئيس ما يسمى مؤتمر حضرموت الجامع، بالإضافة إلى عبدالله صالح الكثيري، رئيس ما تسمى مرجعية حلف القبائل، وعصام حبريش، المعين وكيلا لشؤون الوادي والصحراء، وقائد ما تسمى الهبة الحضرمية الثانية، صالح بن حريز المري، وعمرو بن مسلم الهلابي، وسالم النهدي، ومرسل الجابري، وعلي عبدالله باوزير، والشيخ صالح العامري، وآخرون.
وبحسب المصادر فإن القيادات التي تم نقلها إلى عاصمة الاحتلال تشكل ثقلا قبليا ومراكز نفوذ في مديريات الوادي والصحراء.
وأشارت إلى أن من تم استدعاؤهم إلى عاصمة الاحتلال هم مَن تصورهم الرياض خصوماً لانتقالي الإمارات في حضرموت، قبيل انطلاق اجتماع جمعيته الوطنية في المكلا، في مؤشر إلى ترتيب السعودية للرد على أية محاولة للانتقالي الخروج عن خطوطها الحمراء المتبعة.
وتأتي الخطوة السعودية قبل يوم على انطلاق فعالية لقاء الجمعية الوطنية لانتقالي الإمارات في المكلا برئاسة المرتزق عيدروس الزبيدي، ونائبه المرتزق فرج البحسني، وهو ما يشير إلى محاولة سلطات الرياض إفراغ الفعالية من مضمونها، بحجب القيادات الحضرمية عن المشاركة، حيث سيشكل غياب تلك القيادات عن مؤتمر المكلا ضربة قوية للانتقالي، الذي دفع خلال الأيام الماضية لمشاركة صورية لتلك القيادات في فعاليته التي تعد الأولى ويسعى من خلالها إلى فرض واقع جديد في الهضبة النفطية.
وتشهد الهضبة النفطية حراكاً قبلياً عالي المستوى بعد الخطوات العسكرية التهديدية التي أقدم عليها «الانتقالي» بدعم من تحالف الاحتلال في المكلا قبل أيام، والتي أدت لاستفزاز أبناء حضرموت أكثر من أي وقت مضى خلال السنوات الماضية، ما جعل الصف الحضرمي يتوحد بوجه المجلس التابع للاحتلال الإماراتي.
وكان صالح بن حريز المرّي، قائد ما يسمى «الهبة الحضرمية – مخيم العيون»، حمّل ما سماه «التحالف» مسؤولية ما يحدث في حضرموت والمخاطر التي تتهدد المحافظة وأمنها واستقرارها، والتي قد يتجاوز تأثيرها حدود حضرموت وربما حدود اليمن، حسب مصادر قبلية نقلت عنه.
وأكد ابن حريز أن «اللجنة التي تم الاتفاق على تشكيلها بعد لقاء سيئون، وإرسالها إلى السعودية، كانت التقت بصاحب القرار الأول في السعودية رأساً للخروج منه بموقف سعودي واضح وصريح مما يحدث في حضرموت حالياً، كون التحالف هو مَن أتى بالمجلس الانتقالي وشكل له مليشيات مسلحة وقدم له المال والسلاح والآليات العسكرية التي اقتحم بها المكلا قبل أيام مستقدماً عناصر من خارج المحافظة بذريعة تأمين المكلا لانعقاد دورته السادسة للجمعية الوطنية».
وحسب ابن حريز، فإن «معرفة الموقف السعودي الحقيقي مما يحدث في ساحل حضرموت سيترتب عليها تحديد طبيعة الإجراءات التي ستتخذها قبائل حضرموت، خصوصاً وأن الانتقالي هو صنعية التحالف وأداته، ولولاه لما كان للانتقالي اليوم أن يحشد مليشياته لاقتحام المكلا على ظهر المدرعات التابعة للتحالف».
مصادر في ما يسمى مؤتمر حضرموت الجامع، والذي يرأسه المرتزق عمرو بن حبريش، ويعتبر إحدى أهم القوى السياسية والاجتماعية في المحافظة النفطية، كشفت، اليوم، عن ترتيبات يجريها الاحتلال السعودي لـ»تسمية وفد حضرموت في مفاوضات اليمن».
وقالت المصادر إن من شأن تسمية ممثلي حضرموت في وفد المفاوضات توجيه صفعة للانتقالي، الذي يستعد لعقد اجتماع جمعيته في المكلا إيذانا باستعراض ضمها إلى وفده عن الجنوب.
وأشارت إلى أنه في حال نجحت القوى الحضرمية في التوافق على أسماء ممثلي وفد حضرموت فإن ذلك سيعزز حصار المرتزق فرج البحسني، عضو رئاسي الاحتلال الذي انضم مؤخرا للانتقالي ويدفع نحو ضم حضرموت لعدن، وبما قد يفضي إلى إزاحته من تمثيل حضرموت في رئاسي الاحتلال، وهو ما كشفته أيضا مصادر في حكومة الفنادق عن مناقشة سفير الاحتلال السعودي محمد آل جابر، مع المرتزق رشاد العليمي، بخصوص الإطاحة بالبحسني من منصبه أو مواصلة تحييده.
وفي أول رد له على قرار قوى المحافظة النفطية مقاطعته، هدد المرتزق عيدروس الزبيدي، اليوم، بالخيار العسكري لإسقاط حضرموت.
وقال الزبيدي، خلال لقاء جمعه بالعشرات من أتباعه في المكلا، إنه لن يتنازل شبرا واحدا عما وصفها بأرض الجنوب، متوعدا بالدفاع  عنها بكل ما أوتي من قوة.
وبحسب مراقبين، فإن تهديد الزبيدي يعكس مخاوف مجلسه المنادي بالانفصال من فشل مؤتمره المرتقب، في ضوء غياب قيادات لها ثقل اجتماعي وسياسي.
وزادت مخاوف انتقالي الإمارات من فشل مؤتمره مقاطعة الجماهير لمباراة أقامها المجلس اليوم في استاد المكلا بحضور الزبيدي، حيث أظهرت صور تداولتها وسائل إعلام محلية بضعة عشرات في المدرجات رغم امتلاء تلك المدرجات خلال أية فعالية رياضية ولو مباراة من دور الدرجة الثانية.
وبحسب مراقبين، فإن المقاطعة تعد بمثابة صفعة شعبية لانتقالي الإمارات الذي يستعد لعقد اجتماع جمعيته الوطنية اليوم.