تقرير / لا ميديا -
الورقة الأخيرة التي كان بإمكان انتقالي الإمارات المناورة بها سقطت من يد الزبيدي بعد رفضه إعلان التعبئة الذي دعا إليه عدد من القيادات العسكرية لمجلسه، الأمر الذي جعل ناشطين جنوبيين يتهمونه بالتماهي مع الاحتلال السعودي في تفكيك المجلس واجتثاثه من كافة مديريات المحافظة التي يعتبرها معقله الرئيسي.

اتهم ناشطون موالون لما يسمى «المجلس الانتقالي»، اليوم، المرتزق عيدروس الزبيدي بالتماهي مع الاحتلال السعودي في تفكيك المجلس.
يأتي ذلك إثر رفض الزبيدي، المقيم في أبوظبي، طلبا تقدم به عدد من قادة المجلس، أبرزهم المرتزقان شلال شائع وصالح السيد، بإعلان «التعبئة العسكرية والشعبية» لمواجهة التطورات التي تقودها قوات الاحتلال السعودي في عدن ضد فصائل المجلس.
وكانت أصوات عدة داخل قيادة الصف الأول في انتقالي الإمارات تصاعدت للمطالبة بخروج شعبي، باعتبارها الورقة الأخيرة التي يمكن أن يستغلها المجلس لإحداث توازن ما على الأرض؛ إلا أن الزبيدي تجاهل تلك المطالب، ما شكل علامة استفهام لدى أنصاره الذين يشعرون بالخذلان.
واعتبر المرتزق حسين عاطف، القيادي في انتقالي الامارات، «دعوة الزبيدي الشعب للخروج إلى الساحات ومخاطبة القوات المسلحة الجنوبية لرفع الجاهزية القتالية الخيار الوحيد المتاح حاليا لترجيح كفة المشروع الجنوبي»، حد قوله.
وفي السياق، دعا المرتزق يحيى الشعيبي، عضو وفد «الانتقالي» المفاوض، من سماهم الجنوبيين إلى إعادة إحياء التظاهرات في ساحات الحراك بعموم الجنوب، مشيرا، في تغريدة على صفحته بمواقع التواصل الاجتماعي، إلى أن «هذه التظاهرات هي الكفيلة بوقف استهداف السعودية للجنوب».
وتتزايد المخاوف لدى أتباع «الانتقالي» من اجتثاث مجلسهم، بعد تخلي الاحتلال الإماراتي عنه وبيعه مع أول صفقة لصالح التشكيلات الجديدة من التكفيريين ضمن ما تسمى «قوات درع الوطن».
وبحسب مصادر سياسية في عدن، فإن الشخصيات الدبلوماسية الإقليمية والغربية التي زارت المدينة مؤخراً كان من بين مهامها الضغط على انتقالي الإمارات لقبول ما تسمى «الخطة الأمنية الجديدة» في المناطق المحتلة.
وبحسب المصادر، فإن تسلم حكومة الارتزاق أوراق اعتماد سفير الاحتلال الإماراتي مؤخرا لدى حكومة الارتزاق كان إنذارا للانتقالي بتخلي إمارات ابن زايد عنه، وهو ما اتضح جليا من خلال صمتها إزاء سياسة الاحتلال السعودي الحالية تجاه «الانتقالي»، والتي تهدف لاجتثاثه وانتزاع نفوذه العسكري في عدن والمحافظات المحتلة الأخرى، وكذلك الحرص على إبعاد المرتزق عيدروس الزبيدي عن عدن وفرض الإقامة الإجبارية عليه في أبوظبي.
كل ذلك يؤكد أن الاحتلال الإماراتي ليس فقط تخلى عن مرتزقته في الانتقالي بلمح البصر، بل وقدمهم طريدة سهلة للرياض، بعد أن استخدمهم طيلة 4 أعوام كواجهة رئيسية وأداة محلية لتنفيذ أجندته وأهدافه التي باتت أهدافاً استعمارية، بحسب السواد الأعظم من أبناء الجنوب المحتل.إلى ذلك، توعدت قوات الاحتلال السعودي، اليوم، فصائل «الانتقالي» بإخراجها من كافة مديريات عدن، تنفيذا لما يسمى اتفاق الرياض، حسب قولها.
وأعادت وسائل إعلام سعودية، وناشطون محسوبون على استخبارات ابن سلمان، تداول مقطع فيديو لقائد تحالف الاحتلال في اليمن، مجاهد العتيبي، يتحدث فيه عن إصرار قواته على تنفيذ اتفاق الرياض «بحذافيره».
وينص اتفاق الرياض على خروج كافة الفصائل العسكرية من عدن وتسليمها لقوات يشرف عليها تحالف الاحتلال مباشرة.
وكان المرتزق رشاد العليمي، رئيس ما يسمى مجلس القيادة، المشكل سعودياً، وجه وزير دفاعه بتمكين ما تسمى «قوات درع الوطن» من السيطرة على عدد من المواقع والقطاعات في مدينة عدن كقوات بديلة عن «الانتقالي».
وبحسب التوجيه، فإن اتفاقا مع قيادة تحالف الاحتلال السعودي الإماراتي لتنفيذ ما تسمى الخطة الأمنية الخاصة باستبدال فصائل الانتقالي في مناطق سيطرتها بفصائل «درع الوطن».
بدورها، أكدت قوات الاحتلال السعودي، اليوم، صدور توجيهات ببدء إخلاء مواقع مرتزقة «الانتقالي» على مداخل عدن.
وقال الخبير العسكري سعد العمري إن الوثيقة التي وجهها العليمي إلى وزير دفاعه بشأن ترتيبات تنفيذ «الخطة الأمنية» صحيحة، مشيرا إلى أنها تهدف لتسليم مداخل عدن لفصائل «درع الوطن».
ومن المتوقع أن تتسلم هذه الفصائل، التي أعاد الاحتلال السعودي تشكيلها لتكون رأس حربة في صدر «الانتقالي»، نقطتي الرباط عند المدخل الشمالي، والعلم عند المدخل الشرقي، وهي خطوة قد تشل إمدادات الانتقالي كليا وتغلق عدن على فصائله.
ولم يتضح بعد ما إذا كانت هذه الخطوة للضغط بإخراج فصائل الانتقالي أم ضمن ترتيبات لعملية عسكرية ضدها داخل المدينة؛ لكن توقيتها المتزامن مع تسليم معسكرات مهمة ومنشآت حكومية لـ»درع الوطن» مؤشر إلى قرار السعودية اجتثاث الانتقالي سلما أو حربا.
وتأتي التحركات الأخيرة بعد خلو قصر معاشيق في عدن من كل قيادات رئاسي وحكومة الاحتلال، ومغادرتها فجأة إلى كل من الرياض وأبوظبي، ووصول تعزيزات عسكرية سعودية ضخمة إلى عدن، بينها أطقم ومدرعات بهدف تغيير ميزان السيطرة على الأرض لصالح القوات المنشأة حديثاً تحت تسمية «درع الوطن».