تقرير / لا ميديا -
تجريف انتقامي قادم من عقم الصحراء وقيظها لا يعرف عن طبيعة الأرض شيئاً سوى كونها رماداً محروقاً أو رسوماً خضراء على الواجهات، فينتقم من كل ما يراه واقعاً من نبات وشجر وطير وسماء... يهزل التاريخ فيجعل من الإماراتي محتلاً، ويهزل أكثر فيجعل من أهم الجزر اليمنية تحت وطأة ذلك المحتل، الذي ينتقم من نخيل سقطرى ونباتها وطيورها وترابها... «دم الأخوين» أصبح نخباً تتقاسمه إمارات ابن زايد مع الكيان الصهيوني في قلب سقطرى. 
هكذا أرادت شرعية العمالة في فنادق الرياض، بعد أن باعت كل شيء.

أحرق مرتزقة الاحتلال الإماراتي، اليوم، مساحات شاسعة من أشجار النخيل في محافظة أرخبيل سقطرى المحتلة.
وأفادت مصادر محلية بأن حريقاً هائلاً شب في مزارع نخيل على الساحل الشرقي للأرخبيل، والتهم الآلاف من أشجار النخيل، في عملية إجرامية ممنهجة ينتهجها الاحتلال الإماراتي للقضاء على البيئة النباتية والزراعية التي تتمتع بها سقطرى.
وذكرت المصادر أن الحريق سبقته عمليات رش متكررة لمواد كيمائية مجهولة، نفذتها طائرات تابعة لما تسمى «مؤسسة خليفة»، الذراع الاستخباراتية للاحتلال الإماراتي، على مزارع النخيل في مناطق متفرقة في المحافظة، بمبرر مكافحة الآفات، ما أدى إلى موت آلاف الأشجار.
واتهم مواطنون في سقطرى المحتلة قوات الاحتلال الإماراتي بالوقوف وراء الحريق الذي التهم عددا من مزارعهم بمنطقة قرية، شرق الأرخبيل، وتسبب بأضرار كبيرة للمزارعين.
وأكد المواطنون أن هدف الاحتلال الإماراتي من الاستهداف الممنهج لزراعة النخيل في سقطرى، هو جعل سكان الأرخبيل معتمدين كلياً على المساعدات المحدودة التي كانت توزعها «مؤسسة خليفة» وأصبحت تبيعها، إضافة إلى إرغام ملاك مزارع النخيل المتضررة على بيعها بأبخس الأثمان، بهدف إجراء تغيير ديمغرافي في الجزيرة ضمن مخطط الاحتلال للاستيلاء على الأرخبيل الاستراتيجي.
يأتي هذا في ظل العبث الذي تمارسه قوات الاحتلال الإماراتي في الجزيرة وتدمير بيئتها.
وفي سياق التضييق الاقتصادي وعمليات النهب، أفاد سكان محليون بأن مندوبي «مؤسسة خليفة للأعمال الإنسانية» (الاستخباراتية) يقومون ببيع مواد الإغاثة، بعد أن كانت توزع مجاناً للمحتاجين من أبناء الجزيرة.
وتؤكد تقارير إعلامية أن كل أعمال العبث التي تمت في جزيرة سقطرى، لم تكن بمعزل عن حكومة المرتزقة أو من دون علمها، وأن أعمال الإنشاءات التابعة لتحالف الاحتلال السعودي الإماراتي المتواجدة في سقطرى، تمت بموافقة مباشرة منهم.
ويذكرنا إحراق الآلاف من أشجار النخيل في سقطرى على يد الاحتلال الإماراتي بما فعله الاحتلال الأمريكي في العراق عندما قام بالقضاء على ثلاثة ملايين نخلة في محافظة البصرة وحدها.
وكان الناشط السقطري عاصم غانم خميس أكد أن العبث الإماراتي في سقطرى لن يطول، مشيراً إلى أبناء الجزيرة سيواصلون النضال حتى طرد المحتلين وحلفائهم.
وأضاف خميس في منشور على صفحته بالفيسبوك: «الإمارات تعبث بسقطرى اليمنية، وبإذن الله لن يطول عبثها، ولن نترك سقطرى للإماراتيين والإسرائيليين ليتقاسموها مادام فينا روح وعرق ينبض».
وتابع: «قسما بمن بسط الأرض ورفع السماء إننا سنظل ندافع عنها ولن يخذلنا الله، لأننا دافعنا عن سيادتنا ووطننا الحبيب».
إلى ذلك، تواصل قوات الاحتلال الإماراتي تهريب طيور وأشجار نادرة من سقطرى إلى أبوظبي.
وكشفت مصادر مطلعة عن تهريب ممنهج لطيور وأشجار نادرة من الجزيرة، بهدف القضاء على المقومات التي تتمتع بها سقطرى.
وقالت المصادر إن عمليات التهريب تتم في ظل صمت مريب من قبل رئاسي وحكومة الاحتلال وسلطات الارتزاق في الأرخبيل.
ومنذ العام 2017، يمارس الاحتلال الإماراتي تجريف آثار وأشجار وطيور سقطرى على مرأى ومسمع الأهالي، رغم مناشداتهم دون جدوى.
وطالب السكان بالتحقيق في عملية تهريب الثروة السقطرية الطبيعية، داعين اليمنيين إلى الوقوف بحزم إزاء تلك الجريمة بحق البيئة.
وخلال السنوات الماضية، ظهرت أشجار سقطرية في مدن إماراتية بعد عمليات تهريب قادتها مؤسسات إماراتية تنشط في الأرخبيل تحت تسميات إنسانية.
وتعمد قوات الاحتلال الإماراتي إلى إلحاق الضرر الرئيسي بالجزيرة عبر تجريف الحياة الطبيعية وشراء الأراضي والمحميات التي تتميز بالتنوع الكبير في نباتاتها المستوطنة وتحتضن عشرات الأنواع من النباتات النادرة.
كما يستهدف الاحتلال المنتجعات الترفيهية ويدمر الحيود المرجانية والشواطئ التي تعشش فيها السلاحف وأنواع أخرى من الزواحف والحلزونيات البرية النادرة التي لا توجد في أي منطقة بالعالم سوى في جزيرة سقطرى.
يشار إلى أن جزيرة سقطرى صنفت كأجمل جزيرة في العالم لعام 2010 نظراً للتنوع الحيوي الفريد والأهمية البيئية لهذه الجزيرة.
وتتزايد الأخطار المهددة بإخراج جزيرة سقطرى (أهم محميات اليمن الطبيعية) يوما بعد آخر من قائمة التراث العالمي، بسبب الممارسات العبثية للاحتلال الإماراتي.