إضراب شامل واحتجاجات على جبايات المرتزقة
تعز المحتلة:التجار يشكون الانفلات الأمني وصنعاء تفتح ذراعيها لهم

تجار وأصحاب محلات ومطاعم وبوفيهات، وحتى باعة متجولون، كلهم تحت سطوة وبطش عصابات الخونج التي تفشت في مدينة تعز المحتلة كما يتفشى وباء. لم يسلم من عصابات النهب والسلب شيء، حتى البيوت التي لها حرمتها اقتحموها واحتلوها وحولوها إلى أوكار وثكنات لهم.

تزايدت عمليات السلب والنهب التي تقوم بها عصابات وبلاطجة خونج التحالف بشكل كبير في مدينة تعز المحتلة، وسط حالة من الاستياء والتذمر بلغت ذروتها بإعلان التجار وأصحاب المحلات إضرابهم وإغلاق محالهم التجارية، كذلك فعل أصحاب المطاعم والبوفيهات في كثير من شوارع وأحياء المدينة المحتلة، احتجاجا على بلطجة العصابات الخونجية وابتزازاتهم واعتداءاتهم المتواصلة.
بائعو القات هم أيضا لم يسلموا من بلطجة الخونج، فسياسة الابتزاز طالت كل شيء وحولت العديد من أحياء المدينة إلى مناطق رعب وخوف، يصعب العيش فيها.
المدينة التي يسيطر عليها الخونج منذ 2016، تعيش حالة لا يمكن تصديقها؛ حيث تنتشر عصابات مسلحة تتبع قيادات تابعة لفصائلهم وتعيث في تلك المناطق فسادا، وتمارس النهب والقتل ومصادرة الأراضي، وفرض الإتاوات والجبايات وبيع الخدمات، وانتهاك الحرمات.
يعيش المواطنون في مدينة تعز المحتلة ظلاما حالكا ليلا، ورعبا وخوفا نهارا، جراء ممارسات تلك العصابة التي لم تترك أي جريمة أو انتهاك أو عمل سيئ إلا ومارسته بحقهم، ولم توفر لهم أيا من الخدمات الضرورية، فلم يسلموا من بطشها ومن إجبارهم على دفع المزيد من الإتاوات والجبايات، التي تفرض بشكل مستمر ودون أي مسوغ قانوني.
الأربعاء الماضي أغلق تجار مدينة تعز المحتلة، أبواب محلاتهم احتجاجاً على الإجراءات التعسفية التي تتخذها العصابات المسلحة التابعة للخونج بحقهم.
وقالت مصادر محلية، إن إضرابا شاملا نفذه التجار في شارع التحرير وسط مدينة تعز على خليفة الاعتداءات المتكررة التي تطالهم من قبل الخونج.
وطالب التجار، بحمايتهم من المجموعات المسلحة المحسوبة على تحالف العدوان والتي تمارس العديد من عمليات السطو على ممتلكات التجار وابتزازهم وكذلك التقطعات المتواصلة على بضائعهم والجبايات التي يتم جنيها دون وجه حق قانوني.
وتشير وثيقة وجهها ما يسمى محور تعز الخاضع للخونج وكذا سلطات الارتزاق للتجار تطالبهم فيها بدعم «الجبهات».
وكان تجار تعز نفذوا إضراباً شاملاً وأغلقوا أبواب محلاتهم في 4 حزيران/ يونيو الماضي تنديداً بجريمة اختطاف التاجر هشام الزريقي والتاجر حمادي هزاع الزريقي وسط المدينة.
وفي نسيان/ أبريل الماضي، تداول ناشطون منشورات تفيد بإغلاق محلات الذهب في مدينة تعز احتجاجا على فرض مبالغ مالية على التجار.
جاء الإغلاق نتيجة للاعتداء على تاجر الذهب جمال عبده محمد، مالك مركز أبو الذهب التجاري، بالضرب من قبل عصابة تتبع الخونج وإغلاق محله بالقوة، ثم أخذه معهم وسجنه وقص شعر رأسه بطريقة مهينة ومُذلة، ولم يتم الإفراج عنه إلا بعد دفع مبلغ مليون ومائتي ألف ريال.
كما اقتحم مسلحو عصابات الخونج حرم جامعة الحكمة، في مدينة تعز، في محاولة للشروع بقتل رئيسها الكليبي عبده محمد.
حيث هاجمت عناصر مسلحة يتزعمها القيادي الخونجي المدعو عبدالرحمن عبدالقوي الحميدي، المعين أركان حرب ما تسمى الكتيبة 13 باللواء 22 ميكا رئيس الجامعة بتصويب السلاح إليه وملاحقته.
وفي حزيران/ يونيو من العام الحالي، نفذ تجار تعز وأصحاب المحلات إضرابا شاملا في شارع التحرير، وسط المدينة تعز، احتجاجاً على الاعتداءات المتكررة من قبل العصابات المسلحة.
واستنكر بيان صادر عن التجار تقاعس سلطات الارتزاق وأجهزتها الأمنية عن ضبط المنفلتين والخارجين عن النظام والقانون في مدينة تعز المحتلة.
وفي منتصف أيلول/ سبتمبر أعلن تجار الذهب والمجوهرات، في سوق الأجينات، وسط مدينة تعز، إضرابا شاملا، احتجاجا على نهب عصابة مسلحة لأحد محلات الذهب في السوق.
وأغلقت محلات الذهب في سوق الأجينات أبوابها بشكل كامل بعد تعرض محل «ابن سلمان» للذهب والمجوهرات، للسطو من قبل عصابة مسلحة قامت بنهب بعض القطع الذهبية بعد اشتباكات مع العاملين في المحل.
واضطر أصحاب المحلات لإغلاق محلاتهم لاستشعارهم بالخطر المحدق بها بعد أن أضحوا عرضة للسطو المسلح على مرأى ومسمع ما تسمى قوات الأمن المنتشرة في المنطقة.

السامعي يوجه دعوة للتجار في تعز
ونتيجة استمرار أعمال السلب والنهب والاعتداءات المتواصلة على تجار مدينة تعز المحتلة، من قبل عصابات الخونج، أعلن عضو المجلس السياسي الأعلى سلطان السامعي الترحيب والاستعداد لاستقبال أي من التجار ورجال المال والأعمال الذين يعانون جراء الفوضى في المناطق المحتلة بتعز.
وأدان  السامعي جرائم المرتزقة بحق المواطنين في مدينة تعز، محملا دول العدوان وأدواتها المسؤولية الكاملة، داعيا كافة أبناء محافظة تعز القاطنين في مناطق سيطرة العدوان والمرتزقة إلى مواجهة هذا الصلف وإيقاف الانتهاكات التي لا تستثني أحدا.
وأكد السامعي أن «الفوضى التي تحصل في مدينة تعز هي ما كنا نحذر منه سابقا، ونحذر قوى العدوان من استمرار هذه الانتهاكات».