تقرير / لا ميديا -
«لا تختبروا صبرنا»، يقولها «الانتقالي» هو أيضا، حتى وإن كان السياق ارتزاقا واضحا ومجرد احتجاج على عدم صرف مخصصاته المالية من قبل الاحتلال أسوة بالمرتزقة الجدد الذين سيحلون محله. لكن يبدو أن لدى «الانتقالي» ما يلفت الانتباه في مواقع التواصل الاجتماعي كاستعراض هنا وتعزيز لقوات هناك حتى يقول بأنه مازال موجودا على الأرض.

نظم مرتزقة «الانتقالي الجنوبي»، اليوم، استعراضا عسكريا كبيرا في مدينة عدن، بالتزامن مع إصرار السعودية على تسليم كافة معسكراته لما تسمى قوات «درع الوطن» التابعة للتكفيريين.
وأقيم الاستعراض في معسكر رأس عباس الذي تضغط السعودية لتسليمه لـ”درع الوطن”.
ورفعوا خلال الاستعراض علم الانفصال الذي تم رسمه وسط المعسكر في رسالة واضحة بالتمرد على السعودية والعليمي.
وبحسب مراقبين فإن الاستعراض إما أنه يأتي بمثابة تمرد على الاحتلال السعودي أو أنه مجرد مناورة للحصول على مكاسب سياسية ومالية، لاسيما في ظل تعمد الاحتلال عدم صرف مخصصات فصائل الانتقالي، في الوقت الذي سلم فصائله كافة مخصصاتها.
وردا على خطوة الاستفزاز السعودية، حذر انتقالي الإمارات مما سماه «نفاد صبر القوات الجنوبية»، مطالبا بصرف رواتب عناصره.
وقال المرتزق عبدالله أبو عرب، نائب قائد قوات ما تسمى «الحزام الأمني» في عدن، في منشور على صفحته بفيسبوك: «نحذر المملكة السعودية ونقول لا تختبروا صبر القوات الجنوبية عليكم بصرف جميع مستحقات القوات المسلحة الجنوبية في أقرب وقت أسوة بقوات درع الوطن التي قمتم بإنشائها».
وأضاف أبوعرب أن «الصبر زاد عن حده ما لم فإننا نحملكم كامل المسؤولية لما قد يحدث في الأيام القادمة».
وسخر ناشطون من تصريح القيادي العسكري لانتقالي الإمارات حيث يثبت مدى ارتهان تلك الفصائل للاحتلال السعودي وأنهم بمثابة أجراء يستطيع الطرف الممول قمعهم بكل سهولة.
ومع اتساع رقعة الأزمة بين انتقالي الإمارات والاحتلال السعودي، واستمرار الأخير برفض صرف مرتبات فصائل المجلس على الرغم من صرفه مرتبات بقية الفصائل، كشفت وسائل إعلام توجيه «الانتقالي» ناشطيه وفصائله للتصعيد ضد السعودية بغية الضغط لصرف مرتبات عناصره المتوقفة منذ ستة أشهر.
غير أن التصعيد سيظل يراوح مكانه على مواقع التواصل الاجتماعي، ليتحول مع الوقت إلى استجداء، خصوصا مع اقتراب رمضان وازدياد الغضب في صفوف تلك الفصائل التي تشعر بأنها ضحت بالمئات من عناصرها في سبيل تمكين تحالف الاحتلال بقيادة السعودية.
ويدرك الاحتلال السعودي أن استخدامه وقف المخصصات المالية ورقة مجدية للدفع بفصائل الانتقالي إلى الرضوخ لمطالبه بإخراجها من عدن،  وهو ما بدأ يترجم على أرض الواقع.
إلى ذلك، دفع انتقالي الإمارات، اليوم، بتعزيزات كبيرة إلى محافظة أبين، حيث تتعرض فصائله لهجمات وكمائن يومية ينفذها تنظيم القاعدة التكفيري (إحدى أدوات الاحتلال السعودي في اليمن).
وقالت مصادر إن «الانتقالي» عزز قواته في أبين وخاصة مديرية مودية، بأربع كتائب من قوات الدعم والإسناد غادرت مدينة عدن منتصف الليل.
وأكدت المصادر أن التعزيزات تستبق عملية تمشيط واسعة يعتزم الانتقالي تنفيذها للسيطرة الكاملة على مودية التي تشهد هجمات وكمائن تستهدف تشكيلاته بصورة يومية تسفر عن مقتل وإصابة العشرات في استنزاف سعودي متعمد لإنهاك قواته.
وحذر ناشطون في «الانتقالي» قيادتهم من استمرار إفراغ عدن من القوات، مشيرين إلى أن عمليات الاستنزاف لفصائل المجلس في أبين ترتبط بمخطط سعودي لإسقاطه في عدن وتسليم المدينة لـ»درع الوطن» المشكلة من الرياض.
وفي سياق التصعيد ضد فصائل «الانتقالي» في أبين، واصلت قبائل المناطق الوسطى، اليوم، تحشيداتها العسكرية للأسبوع الرابع على التوالي.
وقالت مصادر محلية إن أكثر من 50 مقاتلاً وصلوا إلى معسكرات القبائل في مودية، قادمين من مديرية جيشان الحدودية مع محافظة شبوة.
ويتوقع أن تفجر التحشيدات المتبادلة في المديريات الوسطى، مواجهات طاحنة خلال الأيام القادمة، خصوصاً مع تصاعد حالة الغليان الشعبية المطالبة بطرد فصائل «الانتقالي»، ومحاولة الأخيرة الحفاظ على آخر تمثيل لها في المحافظات الجنوبية المحتلة.
وخلال الأيام القليلة الماضية، حدثت مناوشات واشتباكات متقطعة بين مجاميع الانتقالي ومسلحي القبائل، في ظل الاستهداف المستمر لتعزيزات المجلس، وما يعقبه من قصف عنيف على القرى القبلية.