تقرير / لا ميديا -
كان من نصيب محافظة لحج أن تشهد أولى المعارك الطاحنة بين أدوات الاحتلال، والتي خلفت عشرات القتلى والجرحى. انفجار الموقف كان متوقعا على أية حال، طالما وصلت الأمور إلى مرحلة اللاعودة بين انتقالي الإمارات والاحتلال السعودي. والتوقعات هي أن تشهد بقية المحافظات المحتلة معارك هي الأخرى، في ظل تحشيدات «الانتقالي» وتهديداته باقتلاع أذرع السعودية حسب توصيفه للقوات المشكلة حديثا تحت مسمى «درع الوطن».

قتل وأصيب ما لا يقل عن 15 مرتزقا، في حصيلة غير نهائية، باشتباكات طاحنة اندلعت اليوم بين فصائل الاحتلال السعودي الإماراتي في محافظة لحج المحتلة.
وأفادت مصادر مطلعة بمصرع أربعة عناصر على الأقل وإصابة 11 آخرين، إثر مواجهات طاحنة اندلعت بين ما تسمى قوات «درع الوطن»، الموالية للاحتلال السعودي، ومسلحين من قبائل الصبيحة مدعومين من فصائل انتقالي الإمارات، في جبل خرز بمنطقة طور الباحة، شمال غرب مدينة عدن.
وكانت المجاميع القبلية التابعة للانتقالي تصدت لفصائل الاحتلال السعودي، عقب وصول تعزيزات للأخيرة إلى منطقة طور الباحة، ضمن مخطط لنشرها في رأس العارة وعموم مناطق المثلث الاستراتيجي القريب من مضيق باب المندب.
وأشارت المصادر إلى أن رقعة الاشتباكات توسعت لتمتد إلى المناطق الجنوبية لطور الباحة، مع وصول تعزيزات للطرفين، وسط توقعات بمعارك طاحنة واسعة قد تشمل بقية المناطق الاستراتيجية في المحافظة.
وكانت المجاميع القبلية الموالية لانتقالي الإمارات، منعت، اليوم، انتشاراً للفصائل السعودية الجديدة في المحافظة، قبل أن تندلع معارك طاحنة بين الطرفين.
وتصدى المسلحون القبليون لوحدات مما يسمى اللواء الأول لقوات «درع الوطن» أثناء محاولة الأخيرة الانتشار في جبل خرز بمنطقة الصبيحة، الأمر الذي اعتبره مراقبون فشلا لفصائل «درع الوطن» التي أنشأها الاحتلال السعودي مؤخراً كبديلة عن الفصائل الإماراتية في المحافظات الجنوبية المحتلة، في أول مهمة لها، وسط صدام مباشر مع خصومها.
ويشير المراقبون إلى أن تشكيل تلك الفصائل من المجاميع التكفيرية جعل مسلحي الصبيحة يشعرون بأن الاحتلال السعودي يتجه لتفخيخ المناطق الساحلية القريبة من مضيق باب المندب، ممر التجارة الدولي، وذلك بنشر الجماعات التكفيرية من العناصر السلفية والقاعدة التي وصلت إلى عدن ولحج بعد تلقيها تدريبات عسكرية في معسكرات سعودية على يد أمريكيين.
ونشرت قوات الاحتلال السعودي تلك المجاميع في غرب لحج، تحت مسمى “اللواء الأول درع الوطن” بدلا عن فصائل “الانتقالي”، فيما بدأت قيادات الأخير بالانضمام إلى تلك المجاميع.
وكانت وسائل إعلام كشفت، في وقت سابق، عن ترتيبات سعودية لنشر وحدات من “قوات درع الوطن” على طول الشريط الساحلي الممتد بين محافظات تعز ولحج وعدن، لافتة إلى أنه جرى في عدن تجهيز وحدات عسكرية من عناصر «درع الوطن» لنشرها في منطقة المضاربة ورأس العارة التي تسيطر عليها فصائل العميل طارق عفاش.
وأشارت إلى أن جزيرة ميون الاستراتيجية وساحل ذوباب وجبال كهبوب ستكون ضمن المنطقة التي ستنتشر فيها تلك القوات.

الانتقالي يتوعد باقتلاع أذرع السعودية
إلى ذلك، توعد انتقالي الإمارات، اليوم، بقلع أذرع السعودية وإفشال مخططات ما سماها “إعادة القوى الاستعمارية الجديدة في المحافظات الجنوبية”.
وحذرت قناة “عدن المستقلة” التابعة لـ”الانتقالي”، في برنامج “المشهد الجنوبي”، من سمتهم “الأفاكين المترفين بكراسي الذل وأمراء الحروب وناهبي الثروات، بأن حلمهم الأسود لن يتحقق”.
وقالت القناة: ”ستبتر كل الأصابع القذرة التي تمتد للجنوب، ممن تسعى إلى إعادة مخططات القوى الاستعمارية الجديدة من باسطي الفساد وخائني العهود”، في إشارة إلى توجهات الاحتلال السعودي بالحد من نفوذ المجلس الانتقالي.
بدوره، توعد المرتزق فضل الجعدي، عضو هيئة رئاسة الانتقالي، اليوم، باستهداف الفصائل السعودية في المحافظات الجنوبية المحتلة.
وقال الجعدي، في تدوينة على تويتر، إن «الجنوب اليوم مختلف عن جنوب الأمس»، داعياً السعودية إلى الرضوخ للأمر الواقع، حسب قوله.
وأكد الجعدي أن المجلس يمتلك مخالب وأنيابا لاقتلاع ما وصفها بـ«الأذرع التخريبية»، في إشارة إلى قوات درع الوطن التي أنشأتها السعودية مؤخراً كبديلة عن الفصائل الإماراتية في عدن وعموم المحافظات الجنوبية.
وبحسب المراقبين، فإن فصائل “الانتقالي” صعدت من موقفها ضد الرياض كونها ترى نفسها تواجه مصيرا مجهولا إثر التوجه السعودي الأخير ضدها عبر قطع مخصصاتها، واحتجاز قيادات المجلس ومنعهم من العودة إلى عدن.
وكانت مصادر إخبارية نقلت عن قائد قوات تحالف الاحتلال في عدن حسين الحربي، تصريحات تكشف عن نية الاحتلال السعودي دحر فصائل الانتقالي من عدن والمناطق المجاورة لها، حيث أكد أنه «سيتم تنفيذ اتفاق الرياض بحزم وعزم»، وأن «زمن المجاملات انتهى»، في إشارة إلى تغاضي بلاده عن رفض الانتقالي تنفيذ بنود الاتفاق الذي رعته في نوفمبر 2019، وخاصة الشق العسكري والأمني منه، والذي ينص على دمج التشكيلات العسكرية التابعة لانتقالي الإمارات، ضمن دفاع وداخلية حكومة الفنادق، الأمر الذي هدفت الرياض من خلاله إلى السيطرة على هذه التشكيلات العسكرية، بما يضمن لها بسط نفوذها وتحجيم النفوذ العسكري الإماراتي في منطقة عدن وما حولها.
إلى ذلك شهدت محافظات أبين والمهرة وحضرموت، اليوم، تصعيدا عسكريا غير مسبوق من قبل فصائل الانتقالي، استعدادا لخوض معارك مع فصائل درع السعودية.