تقرير / لا ميديا -
عقب أسبوعين من زيارة السفير الأمريكي إلى المحافظة، يواصل طرفا الاحتلال تحشيداتهما العسكرية في محافظة حضرموت النفطية، على غرار بقية المحافظات المحتلة، والمرتزق البحسني يمنع زيارة كانت معدة للعميل العليمي إلى حضرموت، فيما أصبحت التفجيرات قاب قوسين
من الزج بالمحافظة في أتون صراع دموي تحشد له شتى الأطراف.
هزت سلسلة انفجارات عنيفة، اليومين الماضيين، مدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت المحتلة.
وقالت مصادر محلية إن انفجارا عنيفا هز، أمس، منطقة الغويزي في المكلا، مشيرةً إلى أنه لم يعرف بعد مصدر وأسباب الانفجار.
وكانت انفجارات مماثلة مجهولة السبب وقعت بالقرب من منطقة ديس المكلا، في ظل تحشيدات قوات الاحتلال السعودي والإماراتي ومرتزقتها استعدادا لتفجير الوضع في المحافظة النفطية.
وتتصاعد الانفجارات مجهولة السبب في المناطق الشرقية المحتلة، وسط أنباء عن أنها نتاج قيام شركات تابعة للاحتلال الإماراتي بالتنقيب عن الذهب والمعادن ونهب ثروات اليمنيين.
إلى ذلك، عاود المرتزق فرج البحسني، المعين عضوا في رئاسي الاحتلال، أمس، تحشيد قواته لإسقاط مدينة المكلا، تزامناً مع دفع الاحتلال الإماراتي له لتفجير الوضع في مديريات الوادي والصحراء، وقطع الطريق أمام تمدد الاحتلال السعودي في الهضبة النفطية، عقب مطالباته بإقالة قائد ما تسمى «المنطقة العسكرية الثانية» المحسوب على المؤتمري جناح الإمارات المرتزق مبخوت بن ماضي، المعين محافظا لحضرموت.
مصادر مطلعة أكدت أن مجاميع مما تسمى «الحماية الرئاسية»، المحسوبة على البحسني، عاودت التمركز في تخوم المنافذ الغربية لمدينة المكلا، وسط تحركات يقودها لإعادة سلطته في ساحل حضرموت.
وأشارت المصادر إلى أن البحسني أوعز لبقية وحدات رئاسي الاحتلال، التي سبق أن طردتها قوات ابن ماضي من المدينة، للتأهب لمعركة مرتقبة، في ظل تصاعد الخلافات بين ابن ماضي والبحسني، خصوصاً بعد الإطاحة بالأخير من منصب المحافظ، وخلعه من المنصب الذي كان ينتحله كقائد للمنطقة العسكرية الثانية.
وتأتي التطورات وسط أنباء عن قرب انفجار مواجهات مباشرة بين فصائل الاحتلال الإماراتي والسعودي في حضرموت، مع احتدام صراعات النفوذ والسيطرة بين قطبي تحالف الاحتلال.
وأمس، ألغت سلطات الرياض زيارة كانت مرتقبة للمرتزق رشاد العليمي إلى حضرموت، بسبب موقف البحسني الرافض للزيارة.
وكشفت مصادر إعلامية جنوبية أن إلغاء الزيارة جاء إثر خلافات بين العليمي والبحسني، الذي كان أعلن قبل بضعة أسابيع تعليق مشاركته في ما يسمى «مجلس القيادة الرئاسي» المشكل قبل عام في فنادق الرياض.
وأكدت المصادر أن وساطات يجرى الدفع بها لإقناع البحسني بالتراجع عن قراره؛ لكن لم تصل بعد إلى نتيجة.
وكان البحسني وضع قبل أيام، خلال لقائه بالمرتزق سلطان البركاني، رئيس برلمان الفنادق، عدة شروط مقابل السماح بزيارة العليمي لحضرموت، أبرزها إجراء ما وصفها بإصلاحات اقتصادية وسياسية، في إشارة كما يبدو لمطالبه بإقالة محافظ حضرموت الحالي مبخوت بن ماضي وقائد العسكرية الثانية، حيث يخوض معه صراعا تصاعدت وتيرته مؤخرا وصف بصراع النفوذ منذ قرار إقالته من منصب المحافظ وقائد العسكرية الثانية قبل أشهر.
والشروط، وفق المصادر، تهدف لخلط الأوراق على قوات الاحتلال السعودي التي بدأت من المكلا ترتيبات لتثبيت هيمنتها مستقبلا على المحافظة.
وأبرز تلك الإجراءات تسليم مطار الريان، الذي ظل لسنوات مغلقاً منذ اتخذته قوات الاحتلال الإماراتي قاعدة لها على بحر العرب.
بدوره، بدأ الاحتلال الإماراتي، أمس، تحركات لتفجير الوضع عسكريا في حضرموت، وذلك بالتوازي مع ترتيبات سعودية للظفر بالمحافظة النفطية، دافعا برجله الأول في حضرموت، فرج البحسني، للتصعيد.
ويطالب البحسني بإقالة قائد العسكرية الثانية المحسوب على المحافظ مبخوت بن ماضي، مقابل العودة إلى عمله في رئاسي الاحتلال.
وطردت قوات العسكرية الثانية، في وقت سابق هذا العام، البحسني من المكلا عقب نشره قوات من «الحماية الرئاسية» لتأمين وجوده في القصر الجمهوري بالمكلا.
ولم تقتصر مطالب البحسني على إقالة قائد المنطقة العسكرية الثانية، بل وصلت حد تقديم قائمة تستهدف ضباطا في دفاع وداخلية الفنادق بمحافظة حضرموت، إضافة إلى إنهاء نفوذ الخونج في الهضبة النفطية.
وتأتي تطورات المشهد في محافظة حضرموت بعد أسابيع من زيارة مشبوهة قام بها السفير الأمريكي لدى حكومة الفنادق، ستيفن فاجن، للمرة الثانية خلال خمسة أشهر.
فاغن، في تصريح له، قال إن مجيئه الى حضرموت «يأتي لإظهار دعم الولايات المتحدة لليمنيين، وإيجاد حل للصراع القائم»، فيما أكد مراقبون أن ذلك يأتي بهدف احتلال السواحل الشرقية لليمن بشكل عام.
وأوضح السفير الأمريكي أنه بحث مع محافظ حضرموت المعين من الاحتلال وفريقه الوضع الحالي، وشدد على ضرورة الإبقاء على حالة الاستقرار، وتنفيذ برنامج الإصلاحات المالية والإدارية، ومكافحة الفساد في المحافظة.
كما التقى «الجهات المستفيدة من دعم الوكالة الدولية لبناء القدرات والشباب، لإشراكهم في التسوية السياسية».
من جانبها، زعمت سلطات الارتزاق برئاسة مبخوت بن ماضي، أن وصول السفير الأمريكي يأتي بهدف «دعم الولايات المتحدة للأمن وخفر السواحل وقوات مكافحة الإرهاب»، وهي الإكليشة التي اتبعها الأمريكيون في محافظة المهرة، الأمر الذي يعني أن الولايات المتحدة تسعى لبسط سيطرتها على المياه الإقليمية اليمنية والسواحل الشرقية.
محللون رأوا أن التحركات الأمريكية في حضرموت بمثابة ضوء أخضر للاحتلال السعودي والإماراتي لتفجير الوضع عبر أدواتهما وإدخال المحافظة في أتون حرب واقتتال داخلي بين أدوات الاحتلال لإخلاء الجو للسيطرة على منابع النفط وسواحل المحافظة استمرارا لنهب ثرواتها والتحكم بمياهها وسواحلها الهامة.
المصدر موقع ( لا ) الإخباري